مقالات سياسية

عوضية وأخواتها

عوضية كوكو واحدة من آلاف النساء السودانيات المكافحات من أجل الحصول على الحياة الكريمة لعائلتها وأهلها في ظل دولة تخلت عن واجباتها تجاه المواطن منذ زمن طويل، وقصة عوضية مع الكفاح بدأت قبل 38 سنة عاصرت فيها ثلاث حكومات، ولاشك أنها عانت ومرت بتجارب كثيرة فمهنتها التي تعتمد على بيع الأطعمة والمشروبات ليست سهلة على المرأة خاصة وأن بيئة العمل خطرة وتنعدم فيها كل المقومات ولولا قهر الظروف لما تحملنها، ورغم ذلك لم تشعر أي حكومة من تلك الحكومات أن هناك عوضية وأخواتها يعملن في هذه الظروف ويجب أن تجد الحل الذي يحفظ لهن كرامتهن ويحميهن.
عوضية صحبت معها في طريق كفاحها الكثير من النساء، وناضلت من أجل حماية زميلاتها من خلال تأسيسها للاتحاد التعاوني المتعدد الأغراض وساعدت الكثيرين بسخاء ونكران ذات حتى وصل اسمها لمسامع الخارجية الأمريكية، ورغم كل هذا الزمن وهذه السمعة لم تلتفت إليها حكومتها، لأنها وببساطة ليست حريصة على دعم من ينجحون في المجتمع فتشجيع المواطن ليس من أولوياتها، كثيرون من السودانيين شغلت نجاحاتهم العالم نساءً ورجالاً وكرمتهم جهات عالمية كانت حكومتنا آخر من يعلم وياما في المجتمع ناجحين.
في مارس الماضي كرَّم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، السودانية عوضية كوكو، من بين أشجع 10 نساء في العالم، وتسلمت عوضية الجائزة في احتفال أقيم بالمناسبة، في العاصمة الأمريكية، وكما قالت الخارجية : إن فوز عوضية بالجائزة جاء نظير كفاحها الطويل في العمل بائعةً للشاي منذ عام 1979 م، ولدورها بصفتها ناشطة في تأسيس اتحاد يضم 8000 سيدة من العاملات في مهن مختلفة مثل: بائعات الشاي، والأطعمة على الطرقات، يمثلن جميع أرجاء ولاية الخرطوم، ولما أحدثه هذا الاتحاد من نقلة كبيرة في مواجهة الظلم، ظلم حكومتها طبعاً، وتحسين وضع المرأة العاملة في مثل هذه المهن الهامشية.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف عرفت الخارجية الأمريكية بعوضية وتأريخ نضالها، هذا التحدي الذي قاسته كان يجب أن يلفت نظر حكومتنا، ولكن هذا هو حالها لا تهتم بمواطنها ولا تشعر به إلا بعد أن ينجح ويكرمه الآخرون أو يموت ويشيعه الآخرون أيضاً.
يوم الأربعاء الماضي كرم مجلس الوزراء عوضية بعد خمسة أشهر من تكريم الخارجية الامريكية لها، وكتب أحدهم معلقاً أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، ولكن بالنسبة للحكومة في رأيي أن لا تأتي خير من أن تأتي متأخرة، وبهذه الطريقة وهي لا تكرم عوضية بقدر ما تعتقد أنها تحفظ ماء وجهها، ولذلك تكريمها لن يكون له أثر مثل تكريم الخارجية الأمريكية .
هناك العشرات من النساء المكافحات الناجحات مثل عوضية واللاتي يقدمن للمجتمع السوداني الكثير من الناجحين من خلال عملهن، ومثل عوضية وأخواتها هن من يدعمن الأسر اقتصادياً حتى لا تنهار وما تبقى من صمود في المجتمع السوداني الذي ينهار اقتصاده كل صباح هو بفضل عوضية وأخواتها. إن أرادت الحكومة أن تكرمهن عليها أن تضع حداً لمطاردة المحليات لهن وتدعمهن وتهييء لهن البيئة المناسبة والمتطورة للعمل وعليها أن تخصص جزء مقدراً من ميزانية الدولة لتمكين النساء اقتصادياً فهن الضمان الوحيد لمحاربة الفقر .

التيار

تعليق واحد

  1. كلام حقيقي:

    إن أرادت الحكومة أن تكرمهن عليها أن تضع حداً لمطاردة المحليات لهن وتدعمهن وتهييء لهن البيئة المناسبة والمتطورة للعمل وعليها أن تخصص جزء مقدراً من ميزانية الدولة لتمكين النساء اقتصادياً.

    لك التحية الاستاذة اسماء.

  2. الدكتورةأسماء فلتةبصراحة كلام رصين وموضوعي وفي الصميم التحية والتقدير لها ولكل بنات جيلها وللمرأة السودانية اينما كانت….تحدثت عن عوضية وهي تستحق مؤلفات عن كفاحها وصمودهاوالدكتورة أيضا تستحق تدبيج المؤلفات عنها لصبرها وقوةعزيمتها…..وفقها الله

  3. كلام حقيقي:

    إن أرادت الحكومة أن تكرمهن عليها أن تضع حداً لمطاردة المحليات لهن وتدعمهن وتهييء لهن البيئة المناسبة والمتطورة للعمل وعليها أن تخصص جزء مقدراً من ميزانية الدولة لتمكين النساء اقتصادياً.

    لك التحية الاستاذة اسماء.

  4. الدكتورةأسماء فلتةبصراحة كلام رصين وموضوعي وفي الصميم التحية والتقدير لها ولكل بنات جيلها وللمرأة السودانية اينما كانت….تحدثت عن عوضية وهي تستحق مؤلفات عن كفاحها وصمودهاوالدكتورة أيضا تستحق تدبيج المؤلفات عنها لصبرها وقوةعزيمتها…..وفقها الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..