مقالات سياسية

وزارة الداخلية تتحدي حكومة الخرطوم.. وتقمع المظاهرة المليونية!!

بكري الصائغ

١-
قلناها من قبل عشرات الآلاف من المرات، ونكررها اليوم مجددآ باحباء شديد ، ان كل المؤسسات العسكرية في السودان مازالت تعمل وتشتغل بـ (ماكينة النظام السابق البائد)، وانها مؤسسات تعمل بالمثل المعروف (من خلي عادته قلت سعادته)!!، هي اجهزة لم تتطور مع التطورات الايجابية التي عرفتا البلاد اخيرآ بعد انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨، هي مع الاسف الشديد، مؤسسات عسكرية يعاودها في كل مرة االحنين القوي تطبيق اساليب القمع القديمة، عملآ بالمثل المعروف: (حليمة عادت لى قديمها).

٢-
ان الاخبار البالغة في السوء التي نشرتها الصحف المحلية اليوم الاثنين ١٧/ اغسطس الحالي وافادت، (ان مصادر متطابقة لـ”سكاي نيوز عربية” قد اكدت إصابة عدد من المشاركين في مليونية “جرد الحساب” التي سيرها عشرات الآلاف في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى للمطالبة بتصحيح مسار ثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت في أبريل 2019 بنظام عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما. قال مصدر في لجنة أطباء السودان المركزية إن هنالك عدد من المصابين في مستشفيات مختلفة جراء الاستخدام المفرط للقوة في فض المواكب. واستخدمت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع عند وصول مواكب المشاركين في المسيرة إلى مقر مجلس الوزراء عند الثانية ظهرابالتوقيت المحلي، لتسليم مزكرة للحكومة تحوي مًطِآلَبً تشمل قيام مجلس تشريعي في فترة ثلاثة أشهُر ومؤتمر إقتصادي يضع السياسات الإقتصادية للبلاد.). ـ

– انتهي الخبر ولم تنتهي غضة المرارة في الحلق – .

٢-
الغريب في امر المظاهرة السلمية المليونية التي خرجت في الخرطوم بهدف لتسليم مذكرة للحكومة تحوي مًطِآلَبً عادلة، ان حكومة الخرطوم، كانت قد اعلنت مسبقآ قبل بدء المظاهرة بحماية وتأمين مواكب اليوم (جرد الحساب) حسب مساراتها المعلنة ، حفاظاً على حرية التعبير السلمي.واعلنت عن تنظيم حركة السير بالشوارع المختلفة وعمل جميع الكباري بشكل طبيعي.

٣-
ولكن وزير الداخلية كان عنده رأي مخالف لرأي حكومة الخرطوم ، وكعادة كل الوزراء السابقين الذين سبقوه في هذا المنصب العسكري، ان وزارة الداخلية تملك الحق الكامل في قمع المظاهرات، وضرب المتظاهرين المسالمين ضرب غرائب الابل بكل انواع المعدات القمعية (عصا، سياط، هروات، الغاز المسيل للدموع، البنادق، استخدام المفرط للقوة في فض المواكب)!!…او كما قال الرئيس المخلوع من قبل وهو يهدد المتظاهرين في سبتمبر ٢٠١٣، ووصفهم بـ”شذاذ الآفاق”!!

٤-
تصرف وزارة الداخلية الخاطئ، نتجت عنه احداث اخري مؤلمة وقعت مباشرة بعد الفض، ما كان لها ان تقع ، فقد جاءت الاخبار بعد فض المظاهرة، ان متظاهرون اغلقوا عدد من الشوارع الرئيسية في الخرطوم مساء اليوم بعد ساعات من تسيير مواكب تحت شعار جرد حساب، وقال شهود عيان وفق متابعات موقع” أخبار السودان” إن المتظاهرين قاموا بإغلاق شارع الستين شرقي الخرطوم قبل قليل بواسطة الثوار، وتظاهرات ليلية بشارع الستين وعبد الله الطيب.

٥-
ولا ننسي ايضآ، قال تجمع المهنيين إن خيارات التصعيد في مواجهة الحكومة تظل مفتوحة ويجري التنسيق لها وتقييمها مع تنسيقيات لجان المقاومة. واتهم التجمع رئاسة مجلس الوزراء باستفزاز الجماهير حين قامت بإرسال أحد موظفيها لاستقبال مواكب جرد الحساب معللاً ذلك بانشغال رئيس الوزراء، وحين رفض الثوار المسلك تدخلت الشرطة والقوات النظامية واستخدمت العنف لتفريق المواكب، وقال التجمع في تصريح على صفحته الرسمية بالفيسبوك انه كان على رئيس الوزراء وطاقمه التحلي بفضيلة الاستماع لمن أتوا بهم للمناصب بل ومخاطبتهم بما يستجيب لمطالبهم. وأردف التجمع أن مثل هذا الاستفزاز سيجعل خيارات التصعيد مفتوحة على كل الاحتمالات.

٦-
مع الاسف الشديد، ان هذه الاحباطات قد جاء في نفس يوم ذكري مرورعام علي واحدة من اجمل ايام في تاريخ السودان ـ يوم احتفال توقيع الوثيقة الدستورية بين المكون العسكري وقوى اعلان الحرية والتغييرـ.

٧-
واسال:
(أ)-
لماذا تسرعت وزارة الداخلية في قمع المظاهرة السلمية، في الوقت الذي اكدت فيه حكومة الخرطوم حرصها علي حماية المظاهرة؟!!
(ب)-
هل تعمدت وزارة الداخلية تحدي حكومة الخرطوم علانية ، وانها غير مقيدة باي توجيهات تصدر منها، وانها صاحبة الكلمة الاولي الاخيرة في كل ما يتعلق بالشآن الامني؟!!
(ج)-
لماذا لم تحترم وزارة الداخلية قرار حكومة الخرطوم الخاص بحماية المظاهرة؟!!
(د)-
جرت العادة، ان يكون احد القضاة مصاحب لاي قوة من وزارة الداخلية لفض الاعتصامات، وان القوة غير مسموح لها باتخاذ الاجراءات دون التصديق من القاضي، فهل كانت القوة التي فضت مظاهرة اليوم ١٧/ اغسطس الحالي قد تلقت امر من القاضي؟!!، ام كانت قوة بلا قاضي كما كان الحال في زمن الرئيس المخلوع؟!!
(هـ)-
بالطبع كالعادة، سنسمع غدآ بيان هزيل مكرر الآف المرات من وزارة الداخلية، تبرئ فيها نفسها من مغبة عملها المشين!!

بكري الصائغ
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا استاذ بكر الشرطة ما مركبة ماكينة النظام السابق دي شغالة بيهو بعد تعميرها، شرطة تافهة واجهزة امنية مأدلجة منذ 1989م فرغت الشرطة والجيش وجهاز الدولة بكامله من العناصر الوطنية وحلوا محلهم ناس “ابو دقن” محتاجين لمجهود كبير لكنس العفن واذا استلزم الامر حمدوك كمان الجبناه فزع وبقي وجوع.

  2. العميد شرطه الذي تولي قيادة القوه التي اعتدت علي المتظاهرين هو نفس العميد الذي ضرب الثوار في مواكب رد الجميل في فبراير..

    امر حمدوك النائم العام باجراء تحقيق وتسليمه التقرير بعد اسبوع وحدث ما حدث وتم تسليم التقرير بعد عدة اشهر،، ادانت فيه النيابه هذا العميد شرطه ورفع التقرير لحمدوك ..ماذا فعل حمدوك؟؟

    لم يفعل حمدوك شيئا كما عودنا دوما. بل تم التحفظ علي تقرير النيابه في مكتبه دون رد فعل يذكر وهاهو العميد شرطه يعاود الكرة مرة اخري.

    هذا الحمدوك يستهزئ بالثوار ويستهين بالثوره تنفيذا لسياسة الهبوط الناعم ومساومة الشفيع خضر..
    حمدوك رجل ضعيف الشخصيه.. وضيع. بائس يعتريه خوف وجبن لا يخفي علي احد.. مما جعله سهل القياد. وخبر العسكر والكيزان وامام البوخه شخصية حمدوك وصاروا يتلاعبون به يمنة ويسرة.

    تصحيح مسار الثوره يبتدئ باقالة هذا الحمدوك واتمني ان لا يكون البديل عمر الدقير والذي سيكون العوبة في يد امام البوخه..
    نعم للتصعيد .. لجان لن تسمح لحمدوك وبعض العملاء في الحريه والتغيير بالتلاعب بمقدرات ثورتنا المجيدة..
    الشوارع لا تخون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..