مقالات سياسية

الجاسوسان المتناحران.. مابين انبراش قطبي وتآمر قوش،كيف استفادت أمريكا؟ شاهد الوثيقة

عبدالرحمن الأمين
[email protected]

نستكمل اليوم مابدأناه عن قطبي المهدي ، ونغادره لقوش …. وماأدراك ما قوش سجانا أوسجينا ، مُعَذِّبِا أومعتقلا ، مدافعا أو متآمرا ، لصا بليونيرا أم …مخربا وانقلابيا بوصف أهله المقربون ! وكثير منهم اليوم في حيرة ضاربة ازاء كيفية ترتيب التخلص من هذا الرأس المثقل بالاسرار . مكمن الحيرة هو كيفية اختيار أفضل السيناريوهات القابلة للتنفيذ بأقل كلفة ممكنة . فمحاكمة تحكم بالاعدام لا أمل فيها اذ انها ستحرج الرئيس ليتدخل بالتخفيف الي المؤبد، وحتي هذا لن يمنع مؤامرته، ان صدق زعمهم، من تسور حوائط سجنه لتجد من ينفذها في الخارج . اذن، لا حل الا بتصفية شاملة علي غرار ما جري لمن نجوا من موقعة “أديس أبابا” يونيو 1995 .

فنجوا من أمن مبارك والمستضيفين من رجال زيناوي فقتلهم حلفاؤهم القدامي بجهاز نافع ! يصح القول ان قوش ، عكس العسكريين ، رجل بلا قاعدة أو أتباع . فلئن مات أو قتل فلن تتحرك جهة مؤسسية ، ذات وزن كالجيش أوثقل كالدبابين ، للقصاص من القتلة . فحتي عشيرته بقرية البلل فجلهم ، مثلنا ، يتبرأون علنا من فظاعاته فهم نسل شرفاء أكارم سلالة نخب وطني أول عصارته حميد وعوض فضيل . أما شباب صنب (مروي) فبينه وبينهم بذاءة وصفه لهم ابان الانتخابات المخجوجة اذ وصفهم ب “عواليق” مزورا كنيتهم المستحقة كاحرارا نسل أبطال . لكن صحيح أيضا انه يمسك بخيوط أسرار ان تتبعتها أوصلتك لسروايل عورات رهطه . وهذه عورات انصهرت فيها أموال التستحت بالأجساد الحرام والعيش الحرام وربط بينها باطل السيرة وسوء العقيدة وكاذب التدين فتعالت أمجادها بالزيف والمخاتلة.

يعرف أصحاب الاسرار فردا فردا كعمدة القرية ويخبر ماضيهم وصنيعهم كما الشرتاي ان جلس بين قومه . لا غرو ان هابت هذه العورات قوش حتي في منامها بل تنتفض مذعورة، بحثا عن دثار، ان مر طيفه في حلم أو جري كابوس باسمه. القراءة المختزلة لوضعية الرجل تقول ان هو تنفس وعاش في محبسهم، سجينا أو أسيرا، تنفست وعاشت معه الاسرار والفضائح . وهذا خيار غير مقبول . أما اخلاء سبيله ليمضي حرا طليقا، فيعني انه سيطعمهم بنهم وشراهة ، وجبات عشاء متتالية لرؤوس دسمة تنزلت علي مائدته.

لن يردعه من شئ بعد الآن فقد طاحت الأقنعة واستبان الوجوه الحقيقية “لاخوة التنظيم الاعداء ” .اذن سيكون اخلاء سبيله خيارا كارثيا وغير معقول فالجاسوسية حالها حال لعبة الجودو تصرع فيها خصمك مستفيدا من قوته هو ، وليس اعتمادا علي عضلاتك فقط . لقد عاش قوش ماصا للأسرار مما جرت به عروق يوميات الحياة .فسند بها جبروته وبسط بها سلطانه . وبالأسرار هدد خصومه وتهيبه أصدقاؤه من فرط وغزارة ما أحاط … لذا فما لنا سوي التسليم مبكرا بمشيئة الخالق اذ انا لله وانا اليه راجعون !

ان استبعدت ، احتمالا أو تحليلا ، مغادرة قوش بمثيل مغادرة عمر سليمان الناعمة ، فلك أن تقرأ بدقة هذه الجزئية مما يشابه سيرة الانذار المبكر : ان القوم يأتمرون بك. هذه السيرة سبقت توقيف قوش بما يقارب 10أشهر .ففي 19 يناير 2012 حاور محررا صحيفة ” الاحداث” الزملاء يوسف الجلال وعبير عبد الله الدكتور قطبي المهدي حول ماكان يومها قضايا ضاغطة. ذهبا اليه استمزاجا لتحليلاته كأحد فنيي مختبر شختك بختك الانقاذي لشرح الوصفة الكيمائية للصراع داخل حوشهم . ابتدراه متسائلين بمانصه (ظهور المذكرة يعني وجود تيارات لا تعتمد على رؤية فكرية وتستند على خلافات شخصية داخل المؤتمر الوطني, وفي البال هجومك على مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش؟)…أجاب (أبداً.. ليس لي خلاف مع صلاح قوش، ولم نعمل سويا وحينما أتيت إلى جهاز الأمن لم يكن صلاح ملتحقا به، وإلى أن غادرت جهاز الأمن لم يكن صلاح أحد منتسبيه، ولا يوجد شيء من هذا القبيل وهذا لا علاقة له بالمذكرة)!

نفي برائحة سحل تام للشخصية !

نموذج أخر . أسمع الدكتور نافع علي نافع يحاور الزميلة صباح موسي ، المحررة المسؤولة بصحيفة “أفريقيا اليوم ” الالكترونية يوم 16 الجاري . قالت له (هناك غرابة في وجود صلاح قوش مع ود ابراهيم وماهو معروف أنه لاتوجد علاقة ولا حتى ود بينهما؟) أجابها (هذا طبعا عدم معرفة من الناس، فالذين يعرفون بواطن الامور يعرف أن هنالك صلة وثيقة بينهما وهناك وسطاء بينهم، هذا من ناحية العلاقة، لكن السياسة أعقد من ذلك بعض الناس كانوا يبحثوا عن تأييد حزبي وخارجي ولذلك كانوا يحتاجون لمن يساندهم لتأييد خارجي فالذي يقوم بذلك يحتاج لأشخاص تقوم بهذه المهمة حتى وان لم يكن بينهم علاقة، وود ابراهيم لا يعلم في السياسة، وقدم له في تقديري قوش على أنه هو الذي يتصل بالقوى السياسية والخارج، وهو الذي يسهل له بعض القضايا الشائكة) ..ثم هذا السؤال والاستطراد (هل هناك أحزاب أخرى؟)..قال (حتى الآن هناك تحريات جارية، على الأقل لدينا حزب قالها صراحة على لسان رئيسه)..واصلت (حتى لو أخذنا بتصريح الصادق المهدي دكتور فكان يتحدث عن لقاء دار بينه وبين قوش منذ فترة طويلة وليس الآن؟)..

قال (بالمناسبة المحاولة لم تكن البارحة وصلاح قوش لم يكن يدبر لهذا الانقلاب امبارح يعني، كان يدبر له منذ فترة)
بعد تفاصيل لم تترك من شئ الا أتت علي ذكره حتي الفكي والدجاجة ، سألته الزميلة الحاذقة لفن المحاصرة (هل لنا أن نعرف الجهات الدولية التي تم الإتصال بها؟)..قال من يؤمن بحرية القضاء وحق الناس في التقاضي بعيدا عن أي تسريبات مضرة بحق المتهمين (لا اعتقد أننا يمكن أن نتحدث أكثر من ذلك، ونترك ذلك للتحقيق)!

ان طالعت الحوار بكامله ، أحسست انك تحضر جلسة النطق بالحكم علي قوش لوحده ، وليس العسكريين المشاركين معه . قلنا ان قوش لا قاعدة له لذلك فسيظل الحلقة الأضعف رغم خطورته . التنظيمات الفاشية تصفي حسابات الكوادر العقائدية المدنية بعنف غير مسبوق ( داؤد يحى بولاد وخليل ابراهيم ).هذه التصفية بدأت فعلا حتي قبل بدء اجرائيات المحاكمة الفعلية. أما الهدوء الراهن فيفسره الانتظار المضني لتدحرج بضعة رؤوس كبري في الدولة والتنظيم والحزب . فالكل يناور ويتظاهر بالثقة والبراءة ، معا، الا ان أحساسا دافقا من عدم الطمأنينة يعلفهم بلا هوادة وبالذات بعد حظر سفر بعض المتنفذين الكبار للخارج ! غدت غالبيتهم تحذر الحديث والثرثرة في الهاتف أو صالونات العزاء بل وقاطع أخرون المجالس وأعتزل البقية الكلام حتي مع أهل بيته : قاتل الله أجهزة التصنت الفتاكة ! ولأنهم يخبرون ان شباك التوريط تنسج بلون الهواء ، فقد علمتهم تجاربهم المكتسبة أن لفها حول أعناق الضحايا يحتاج لتؤدة وصبر . لذا تراهم من فرط حذرهم من المقذوفات الاستيلثية المفاجئة ، يتقافزون أتوماتيكيا كمن يخشي الاصطدام بلغم ! ألغام لايبصرونها لكن يعرفون أنها موجودة ومنصوبة الاوتاد ! أما العسكريون فأمرهم مغاير . فمن افادات نافع سيتواصل تصويرهم علي أساس أنهم “الأقل ” جرما بل وترفيعهم لمرتبة المغرر بهم من قوش وجماعته . هذا اذن المسوغ الدفاعي لتخفيف الجرم ، وبالتالي العقوبة ، لتهدئة قواعدهم الكبيرة .

قطبي المهدي …ومشكلة السلطان

بينا في حلقات سابقة كيف أن دكتورنا الجنرال ابان رئاسته للأمن الخارجي (1996-2000) لم يترك من سبيل للبحث عن طريقة تحببه للامريكان الا وجربها . خاطبهم كتابة ووسط من سعي لهم ..حنس وأغري ..هاتف وحث..ألح وتودد..زارهم ودعاهم ….

وبرضه مافيش فايدة!

امتثل للمثل الشعبي لمن ضاعت حاجته وبحث عنها بمواظبة لا تلين وأمل لم ينكسر . فلم يترك من الانعام دابة الا وفغر فمها بحثا عن ضالته . وضالته لسوء حظه عند السلطان ، والسلطان عاوز فلوس …والفلوس عند السلطان والسلطان عاوز عروس ، والعروس عند السلطان ….
لكن …..السلطان قال ما عاوز معاك أي تفاهم أو كلام !

لأربعة سنوات متصلة ، تمدد قطبي لا تخفي منه خافية منبطحا عند بوابة هذا السلطان وبمحاذاة ناظريه .
لم تأخذ ادارة كلينتون علي فترتي رئاستها ( 1992-1996، 1996-2000) بأي من العروض القطبية للتطبيع فشككت في جديتها وأهملت حتي الرد عليها . حتى عرض البشير نفسه المقدم في 5 ابريل 1997 ، فان وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ومساعدتها للشؤون الأفريقية، السفيرة سوزان رايس ، اهملاه لمايقارب نص عام . في 28 سبتمبر 1997 اعلنتا رفضهما لمحتويات العرض البشيري فعضدد مستشار شؤون الأمن القومي ساندي بيرقر موقفهما فورا بالموافقة وما ان جاء يوم 9 أكتوبر حتي أطلق الكونغرس الرصاصة القاتلة علي العرض السوداني، فمات تماما !

عرض قطبي تسليمهم ملفات اسامة بن لادن قبل ان يطير عروة ويجتمع بجماعة السي آي أيه في مارس1996…لم يردوا عليه .ذهب بجوازه الدبلوماسي فأبلغوه أن ليس لديهم مايقولونه له ، وحتي ان توافر شئ فعنوان الاتصال معلوم ، وهاتف سفراء ملاءات “كانون ” موجود بالدليل 8565-338-202
غفل عائدا ، انتظر وانتظر ولم يأت شئ ! تعاقب علي سفارته مهدي ابراهيم والبروفسور عبدالله أحمد عبدالله ثم أحمد سليمان وما تغير الحال وظلت بشارة التطبيع المنتظرة متأصلة الغنج ضنينة بالوعد . حتي سفيره مهدي ابراهيم اذاع سره ملطشته في حوار صحفي اذ كشف أنه طيلة سنواته كسفير بواشنطن ، لم يلتق بأي ممن ينتمون لفئة مساعدي الوزير بوزارة الخارجية . المنتمون لهذه الفئة ، عزيزنا القارئ الصابر علي المكاره ، يقارب تعدادهم فصيلة الجند في التشكيل العسكري .عشرون مساعد وزير خارجية مابين رجل وامرأة يترأسهم 8 وكلاء في هذه الوزارة الفيل ، وسفيرنا مهدي ابراهيم يتأمل لقاء أي منهم ولا يظفر بمعرفة أي منهم ولو في حفل استقبال ! وزارة يعمل فيها 31 ألف موظف وفي 2010 بلغت ميزانيتها 27.4 مليار دولار وحظ سفيرنا ، وهو من علية قوم تنظيمه الحاكم ، لا يتجاوز معرفة موظف مبتدئ في الدبلوماسية تركوا له ادارة “ديسك السودان ” !

ظن قطبي ان محنته في جواز سفره ـ فأخفي السوداني وأبرز الكندي . فأوصدوا ذات الابواب في وجهه وتمتعوا بالتفرج علي بهلوانياته من خلف ستار . عرض تعاونا غير محدود معهم …لم يردوا . اقترح فتح مكتب لأجهزة المخابرات الامريكية علي اختلاف وكالاتها ومسمياتها في الخرطوم للتأكد من عدم وجود ارهابيين ولمراجعة مافي حوزته من بيانات ومعلومات ، شاحوا عنه . استقدم الباكستاني الأمريكي منصور اعجاز ورافقه الي مكتب رئيسه الذي حلمه رسالة تسلم باليد الي عضو مجلس النواب ، لي هاملتون . اسقط بشيرنا في هذه الرسالة المؤرخة في 5 أبريل 1997 القداسة عن أي تابو ، فعرض أي شئ للمقايضة . وبرضاه التام وآهليته الشرعية ، تنازل خليفة دولتنا الاسلامية الاستوائية لمنصور اعجازعن لسانه لينطق به وينقل عنه موافقته واستعداده للقبول باعتراف كامل وتطبيع مع اسرائيل! تفجر كل هذا السونامي من مايكروفونات جلسة علنية باللجنة الفرعية لسن التشريعات والقوانين بالكونغرس يوم 10 يونيو 1997 !
)[url]http://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-77544.htm([/url] علم الاعلام الأمريكي ببعض مما جري خلف الكواليس ، فأغدق في تفصيل ما رشح . كشف السمسار الباكستاني الامريكي منصور اعجاز لمجلة (ناشيونال ريفيو) الاميركية لقائه بالبشير وهو ما نشرته مترجما جريدة “الشرق الأوسط” في مايو2003 . أهم ماقاله السمسار الدولي هو أن رئيسنا قدم له (عرضا سياسيا نهائيا وغير مشروط، موجها إلى عضو مجلس النواب لي هاميلتون، بدعوة مسؤولي مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية للحضور إلى الخرطوم لتقييم المعلومات الاستخباراتية السودانية حول المجموعات الإرهابية التي عاشت في السودان أو عبرت اراضيه).وعن قطبي قال اعجاز ان مدير مخابراتنا عرض جديدا فيما يتصل بضيوف المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ناسبا له قوله ( السودان مستعد لتبادل المعلومات حول كل من يحضرون ذلك المؤتمر ممن ينتمون إلى منظمات محظورة مثل حماس وحزب الله ومنظمة الجهاد الإسلامي المصرية والجماعة الإسلامية وغيرها، شريطة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع السودان ) وختم اعجاز شهادته قائلا أن قطبي أشتكي (مر الشكوى من فشل محاولاتهم المتكررة للاتصال بالإدارة، وكيف عرقلت تلك الاتصالات على المستويات الدنيا بسبب ما سماه بالبقع العمياء!)

وثيقة اليوم …. الرسالة الاخيرة قبل طوفان قوش

اذن رسالة قطبي المهدي التي نعرضها كوثيقة اليوم ، هي مجرد حلقة في سلسلة متصلة . كتب رسالته في 5 فبراير 1998 مخاطبا وبشكل مباشر ديفيد وليامز ، مدير قسم ادارة الشرق الاوسط وأفريقيا في مكتب التحقيقات الفيدرالي ، اف .بي . آي. أراد فخامته ان يتذاكي بالالتفاف علي السياسة الامريكية عبر قنوات فرعية معتقدا ان تصرفه هذا سيشعل حربا بين الأجهزة الأمنية و”حريم” وزارة الخارجية ،مادلين وسوزان- لم ترحماه. استخداما صلاحياتهما فورا ورفضن منح الاذن لأي عميل من اف. بي آي بتلبية الدعوة أو السفر للخرطوم . بعد قرابة 5 أشهر دخل مدير ادارة مكافحة الأرهاب المراد الاحتفاء به في الخرطوم موسعة غنيس كأول من يرد خطابا لقطبي ولو معتذرا عن تلبية الدعوة ! وبالنتيجة ، وبعد قصف مصنع الشفاء ، بعد أقل من 7 أشهر من تأريخ رسالة قطبي الشتوية ، تشمعت قنوات الاتصال تماما مع الاجهزة الأمنية الأمريكية . أخيرا فقط تيقن من يترأس أمن بلادنا بولاء خالص لبلدين اثنين وقسم واحد وجوازين، أن أيامه في الجهاز قد شارفت نهايتها جراء فشله الذريع في احداث ما وعد به من انفراج دبلوماسي وتطبيع للعلاقات مع أمريكا ، جارته في وطن التبني . بدأ البحث حثيثا عن بديل يخلفه . عرف قطبي ان قوش الاصغر سنا والأكثر جرأة هو من سيخلفه ، فتهيأ لفصل عراك عنيف فيه السري المشابه لفنون الضرب في كرة الماء ، والعلني المؤجل !

نسب الصحافي الامريكي ديفيد روس لقطبي المهدي تبرمه مما حاق بعرضه اذ أبلغه فيما نشرته مجلة فنيتي فير-يناير 2002 (لو قبلوا بعرضي في فبراير 1998 ، كانوا سيمنعوا تفجيرات السفارات الامريكية) مضيفا ان أحد المتورطين في التفجيرات هو فضل عبدالله محمد ( والمسمي أيضا هارون فضل ) وقد عاش في السودان وكان يقوم برحلات الي كينيا للمشاركة في تحضير التفجير. بيد أن قطبي في حديثه مع روس زاد الجرعة ووسع الادعاء بتضخيم الخسائر الناجمة عن رفض الاف بي أي القبول بعرضه .فقال إن ممدوح سالم (العراقي الأبوين والمولود بالسودان) كان يؤدي الصلاة في ذات المسجد الصغير في هامبورج مع محمد عطا ومروان الشيحي، من قادة تنفيذ هجمات11 سبتمبر2001. مختصر رسالته المتحسرة هي ان أمريكا أضاعت فرصة احباط تلك الهجمات جراء اهمالها لعرض سعادته عندما مد يده عارضا التعاون والمعلومات والملفات عن أهل القبلة !

كان لجهاز الأمن ملفات عن كل اسلامي ناشط وبالذات من استغفلته دعواهم بالجهاد في سبيل الله فزارمدينة الهجرة 45 درجة سنتقريد ، متوسما زمهرير خيرها ! نهض عسس قطبي لآداء واجب الضيافة . فصوروا جوازاتهم ونبشوا حقائبهم وتصنتوا علي محادثاتهم وتابعوا تحركاتهم وزرعوا الكاميرات عيونا والسماعات أذنا في مزارعهم وغرفهم وسياراتهم ومكاتبهم ..بل وحتي الحمامات غشيها حظها من برمجة هذا البث المباشر ! كان للسودان ملفات للظواهري وسيف العدل ولوديع الحاج وممدوح محمد سالم وكثير من ذوي الاتصال بخلية القاعدة في هامبورج . نسي (الاخ المسلم) قطبي المهدي قيم عقيدتنا الاسلامية ” وثقافتنا السودانية الأصيلة” ومايتصل بها من واجبات حماية اللاجئ ومؤازرة المستجير ونصرة المظلوم وتعضيد المجاهد وتهدئة روع الضحية ممن يستباح دينه وتستحل عقيدته . نسي كل تلك البوتقة من موروثنا بل وعاد ليغدر بهؤلاء فردا فردا . لم يرمش له طرف أو يسهد له جفن .لم يوخزه ضمير حين تبرع بهوياتهم وتفاصيلهم كما يدل أطفال الحارة صائد الكلاب المسعورة علي مخابئها.

رسالة أغسطس 1998 هي عمليا أخر محاولات قطبي المهدي لاحداث اختراق دبلوماسي مع واشنطن. اراده اختراقا من أي نوع وبأي تكلفة! طلب من أجيرته اللوبيست المسز جانيت ماكلوقيت الحضور للخرطوم. حملها هذه المرة رسالة أكثر جرأة الي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، لويس فريه، شخصيا . فالكتابة بخط اليد تنم عن حميمية في البروتوكول . لكن حميميته هنا كانت خاطئة موقعا ومضمونا فبدت مصطنعة كطعم مرق ماجي .فمن أين له هذه الحميمية والعالم كله يعرف الا علاقة له البتة ، ومن أي نوع ، مع رئيس الاف بي آي ، لويس فريه ، ولا يعرف رسمه الا من صور التلفاز ! عادت المسز جانيت لواشنطن بعرض قطبي تفرشه علي موائد الاف بي آي ، فماهو ؟ قالت ان قطبي يقول لهم انه مستعد لتسليمهم فورا رجلين باكستانيين (سيد ناظر عباس وسيد اسكندر سليمان).أوقفهما في الخرطوم للاشتباه بأن لهما علاقة ما بتفجيرات السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا . قالت لهم ، قطبي مستعد لتسليمهم لكم فورا بالخرطوم وبلا قيد أو شرط فقط يريدكم ان ترسلوا “جماعتكم ” لاستلام البضاعة ، وما عني سوي هذين المجهادين !. …أقرأ الرسالة بخط يد قطبي
[url]http://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-78866.htm[/url]

رهائن لدي الاعداء: لعنة كلينتون تصيب قطبي وتنجي قوش كما أصاب الخميني كارتر

فعل كلينتون بقطبي مافعله الخميني بكارتر . فالخميني تمسك برهائنه من الدبلوماسيين الامريكيين لمدة 444 يوما ولم يطلقهم الا عندما اعتلي ريغان المنصة مؤديا القسم الرئاسي يوم 20 يناير 1981 .خمسة دقائق فقط بعد القسم وكان كل ال52 دبلوماسي احرارا بعد أسر بدأ في 4 نوفمبر 1979 ! يشابه ذلك ان اركان كلينتون ظلوا يرفسون قطبي المهدي بلا هوادة وماتوقفوا عن الاستهانة به الا عندما استبدله صلاح قوش في المنصب ! طار قطبي من الجهاز فوافقت ادارة كيلنتون فورا علي ارسال فريق من السي آي ايه ومكتب التحقيقات الفيدرالي للخرطوم في مايو 2000 للخرطوم للنظر في آهلية السودان لنيل شهادة حسن سير وسلوك!

في صيف 2001 (تحت ادارة بوش الجمهوري ) اجتاز النظام الاختبار. فقررت هذه اللجنة الامنية الا وجود لمعسكرات تدريب أو ملاذات آمنة للارهابيين بعد تدمير السودان لهما وقيام السفارة الامريكية بالخرطوم من التأكد ميدانيا ، كما اشترطوا ! سنوات عقب ذلك ، ومن ليبيا اثناء انعقاد مؤتمر لدارفور في مدينة سرت عام 2005، يصرح الجنرال قوش بانهم ساعدوا الولايات المتحدة وقدموا لها دعما كبيرا لمحاربة الارهاب .

منذ ان انفجرت فقاعة قوش في 22 نوفمبر الماضي تنكبنا مسار رحلة جديدة من التقصي لموضوع شائك . اخترنا ان نستجلي علاقات صلاح قوش بأجهزة الاستخبارات الامريكية فضلا عن رشق حزمات من الضوء لتبيان نماذج المكايدة وتقاذف الحسد بين الثالوت الأمني (نافع ، قطبي وقوش ). بيد أننا لم نتطرق الا باشارة عابرة لرئيس البصاصين البارتايمرز ، الدكتور عوض الجاز . لماذا ؟ ببساطة لأنه رجل كاره للمحاسبة والتدقيق والمراجعة .. والأهم ، قصاصي الاثر من الباحثين ! يفعل خوارق هي ضرب من المستحيل ليعطل اقتفاء أثره ، حاله حال النفاثات في جو السماء ، تعبر بحمولات كبيرة …ولا أثر لمرورها ! الجاز رجل مهوس بالسرية وتدمير الدليل.

يقول خلصائه انه يشرف شخصيا علي أختيار مقتنياته المكتبية من عادمات الأوراق ويشترط تخير الأحدث من تقنيات التمزيق ! ان مشت قدمه خطوة يتيمة ، تجمبز في الهواء ومسح بيده ، 5 خطوات خلفه ، وان لاح مايدلل علي قدمه ، تفنن في تمويه رسمه للمتقفي فيظهرها ذات ظفر ! بهلوانيات في سحر الحواة تتسق مع ما شهدت عليه سنوات طويلة من اللصوصية والاستوزار المتكرر بالبترول والمالية. وزارتان نزع عوض الجاز الذاكرة من مكاتباتهما الحساسة وتركهما بلا ذاكرة ولا ملفات أو أرشيف لتوثيق المعاملات والعقود السرية الحساسة . وفي عرف الجاز فان كل أمر ذي صلة بصناعة البترول وعقوده وعائداته هو سرحساس لايطلع عليه الا حفنة من لصوص الحكم وبطانة السلطان . حاذر التوقيع علي الورق وفضل المشافهة حتي عند التعاقد ! سمه الرجل الخفي ، أو الرجل الغاز : لا تراه لكنك تحسه ، لا تتحسسه لكنك تشمه . ان أشعلت ثقابك تفجرت ، وان رضيت بالعتمة قضيت ! هذه السرية المجربة تتلمذ عليها كثر من حواريي التنظيم ممن هم دونه مرتبة ونفوذا أمثال مطرف صديق وغيره من الكوادر الامنية النائمة !

قوش وندي القلعة … الكل مبسوط مني !

طفقنا نبحث عن الدليل المفتاحي لعلاقة قوش مع الامريكيين طيلة سنواته السبعة من منظور موقعه كمسؤول أول عن الجهاز (2002-2009) . بما توافر لنا من معلومات ، اكتشفنا ان أسعد أيام حياته المهنية كانت مابين الاحد 17أبريل 2005 والي الجمعة 22 من ذات الشهر . صحيح انها تقل عن الاسبوع لكن لا تستصغر عددها ، فمن الايام المشرقة بالسعادة مايعوض دهورا من النحس والشقاء ! ابتعثت له وكالة المخابرات المركزية الامريكية ظهيرة ذلك الاحد طائرة لاحضاره مباشرة و” خصيصا”من الخرطوم للقاء “حلفائه” الجدد ! كانت الطائرة طراز بوينج 737 . وهذا موديل أصغر حجما وأكثر أبهة وأفخم تصميما وهو من النوع المفضل لرجال الأعمال، شعبة الطيران الخاص لا التجاري . غادرت البوينج مهبطها في مطار بالتيمور ?واشنطن الدولي المجاور للعاصمة الامريكية من جهة ولاية ميرلاند ، متجهة للخرطوم ظهيرة يوم أحد ربيعي منعش . المسافة الفاصلة مابين المطارين في هذه الرحلة المباشرة تبلغ 10,536 كيلومترا (6,547 ميل) . رحلة مداها 10ساعات 58 دقيقة ، لكنك ان اضفت فروقات نطاقات الزمن وابتلعت خمسة ساعات فوق غرينتش سيغشاك لا محالة دوار عبور الأطلنطي – 18 ساعة كاملة من الازيز وحزام الامان ! يوم الاثنين حطت الطائرة الخاصة بمطار الخرطوم لتقل شخصا واحدا حقائبه غير ، وهمومه غير ! طائرة كاملة وصحبة الراكب كراتين وحافظات أوراق ، ملفات ومظاريف متعددة الاشكال وذاكرات حاسوبية لا حصر لها . الراكب المغادر من صالة كبار الزوار ، هو الفريق صلاح قوش ملبيا دعوة رصيفه الامريكي رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ، بورتر. ج قوس ” لا تنشغل بتنقيط هذه السين ، فهي مفارقة ليس الا “. بيد ان المفارقة الأخري الأطرف ، فهي قراءة معكوس الاسمين . سيصبح “قوش ” شوق ، والخواجة “قوس” سوق ! والتحذير الغالب هو الا تذهب متسوقا باشتياق لشئ تطعمه ! لكن جنرالنا المشتاق دخل المول!

استقبله الطاقم بأدب وانضباط لا تجده في الرحلات التجارية . استعاضوا عن دعاء السفر بأخذه في جولة تعريفية داخل صالون اقامته الجوية أولا ، ثم طافوا به ارجاء المكان . قضم من مباهج الرحلة ماأسعفه الوقت . أكل وشرب ونام وحلم وحلم وحلم . انبلج فجر الأثنين 18 أبريل : صلاح عبدالله بلحمه وشحمه في أمريكا بدعوة من كفارها …لسان يلهج بالثناء وهذا من فضل ربي . أخبروه في الطائرة بما ينتظره من لقاءات وبرنامج عمل وما جدولوه من اجتماعات تنتظره في رئاسة الوكالة بلانغلي ، فيرجينيا .قالوا له ان اجتماعه مع كبير وكالتهم ، بورتر قوس ، سيكون يوم الخميس 21 . سبح قوشنا فرحا في أرخبيل السحاب ، وحق له ان يفرح وينتشي فله من الاسباب مايمكن تعداده . فهو ، في المبتدأ، من طلب هذه الزيارة وأصر عليها . وبالتالي ، فان حدوثها عني تقدير جماعة “لانغلي ” له وتثمينهم العالي للخدمات التي ظل يقدمها .وثانيها ، ان دعوته علي المستوي الشخصي ، بل وارسال طائرة الوكالة ، بذاتها وصفاتها ، لتنقله اليهم ، فيه شرف لا يحظي به حتي العتاولة من نظرائه الاقليميين – حتي ان ترخصت في المقارنة واعتبرت عمر سليمان نموذجا ! ضمن هذا السياق لابد من فهم الاشارات المحشوة في هذا الترفيع ، كما فهمها المحتفي به وأصبحت مدعاة لمفاخرة قوش الاصيلة بها. ظن واعتقد وآمن وتيقن صلاح عبدالله قوش انه هو ، وليس حكومة السودان ، من يهم أمريكا وتهتم بأمره . فالدعوة تصله هو ..وطلبه للزيارة يلبي بهذه الفخامة بينما السودان مدرج في قائمة الدول المساندة للارهاب منذ 1993 ومقاطع تجاريا واقتصاديا منذ 1997 ! أليس في الاستجابة لطلبه وارسال طائرهم تقديرا لأدواره في محاربة الارهاب “معهم” والضغط معهم “باتجاه” ما أرادوا له ان يتحقق في نيفاشا يوم 9 يناير 2005 من سلام ؟ اذن ، فان السي آي ايه أصابها ما أصاب شريف مايدوغري من الانبساط والبهجة ، فتساوي قوش مع ندي القلعة في الفرح !

وعلى محور آخر ، فان قوش مثله مثل رفيقيه نافع وقطبي ، تفرحه نكباتهم وتسؤه ايجابياتهم وتلذذ ان بلغ الأمر كي الحشا ! اذن في 17 ابريل همه ماحاق بصدري نافع وقطبي فقد علما بالزيارة منه حيث نورهما شخصيا . لو قدر له يومها أن يستنسخ من نفسه بعوضة تلصق بمخدة أي منهما لفعل ولو من باب الاستمتاع بتقلب الوجوه والمزاج وململة الحسد أمام انتصار ينزل بمذاق البوينج !

وصل قوش لأمريكا وخف اليه فريق من” الأصدقاء” فاستقبلوه بمودة لم يستغربها ، لكن ما ان اشرق صباح اليوم التالي ، الثلاثاء 19 أبريل ، حتي تبدل الحال وانفتحت أبواب الجحيم ترمي بشرر ولهب . كانت الدنيا خارج لانغلي تغلي وبالذات في وزارتي الخارجية والعدل احتجاجا علي زيارته ! بل وفي اجتماع ظهيرة ذلك اليوم سعي له من أبلغه ان وزارة العدل فكرت فعلا في استنباط مسوغ قانوني يمكن من اعتقاله جراء فعائله في دارفور !! تسارعت وتيرة التطورات بسرعة غير منظورة ..الغت السي أي ايه اجتماعه بمديرها واعتذروا له بحجة واهية …..قالوا له “بارك الله فيمن زار وخف ” برطانة بلادهم ، فأقلته الطائرة عائدة للخرطوم ومن ثم قفلت آيبة الي مهبطها ببالتيمور يوم 22 أبريل !

اذن ماذا جرى؟

قادنا البحث الي مخابئ أسرار فيها بعض مما قيل سرا وكتب وأودع في الاضابير . أسرار فوقها عجبا ومن تحتها الأعجب وترادفن في السرية أطباقا . في الحلقة القادمة باذن الله سوف نستكمل بما يسهم في فهم حياكة البردة التي نسجها قوش مع أمريكا !

***

استمرار هذا النظام المجرم مستمد من ضعفنا وتشرذمنا . ان اتحدنا اسقطناه ، فلنتحد ونسقطه معا

**********
للاطلاع علي مقالات الكاتب السابقة في ارشيف الراكوبة

[URL]http://ara.alrakoba.net/articles-action-listarticles-id-88.htm[/URL]


رسالة (الفريق أول ) قطبي المهدي السرية لمدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمكتب التحقيقات الفيدرالي ، (اف بي آي)

ملحوظة:

الاعتذار عن تلبية الدعوة جاء بعد 4 أشهر و19 يوما ، وبعد شهرين من الاعتذار قصفت صواريخ كروز مصنع الشفاء فدمرته !

جهاز الأمن الخارجي
مكتب المدير العام
النمرة :ج أ خ/م م ع / سري
الناريخ 3 شوال/1418
الموافق: 5 /2 /1998

سري للغاية

العزيز / السيد وليامز
1- بالإشارة إلى اجتماعكم مع السفير مهدي ابراهيم, 12 سبتمبر و 5 ديسمبر 1997
اود ان اعبر عن الرغبة الصادقة لبدء الاتصال والتعاون بين جهازنا ومكتب التحقيقات الفيدرالى
2.1 اود ان اغتنم هذه المناسبة لادعوكم لزيارة بلادنا ، والا فاننا يمكن ان تجتمع في مكان آخر
المخلص
الفريق أول
د.قطبي المهدي
وزير الدولة والمدير العام

وزارة العدل الامريكية
مكتب التحقيقات الفيدرالي

التاريخ:  يونيو 1998
الفريق أول د.قطبي المهدي
وزير الدولة والمدير العام

العزيز السيد المهدي:
أشكركم علي رسالتكم المورخة في 5فبراير 1998والتي تدعونني فيها لزيارتكم في الخرطوم . انني …..قد تسلمت هذه الدعوة منكم ومن جهازكم .
للأسف فانني حاليا في وضع لا يمكنني من قبول دعوتكم .آمل ان تمكنني الظروف المستقبلية من زيارتكم بالخرطوم وان اتقدم بدعوة رد مماثلة لكم لزيارتنا هنا في الولايات المتحدة . الي ان يحين ذلك الوقت …تحياتنا وامنياتنا باستمرار النجاح.

تعليق واحد

  1. الاخ عبد الرحمن الامين
    نحن نستمتع بكشفك الاعيب هذه الفئة الباغية ونود ان تقوم بكشف مدى علاقتهم بحسني مبارك ووساطته لدى الامريكان لصالحهم بعد ازالة الترابي والزعم لمبارك ان الترابي هو من دبر محاولة اغتياله ثم نريد ان نعرف ما قدمه لهم القذافي من عون …. لك المودة
    مع اطيب تحياتي
    هاشم ابورنات

  2. قاص متمكن اسلوب عرض وتسلسل للاحداث ورشاقه توظيف العبارات غايه في الروعه
    الشي !!! الذي اكد لي تماما !!! انك وثروت قاسم عباره عن (….. واحد) او قل بالتحديد (…..)؟

  3. استمرار هذا النظام المجرم مستمد من ضعفنا وتشرذمنا . ان اتحدنا اسقطناه ، فلنتحد ونسقطه معا
    وهذه لعبة الإنقاذ منذ يومها الأول، فقد فرقت بين الناس بجهاتهم وقبائلهم ووضعت الشقة بين الأحزاب فتجد حزب الأمة والإتحادى مثلا يتخوفون من الأحزاب الأخرى بسبب تجربة التجمع، المعارضة تهاجم بعضها بعضا بإتهامات التقارب مع النظام، وبين ذلك جماعات أو أحزاب لا وزن لها ولاقواعد ولكن لها أصوات عالية جدا ولكن نقدها وإتهاماتها موجة للأحزاب الكبيرة وليس للنظام، كتاب يدعون المعارضة ولن تجد لهم نقدا له قيمة للنظام ولكن ينتقدون المعارضون الأخرون طوال الوقت، أنهم خدام النظام من وراء ستار، حفظ الله فاروق أبوعيسى فخطه واضح ونهجه بين والرجل تعب وهو يسعى لوحدة المعارضة ولا يتلقى سوى المزيد من العنت.

    أثق بأن مفتاح وحدة المعارضة وزلزلة النظام فى يد حزب الأمة فبإمكانه أن يحقق الكثير متى ما تناسى العنف اللفظى الإتهامات التى تطاله من المعارضون الأخرون منذ قدوم الإنقاذ وليعلم حزب الأمة وبقية الأحزاب بأن التفرقة والتشتت هى هدف النظام وحتى الآن قد نجح فى ذلك، فمتى يكبرون.

  4. الأخ الصحفى الهمام والباحث فى أضابير بنى كوز/ عبدالرحمن لك مودتى الخاصة ومودة كل وطنى غيور على بلده. والله قبل أن أفتح الجهاز دار بخاطرى أن أخانا عبدالرحمن قد أطال الغيبه علينا بما يكتب من حقائق يجهلها كل أهله بالسودان وهذه الحقائق تفيدنا يوما ما فى تقديم هؤلاء المجرمون لسوح القضاء لينالوا ما أقترفت يداهم وفجأة أجد أسفيرك الذى لا يخطأ وموثق حتى لا يتنطع المتنطعين من بنى كوز ونسمع ما أعتدناه منهم من كذب وهروب للوراء من خطاياهم التى تنوء الجبال من حملها. وفقك الله أيها الصحفى الوطنى الغيور وأكثر من أمثالك.مع خالص تحياتى وموعدنا غدا فى وطنك الغالى عندما تشرق شمس الحرية والديمقراطية.

  5. تنازل خليفة دولتنا الاسلامية الاستوائية لمنصور اعجازعن لسانه لينطق به وينقل عنه موافقته واستعداده للقبول باعتراف كامل وتطبيع مع اسرائيل! تفجر كل هذا السونامي من مايكروفونات جلسة علنية باللجنة الفرعية لسن التشريعات والقوانين بالكونغرس يوم 10 يونيو 1997 !
    مين فيكم شاطر في الحساب يحسب لنا المسافة بين هذا الكلام وبين ما سمعناه في الهواء الطلق مع الرقص طيلة السنين الفائتة

  6. هذا نداء لكل من في قلبه ذرة حب لهذا الوطن المجروح وكل من في قلبه ذره كراهية لمن سلطهم الله على رقابنا وظلوا يتحكمون في حياتنا الخاصة واصبحنا بدهائهم واجرامهم أعداء كل منا يعادي الأخر ،
    ندائي لكم يا ابناء السودان أتركو الفرقه والتشرزم هذه ألاعيب هؤلاء الحكام الظلمة اصبحنا نسمع دا من الشمال الجلابه ودا من الشرق ودا من الغرب هذه لعبتهم فرقوا بين ابناء الوطن الواحد يا جماعة أذا اردتم أجتساس هؤلاء الأوغاد أتركوا الفرقه التى بينكم يا بنو السودان .
    هؤلاء الظلمة ليس لهم انتماء لأي جهة فهم منبوذين من الجميع أخوهم من يجتمع تحت رايتهم والبقية اعدائهم ولو كان تربطه بيهم صلة رحم .

  7. (الجاز رجل مهوس بالسرية وتدمير الدليل .يقول خلصائه انه يشرف شخصيا علي أختيار مقتنياته المكتبية من عادمات الأوراق واشتراط فعالية تقنية التمزيق ! ان مشت قدمه خطوة يتيمة ، تجمبز في الهواء ومسح بيده ، 5 خطوات خلفه ، وان لاح مايدلل علي قدمه ، تفنن في تمويه رسمه للمتقفي فيظهرها ذات ظفر ! بهلوانيات في سحر الحواة تتسق مع ما شهدت عليه سنوات طويلة من اللصوصية والاستوزار المتكرر بالبترول والمالية. وزارتان نزع عوض الجاز الذاكرة من مكاتباتها الحساسة وتركها بلا ذاكرة ولا ملفات وبلا توثيق . حاذر التوقيع علي الورق وفضل المشافهة حتي عند التعاقد ! سمه الرجل الخفي ، أو الرجل الغاز : لا تراه لكنك تحسه ، لا تتحسسه لكنك تشمه . ان أشعلت ثقابك تفجرت ، وان رضيت بالعتمة قضيت !)
    للحقيقة لقد وصفت الرجل وصفاً دقيقاً, سئلت نفسي هل نسي أم تناسى الجاز مسألة استمارة التقديم للعمل بوزارة البترول في عهده والتي من متطلباتها ذكر أسم القبيلة , طبعاً غلطة الشاطر بألف.
    لقد كان الجاز عنصر قوة لمجموعة تسيطر علي الاقتصاد في حكومة الإنقاذ وبعد انفصال الجنوب وذهاب البترول, أنتقل الدور لوزارة المعادن التي علي رأسها عنصر من نفس مجموعة الجاز وذلك بعد ظهور الذهب.
    هناك مقولة إذا أردت أن تنجح في الاقتصاد والمال فأتبع خطى هؤلاء. فقوش تبع قومه في درب المال والإعمال بعد أقالته لكن طموحه كان أكبر من ذلك فكانت النهاية.

  8. المحيرني المصرين الكيزان عندهم ظهرو يا دوب
    بس بيتعاملو معاهم بقوه ورفض من اول مره بل بيفضحوهم في الاعلان بشكل عجيب ساخر وفاضح ونحن 23 سنه
    ما قادرين عليهم والله الجانا شنو الحصل لينا شنو ما عارف الواحد جاتو عقده نفسيه هل نحن شعب فاشل
    هل نحن وصلنا درجه من السزاجه تخلينا اغبيا للدرجه دي لا قادرين نجتمع عشان نثور ولا قادرين حته علم السودان
    نرفعو في المظاهرات الناس ماشه وتصفق وتهتف هتافات يعني تعبانه وما معبره صقطط صقطط يا كيزان صقطط صقط علي عثمان
    يا خي نحن مالنا جمعه لحس الكوع ما عارف الاصل شنو هل اصبحنا متخلفين للدرجه دي ؟ نعم 23 سنه كفايه جدا انها تخلفنا وترجعنا
    الحضيض وتخلينا شعب فاشل وما فاهم شي بس لو قارنتو بالهتاف في ثوره اكتوبر ومايو .. الويل لكلاب اليل .. الرصاص لن يحمينا
    يا خرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الدكتاتوري نحن يا جماعه في وضع بيحتاج وقفه مننا كلنا وتفكير نشوف الحصل لينا شنو ليه انعدمت فينا الوطنيه
    فلنفرض ان الكيزان دمرو البلد والبلد بسببهم ما قدمت لينا لا يا شباب ده غلط البلد قدمت لينا الكتير اننا اتربينا علي ارضها وانتسبنا ليها وبقت ليها مؤي
    وعز وبلد من لم يقدمو لنا هم الفاسدين تجار الدين يا شباب انتو مثقفين وواعين حاولو بثو الوعي في وسط كل السودانين حب الوطن والغيره عليع ونبذ الخوف
    لازم ننجح في اننا نعمل ثوره حقيقيه والثوره دي عشان تنجح لازم في تعاليقنا تكون الثوره في اساس التعليق لما كل التعاليق تكون عن الثوره ده بيعمل ضجه
    اعلاميه لما كل المقالات تكون عن احيا الثوره ممكن كده الثوره تنجح لكن لما نفتح الراكوبه ونلقي اخبار الكوره اكتر من الاهتمام بالثوره ده بيعمل احباط
    وما في داعي احباط اطتر من كده شجعو الناس علي التظاهر اتكلمو عن تصميم الاعلام في التظاهرات واهميتها لو كل متظاهر شايل عليم كبير علم السودان
    كيف حيكون رده فعل الشرطه او جهز الامن نفسو اكيد الرعب لانك بتحمل السودان بالوانه الاربعه بس لما تكون ماشي بليدك فاضيه انت في نظرهم مخرب
    فما بيترددو انهم يرموك برصاصه لكن لما تكون شايل علم السودان كبير صدقني بيحميك وبيرهب عدوك وبيخلي منظرك وطني واليشوفك من الشرطه والجهاز يعرف انك
    ما مخرب بل وطني ثائر لاجل قضايا يعلمها الجميع وثوره حته النصر باذنالله

  9. أنا المحيرني زاتو المستندات دي بتجيبوها من وييييييييييييييين أطيد من زول ما أمين تضمنواا كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  10. لقد كان بوسع القارئي المتامل والمثقف المتعدد التقافات والمعارف ان يدرك مدى بشاعة وانحطاط هذا النظام الانقاذي الشمولي في منهجيته والميكافييلي في ايديولجيته وهذا للا سف مالا يحققه امتحان الجمهايير- فمنذ ان رست سفينة الانقاذ على شواطئي ارض النيلين وموحدة الابيض والازرق معا الا وبدات تمارس ابشع انواع الكذب والدجل السياسي مرتدية اقبح اقنعة الخسة والرزيلة وهو للاسف قناع الفضيلة التي خدعوا بها الشعب السوداني وسلبوا منهم ارادتهم عبر العواطف الكاذبة والخطب الرنانة والتحفيز على الجهاد والموت في سبيل الله والاناشيد الحماسية وما ان توصلوا الى غاياتهم الا وبدا الوجه القبيح يبدوا سافرا وانكشف الزيف وبدات الامور على حقيقتها ولن تتوقف المسالة عند هذا المستوى بل ستكشف لنا الايام ماكنا نجهله هذا وماخفي اعظم

  11. والله يا استاذنا ما قصرت في كشف عصابات الهوس الدينى
    ناقصانا حاجة واحدة بس الشعب السودانى المغيب مفروض يعرف الاشياء دى من خلال قناة تعرض فيها وتوثق خيبات تجار الدين
    يا ناس الراكوبة دايرين قناة
    يا ناس الراكوبة دايرين قناة
    يا ناس الراكوبة دايرين قناةعاش نضال الشعب السودانى

  12. لقد اتفقتم جميعاً على الحرب على بعضكم البعض سوي كنتم كيزان أو جبهات معارضة أو مؤيدة للحكومة ونسيتم السودان وما أدراك ما السودان الناس بالبسطاء و المقلوب على أمرهم حكومة تأكل من لحوم شعبها ومعارضة كذلك بدون أستثناء فنادق مريحة ورحلات ماكوكية لمختلف الدول وأبواق كبيرة ماذا تريدون منا نحن الشعب الغلبان الذي كل يوم يحلم بأن نأكل ونتعلم ونعالج بأبسط تكلفة اسئلكم بالله العظيم هل فكر واحد فيكم يوم بالناس وهو ذاهب بسيارته الفاخرة فى الناس في الشارع الذين لا يبحثون عن مواصلات بل هل سوف يأكل أولادهم هذا اليوم أم لا أتقوا الله فينا سوف يسئلكم الله عنا يوم القيامة والله المستعان

  13. طبعاً يااستاذنا عبد الرحمن الأمين.. أنت لا تنتظر مني إشادة فشهادتي في سحر بيانك ومجهوداتك البحثية التي تستحق عليها الشكر والتقدير مجروحة
    لكن ما لفت إنتباهي: الفترة من الثلاثاء 19 أبريل إلى 22 أبريل وهي المدة التي قضاها “مقطّع الأوصال” صلاح قوش في ضيافة الـCIA
    1- أها معقولة ما قدّم فيها معلومات للجماعة ديل؟
    2- إذا كانت الإجابة بنعم، ماهي شكل المعلومات التي قدمها صلاح قوش؟
    3- ماهي النواحي التي إستفادت منها أمريكا من هذه المعلومات؟ وعلى أي نحو؟
    4- وماذا إستفادت الانقاذ من تعاونها من الـCIA ؟ طبعاً، لن أسأل ماذا إستفاد الشعب السوداني فذلك لعمري سؤال ساذج فما نحن إلا قوم ندفع لحكومة البدريين الجزية عن يد ونحن صاغرون
    5- ما مدى إستفادة صلاح قوش شخصياً من هذه الرحلة على مستوى النفوذ داخل حكومة الدولة الرسالية؟
    6- هل ساعدت جناح بني شايق “معسكر علي عثمان” على جناح بني جعل وبني دنقل “معسكر البشير” في التحكم بمفاصل الدولة؟ “أرجو أن لا يتم فهمي خطئاً فالكل يعلم الآن لأي درك ذُرئنا فيه بسبب القبلية المنتنة”
    ولك عميق شكري وتقديري

  14. كدي قولو بسم الله وخلونا من عاك وعيك لابتفدم ولا بتنفع … وكدي سؤال واحد والشجاع يجاوبني عليهو الرمي البلد وخلاها وصلت للحاله العليها دي الكيزان ولا إحنا بي سكوتنا ده بس كلنا فالحين في الكتابه والفصاحه من غير أي فعل وده الحاصل … (بالقلب وذلك أضعف الإيمان)

  15. لله درك ياصحفي التوثيق والمجهود البحثي الحقيقي . شكرا فقد أعدت الكتابة الصحافية المحترفة لأصولها فتألقت وأمتعتنا .

    وتستمر الثورة ……………

  16. راءيع ياأستاذ.

    ياجماعه العصابه ألمستوليه علي بلدنا أسرارها لا تحصي ولاتعد.. لكن أنتم تعلمون مدي ألتغييب الذي تم خلال فتره التدمير الفكري والوطني.. وبالتالي نشر ألاسرار من خلال ألراكوبه لا يعم ولا يستثير ألعامه ألا بأختراق ألمنازل من خلال قناه تلفزيونيه لايمكن تشفيرها.

    .. أقيم في بلد كله خير وملئ بألسودانيين الوطنيين .. أتعهد لكل وطني قارئ لهذا الكلام أن أقوم بألاتصال بأحد ألمعروفين لديكم أمثال ألرائع برقاوي أو مولانا حمدنا ألله وهذا فقط لخلق جسر ثقه بيني وبينكم .. ثم القيام بفتح حساب (أعمل مصرفيا) لجمع ألتبرعات لصالح ألقناه.

    لتاييد ألفكره… الرجاء ألرد لنبدأ ألعمل وكفانا هوان.

  17. د. حسن برافو عليك الآن وجدت الاجابة عن تساؤلاتي بخصوص شخصية ود الامين لانو كانت في حلقة مفقودة بحاول اجمع فيها لي شهور الله يجزيك خير مفتاح الحل كان (جريدة السياسة الكويتية لمن كانت إدارتها في واشنطن خلال فترة حرب الخليج والله د. حسن جبت التايهة الحلقة المفقودة الكنت يآئس تماما اني القاها الصحفي ود الامين معروف كصحفي بس المعرفة او الحلقة المفقودة تكمن في ياتو من الصحفيين هو وانت جبت التايهة (فترة ادارة جريدة السياسة الكويتية بواشنطن أيام حرب الخليج).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..