مقالات سياسية

برلمان ضد الشعب

بالأمس تلقيت عدداً من الاتصالات من بعض المواطنين الغاضبين يعبرون عن دهشتهم واستغرابهم للخبر الذي أوردته الصحف عن البرلمان الذي أعلن عن اتمام اتفاق بينه وبين الصندوق القومي للإسكان لبناء وحدات سكنية تستوعب 500 نائباً بالمجلس الوطني، وأن السكن سيكون حسب الرغبة (شقق، سكن اقتصادي متطور، شعبي واستثماري) وتم تكوين لجنة لدراسة كيفية التنفيذ وترتيب الأقساط وسيتم تنفيذ المشروع في وقت وجيز، بل أعلن الصندوق عن وجود مساكن جاهزة الآن وأخرى بحاجة إلى التشطيب، والجميع يتساءل بأي حق يمنح البرلمانيون سكناً وهم أصلاً لم يقدموا عملاً يذكر؟ً، وإنهم لا يمثلون مهنة معينة هذا غير أن عضوية البرلمان تكليف مؤقت مبني على التضحيات في الغالب من أجل مراقبة الحكومة حتى لا تفسد والمطالبة بحقوق الشعب وتحقيق مصالحه وليس العمل من أجل المصالح الشخصية.

مثل هذا الإجراء يكون طبيعياً إن طالب البرلمان به من أجل المعلمين أو الأطباء أو غيرهم من أصحاب الوظائف الدائمة ولكن أن تكون للبرلمانيين فهذه غير مقبولة، البرلمان الطبيعي يدخله أصحاب كل المهن ويقضون فيه فترة محددة ثم يغادرون ولذلك ليس من العدالة أن يمنحوا سكناً لهذه الصفة، وعضوية البرلمان الآن كلنا يعلم أنها تضم ضباط جيش وشرطة برتب عليا مختلفة يملكون بيوتاً فارهة منحت لهم بتسهيلات مختلفة، و رجال أعمال يملكون بيوتاً أكثر من فارهة، ووزراء سابقون شبعوا بيوتاً ومزارع وممتلكات وكلهم يعتبرون أثرياء، وكذلك يضم عمداً وشيوخاً وعائدين من الحركات المسلحة وآخرين من أحزاب الفكة وغيرهم كلهم كسبوا من الحكومة ما وفر لهم السكن والعربات ورصيداً جيداً على أقل تقدير، فما الذي يجعلهم يبحثون عن المزيد من المكاسب على حساب الشعب؟.

عموماً هذا هو مستوى البرلمان منذ أن عرفناه في ظل هذه الحكومة يعمل ضد الشعب، ودائماً ما يفاجئنا بمطالبه الشخصية، فقبل أيام طالب البرلمانيون السيد النائب الأول بزيادة مخصصاتهم وسيادته لم يرفض بل قال لهم (القلم في ايدكم انتو اكتبوا ونحن بنديكم) وما هو معلوم إن قلم البرلمان لا يكتب غير مصلحة الشعب، ولكنه بقدرة الحكومة أصبح البرلمان السوداني هو الوحيد في العالم الذي يكتب للمواطنين الشقاء ولا يغضب أبداً إلا من أجل النثريات والسفريات والعربات والمخصصات، وهو كله احتيال تحت رعاية الحكومة.

لم أجد ما أواسي به السادة المواطنين غير أن أقول لهم أن البرلمان جاءت به الحكومة بناء على مواصفاتها وليس مواصفاتهم ولذلك لا يمكنه أن يقوم بعمل من أجلهم أو يرضيهم، خاصة وإنه قدم وسيقدم للحكومة خدمات جليلة، وعليه فهي ستحتاج لكل شخص فيه حتى وإن غادر البرلمان وعليه فهي حريصة على أن ينطبق عليهم قول المثل، سيد جميلك سيدك.

عموماً يؤسفنا جداً أن يكون هذا مستوى البرلمان ويؤسفنا أكثر إنه ليس بين الــ500 عضو، هناك عضو واحد شريف يرفع صوته بكلمة لا للاستيلاء على أموال الشعب من دون وجه حق.
التيار

تعليق واحد

  1. الفرق بين مجلس الوزراء .. والمجلس الوطني .. ان .. مجلس الوزراء في الخرطوم .. و المجلس الوطني .. في امدرمان .. ولكن من حيث التوجه العام في الوظيفة .. فهم مندمجين فكريا و عمليا .. فهم الاثنان سلطة واحدة ..نباعدت بها الامكنة.. وجمعتها الاهداف .. ترهيبا او ترغيبا .. فهم الاثنان باعتبارهم .. مجلس الوزراء .. حيث لم يظهر منهم ما يفيد عكس ذلك .. واثنينهم تحت امر الرئيس ..زمبرك حق ساعة لزوم الملي .. و الميزة الوحيدة العندهم جميعا.. ( انهم لا .. يخجلون .. ) ………………………. يا ولد ناولني البندول.. عشان الحق الجنازة .

  2. الفرق بين مجلس الوزراء .. والمجلس الوطني .. ان .. مجلس الوزراء في الخرطوم .. و المجلس الوطني .. في امدرمان .. ولكن من حيث التوجه العام في الوظيفة .. فهم مندمجين فكريا و عمليا .. فهم الاثنان سلطة واحدة ..نباعدت بها الامكنة.. وجمعتها الاهداف .. ترهيبا او ترغيبا .. فهم الاثنان باعتبارهم .. مجلس الوزراء .. حيث لم يظهر منهم ما يفيد عكس ذلك .. واثنينهم تحت امر الرئيس ..زمبرك حق ساعة لزوم الملي .. و الميزة الوحيدة العندهم جميعا.. ( انهم لا .. يخجلون .. ) ………………………. يا ولد ناولني البندول.. عشان الحق الجنازة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..