مقالات سياسية

البترول قديما وحديثا

في زمان غير هذا الزمان كانت مسؤولية استيراد وتوزيع البترول تقع علي عاتق المؤسسة العامة للبترول ..التي ادارت هذا الملف بامتياز حتي انقلاب الجبهة الاسلامية في 1989.
كانت فاتورة استيراد النفط هي الاعلى انذاك ..وتساوي تقريبا كل عائدات الصادرات ..وكانت الامدادات البترولية منظمة بسبب التخطيط الدقيق للاستهلاك ومواسم الزراعة ..وكان ينظر للمواد البترولية باعتبارها منتجات استراتيجية تؤثر على كافة العمليات الاقتصادية ..
وارتبطت المؤسسة بعلاقات مميزة مع المؤسسات الشبيهة في مصر والكويت وعدن والسعودية ..كان الفضل فيها يرجع لسودانيين مخلصين وشرفاء منهم صديقي هشام الفيل مدير الادارة التجارية وقتها ..
ولم تكن ازمات النفط حاضرة كما نراه الان ..ولم تكن اامؤسسة تنتظر بيروقراطية بنك السودان اذ تكفي مكالمة تلفونبة واحدة من هشام للكويتيين فتنساب بواخر الخام والمنتجات ..دون انتظار التحويل المالي ..فقد كانت المؤسسة والعاملون بها محل ثقة العالم.
وحصص الزراعة والصناعة والنقل من المنتجات البترولية تعطى في حينها وباسعار تفضيلية حتى لا تؤثر على الانتاج والاسعار ..وكانت مكاتب المؤسسة في كل من بورتسودان والخرطوم مثل خلايا النحل في الانضباط والمسؤولية ..وتكفلت السكة حديد بنقل معظم احتياجات السودان من المواد البترولية من بورتسودان ولداخل القطر ..
وحتى اكتشاف البترول كان بمجهود كوادر سودانية تدربت انذاك في المؤسسة واشتركت مع شركة شيفرون في التنقيب حيث تم حفر 99بئرا وجد البترول في معظمها في اعوام 1981-1983 .
وجاء زمن الديكتاتورية والتمكين ففصل هشام واخرين بعد 3ايام فقط من الانقلاب وتم التخلص من كل الشرفاء عن طريق الفصل للصالح العام تباعا …
والنتيجة الماثلة كما نراها اليوم تجدد الازمات البترولية ونضوب ابار النفط ..والديون البترولية الهائلة التي وصلت للمحاكم العالمية ..والمخالفات المالية التي ترد في تقارير المراجع العام حول النفط ..وقرصنة بترول الجنوب ..وكل ما يجري في قطاع النفط ..يتسم بالفوضى وسوء الادارة ..والتخطيط ..
وما حدث في البترول حدث في كل مرفق حكومي فانهارت الخدمة المدنية واستشرى الفساد فيها واختلط الحابل بالنابل ..واعتبرها السدنة غنيمة فسرقوها وشلعوها..
اين ذهبت اموال النفط؟ الاجابة نعرفها يوم ان يقف الفاسدون امام محاكم الشعب..وحتى حينها فالوثائق موجودة والمعلومات لا تخفى على احد ..واتفاقيات البترول السرية تصبح علنية ..والعمولات التي قبضها البعض لتسهيل امور الاجانب هي خيانة وطنية .والذين وقعوا علي شهادات التصدير دون عطاء وبثمن بخس شاركوا في الجريمة ..
تصطف الان العربات امام الطرمبات بحثا عن جالون لا يوجد في اي مكان ..وتصطف الجماهير لا في انتظار المواصلات بل استعدادا للتظاهرات…انتظرونا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هشام الفيل هاجر الى قطر واسس راس قاز وجعلها من كبار شركات تصدير الغاز في العالم ومن ثم انتقل الى منظمة قطر الخيرية وايضا جعلها من كبار الموسسات هناك ..تقول لي عمر العوير رئيس .. والبديل منو ..

  2. هشام الفيل هاجر الى قطر واسس راس قاز وجعلها من كبار شركات تصدير الغاز في العالم ومن ثم انتقل الى منظمة قطر الخيرية وايضا جعلها من كبار الموسسات هناك ..تقول لي عمر العوير رئيس .. والبديل منو ..

  3. لا يمكن لفساد النظام وسدنته وسكوت القيادة عليه، لا بل وترقية الفاسدين والتمسك بهم، الا أن يخلق ما نراه حالياً من أزمات

  4. لا يمكن لفساد النظام وسدنته وسكوت القيادة عليه، لا بل وترقية الفاسدين والتمسك بهم، الا أن يخلق ما نعيشه حالياً من أزمات

  5. لا يمكن لفساد النظام وسدنته وسكوت القيادة عليه، لا بل وترقية الفاسدين والتمسك بهم، الا أن يخلق ما نراه حالياً من أزمات

  6. لا يمكن لفساد النظام وسدنته وسكوت القيادة عليه، لا بل وترقية الفاسدين والتمسك بهم، الا أن يخلق ما نعيشه حالياً من أزمات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..