الأمطار في الجزيرة : انهيار أكثر من «3000» منزل بشرق الجزيرة وأم القرى والمناقل

بدر الدين عمر : تأثرت عشرات الآلاف من مواطني قرى ولاية الجزيرة فأصبحوا من عشية وضحاها يفترشون الطين ويلتحفون السماء الملبدة بالأمطار، وعينهم على منازلهم التي انهارت وقلوبهم تخاف الآثار المترتبة على ذلك من تردٍ في خدمات الصحة وعدم تأمين المأوى لهم ولأسرهم أمطار غزيرة وموجات عالية من السيول ضربت أنحاءً متفرقة من محليات شرق الجزيرة وام القرى والمناقل وجنوب الجزيرة. وهي أمطار لم تشهدها الولاية منذ عام 1988م وألحقت أضراراً بالغة في الأرواح والمنازل والمدارس وقطعت طرقاً قومية بالولاية.
وعلى ضوء تلك المأساة كشفت وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي عن الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها ولاية الجزيرة، ووصفتها بانها ثاني ولاية منكوبة بعد الخرطوم من خريف هذا العام، مبينة ان هنالك أكثر من «23» ألف مواطن في السودان تضرروا من السيول والامطار، مؤكدة ازدياد نسبة الأمطار خلال الأسبوع الجاري.
وأكدت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب لدي زيارتها للولاية أخيراً، التزام الحكومة الاتحادية بمواصلة تقديم الدعم مطالبة بالتدخل الفوري في ولاية الجزيرة.
بينما اكد والي الجزيرة الزبير بشير طه ان عدد المنازل المنهارة بلغ «6» آلاف منزل جراء السيول والامطار، بجانب وفاة 6 أشخاص اثنان منهم بالصعق الكهربائي، مقراً بوجود عجز في الخيام حجمه 5 آلاف خيمة، مؤكداً ترحيل «5500» مواطن من القرية «38» بمحلية ام القرى، داعياً إلى الاسراع في صيانة طريق ود مدني ــ الخرطوم الشرقي الذي تأثر بالسيول القادمة من البطانة.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي بالولاية محمد الكامل فضل الله في تعميم صحفي، أن محلية شرق الجزيرة تأثرت بالأمطار تأثرا مباشراً ادى إلى انهيار «193» منزلاً انهياراً كلياً و «90» منزلاً اخرى تأثرت جزئياً، بالإضافة الى محاصرة المياة قرى العيدج والسيال والقسيناب والقبة والحداف ود الفضل وام بلي وسكيرانة وأم جر، كاشفاً عن تعرض قرى العريباب ودلوت والقوز والهبيكة والنقر لسيول جارفة من أعالي البطانة، إضافة الى تأثر قرى دلوت البحر بكسورات النيل الازرق، مؤكداً توزيع «150» خيمة فقط و «210» مشمعات و «340» ناموسية، ومعالجة «169» موقعاً لتوالد الباعوض، معلناً عن وفاة شخصين بمحلية المناقل بقرية كتري بوحدة الجاموسي التي تعرضت الى امطار عالية وموجات من السيول، إلى جانب انهيار «30» منزلاً و «300» من المنافع ونفوق «500» من الماشية، وفي محلية ام القرى اكد الكامل تأثر «34» قرية تأثراً مباشراً أدى الى انهيار «1087» منزلاً انهياراً كاملاً وانهيار «1820» منزلاً انهياراً جزئياً، إضافة الى تدمير «12» كوبري و «8» طرق، مؤكداً اخلاء القرية «38» من المواطنين، وأكد الكامل تسلم غرفة الطوارئ بام القرى «450» خيمة و «1000» مشمع و «500» ناموسية مشبعة.
ومن جانبهم أكد مواطنون تأثروا بالأمطار الغزيرة التي ضربت محليات الولاية المختلفة خاصة بمحلية ام القرى لـ «الصحافة» مأساتهم الناجمة عن الاضرار التي لحقت بهم في خريف هذا العام، مشيدين بدور المحلية والولاية في انقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن بعد فوات الاوان، مؤكدين رداءة الموقف خاصة من الناحية الصحية، وقالوا ان ما حدث لهم يؤكد تماماً بعد القائمين على الامر خاصة النظرة المستقبلية في تخطيط القرى والمدن، أي بعد أن وقع الفأس على الرأس، متسائلين عن دور محلية ام القرى في تخطيط القرى خاصة ان القرى بالمحلية دائماً تتعرض لمخاطر الغرق، مشيرين الي أن مشروعات الختمية التي قامت بها المحلية أخيراً البالغة «13» مشروعاً لم يكن من بينها مشروع واحد يحمي المواطنين من الغرق.
وبمحلية جنوب الجزيرة فإن قرية ود ربيعة تعرضت الى مياه قادمة من خارج القرى اضافة الى مياه الامطار، الأمر الذي جعلهم يخرجون الى الشارع العام الرابط بين المناقل وود مدني، وقاموا بقطعه وحرق الاطارات عليه احتجاجاً على تأخر المساعدة من قبل محلية جنوب الجزيرة، وأكدوا انهيار أكثر من «100» منزل انهياراً جزئياً، وطالبوا الولاية بالتدخل الفوري لانقاذ المنازل المحاصرة بالمياه.
أما في محلية المناقل فقد أكد مواطنون بقرية معتوق انهم عزلوا تماماً جراء المياه المتدفقة من ترع ومصارف مشروع الجزيرة، موضحين مأساتهم في ظل ارتفاع هطول الامطار زئداً تعرضعهم لكسورات ترع المشروع، مما زاد الطين بلة وضاعف معاناة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل، وقالوا إن المياه فوق طاقتهم وتسببت في انهيار معظم مباني القرية. وأكد المواطن احمد عبد الله لـ «الصحافة» معاناة المواطنين بقرية معتوق خاصة بعد انقطاع جميع الطرق مما دعاهم الي ايجار الوابور لترحيلهم خارج القرية بمبلغ «50» جنيهاً للشخص للذي يريد ان يغادر منطقة معتوق. واشار إلى غياب دور المحلية، وقال إنه حتى الآن لم يصل إلى المنطقة أي مسؤول من الولاية ولا حتى معتمد المحلية ليقف على مأساة المواطنين بالقرية، مشيراً إلى أن القرية تقع في الجزء الأخير من محلية المناقل وهي آخر موقع بولاية الجزيرة.
كما أوضح أمين اللجنة الشعبية بالقرية أحمد أبو الشريف خلو المنطقة من «الشفاطات» وأي نوع من أنواع عمليات الإنقاذ، مشيراً إلى دور الشباب في القرية وإحيائهم روح النفير، مطالباً محلية المناقل بالتدخل الفوري لإنقاذ مواطني قرية معتوق.

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..