بالفيديو.. فرحة حسني مبارك ومؤيديه لحظة نطق القاضي حكم البراءة

قضت محكمة جنايات شمال القاهرة حضوريا للرئيس الاسبق المصري محمد حسني مبارك بالنسبة للتهمة الموجهة اليه بقتل متظاهري 25 يناير بعدم جواز نظر الدعوى.

وبدأت في مصر جلسة النطق بالحكم على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته السابق حبيب العادلي في قضية قتل المتظاهرين.

وقضت محكمة جنايات شمال القاهرة حضوريا ببراءة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في قضية تصدير الغاز الى إسرائيل، وبعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير.

أما بخصوص قضية فيلات شرم الشيخ فقد قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه علاء وجمال الذين اتهموا بتلقي هدايا من حسين سالم.

وقد كثفت قوات الأمن تواجدها أمام مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بعد قرار المحكمة. وقامت بتشكيل حاجز للفصل بين مؤيدي مبارك وأهالي شهداء 25 يناير، لمنع وقوع اشتباكات بينهم.

وحضر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على كرسي متحرك وبعد النطق بالحكم قام علاء مبارك بتقبيل رأس أبيه.

وحوكم مبارك والعادلي ومساعدوه الستة في قضية اتهامهم بالتحريض والاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين إبان 25 يناير، كما يحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال حسين سالم، بشأن استغلال النفوذ الرئاسي وتصدير الغاز المصري إلى إسرائيل.

وبعد اعلان القاضي محمود كامل الرشيدي الحكم عمت أجواء الفرح قاعة المحكمة وقبل نجلا مبارك المتهمان ايضا بالفساد والدهما الذي اكتفى بالابتسام.

وفي أول تصريحات له عقب حكم البراءة، دافع مبارك عن الاتهامات له بالتحريض على قتل متظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت به من حكم دام قرابة 30 عاما، واتهامات أخرى بالفساد والتربح، وقال في اتصال هاتفي مع احدى القنوات الخاصة: «لم أرتكب شيئا على الإطلاق».

وأضاف مبارك أنه رأى في 25 يناير «أحداثا استغرب منها»، مشيرا إلى أن «آخر عشر سنوات من حكمي (1981 ـ 2011)، ظهر فيها نتاج العشرين عاما التي سبقتها من نجاحات، ولكنهم قلبوا (انقلبوا) علينا».

وردا على سؤال حول من الذين انقلبوا عليه، قال مبارك: «لا اتهم الأميركان أو غيرهم بتدبير 25 يناير».

وعن أحداث الثورة، قال مبارك: «اللي حصل (الذي حدث) مقدرش (لا أستطيع) أتكلم فيه (أتحدث عنه) في التليفون».

وأشار إلى أنه ضحك عند سماع الحكم الأول (الصادر بحقه في 2 يونيو 2012 بالسجن المؤبد 25 عاما)، مضيفا: «كنت منتظر الحكم الثاني (الصادر اليوم بالبراءة)، ومكنش (لم يكن) هيفرق معايا (ذا اهتمام لي)».

ونقل مبارك بمروحية من المستشفى العسكري في القاهرة حيث يمضي عقوبة بالسجن الى المحكمة التي تعقد جلستها في اكاديمية الشرطة، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. واوضحت الوكالة انه تم حشد خمسة آلاف شرطي لضمان أمن المحاكمة.

وقد حكم على مبارك بالسجن مدى الحياة في يونيو 2012 في هذه القضية لكن جرى نقض الحكم في يناير 2013، لتعاد محاكمته امام قاض جديد.

وكان يفترض ان يصدر الحكم في 27 سبتمبر لكن القاضي قرر تأجيل النطق بالحكم. وأوضح رئيس المحكمة القاضي محمود كامل الرشيدي حينذاك ان المحكمة لم تنته من كتابة أسباب الحكم في القضية التي يحوي ملفها 160 ألف صفحة رغم انها عملت لساعات طويلة طوال الفترة السابقة لذلك قررت «مد اجل النطق بالحكم».

وأكد خلال توضيحه لأسباب تأجيل النطق بالحكم، ان تحرير أسباب الحكم يحتاج الى «ألفي صفحة» على الأقل.

وستصدر المحكمة نفسها الحكم ايضا في ملف آخر لقضية فساد تتعلق بالرئيس الأسبق ونجليه علاء وجمال مبارك.

وخلال الجلسة السابقة للمحكمة، دافع مبارك عن فترة حكمه نافيا التهم الموجهة ضده في «خطاب عاطفي» مؤثر كان الاطول الذي يلقيه منذ عزله في فبراير 2011.

وخاطب مبارك القاضي والملايين خلف الشاشات، قائلا ان «حسني مبارك الذي يمثل أمامكم لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين»، وهو ما كرره مرة أخرى. وأضاف «لم أكن لآمر أبدا بقتل مصري واحد لأي ظروف او أسباب».

بعد عدم الإدانة في «قضية القرن» قضية واحدة تتبقى لمبارك ونجليه وقضيتان للعادلي

رغم حكم عدم إدانة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه الستة في قضايا «التربح» و«الفساد المالي» و«قتل المتظاهرين»، إلا أن هذا الحكم يظل غير نهائي، حيث يمكن إعادة المحاكمة برمتها حال طعن النيابة أو المتهمين على الحكم خلال 60 يوما.

وبخلاف ذلك، أصبح أمام مبارك ونجليه، حاليا، قضية يقضون عقوبة الحبس على ذمتها، بينما يقضي العادلي فترات حبس في قضيتين، ولا يواجه مساعدي الأخير أي قضايا.

وظهر مبارك ونجلاه والعادلي، مرتدين البدلة الزرقاء المقررة في لائحة السجون المصرية لمن صدر بحقهم حكم بالإدانة، بينما ظهر مساعدو العادلي مرتدين ملابس مدنية، لأنهم غير متهمين على ذمة أي قضية.

ورغم حصول مبارك على البراءة، إلا أنه لم يتخل عن البدلة الزرقاء وسيستمر محبوسا على ذمة قضية «فساد مالي» معروفة إعلاميا بـ«القصور الرئاسية»، والتي حكم عليه فيها بثلاث سنوات.

ووفقا للقانون المصري يحق لمبارك الطعن على هذا الحكم وطلب إعادة محاكمته مرة أخرى في القضية، وهو ما حدث بالفعل، وحددت محكمة النقض برئاسة القاضي حسام عبد الرحيم، رئيس مجلس القضاء الأعلي، جلسة 13 يناير المقبل، لنظر أولى جلسات الطعن المقدم منه.

أما حبيب العادلي، فلا يزال محبوسا على ذمة قضيتين متعلقتين بــ«الفساد المالي»، الأولى عرفت إعلاميا بـ«الكسب غير المشروع»، والتي ستنظر جلستها المقبلة في 18 ديسمبر المقبل، والثانية عرفت بــ«اللوحات المعدنية»، والتي سيصدر فيها حكم يوم 29 من نفس الشهر.

وبخلاف قضية القرن، لا توجد أي قضية أخرى يحاكم على ذمتها مساعدو العادلي.

محطات مهمة في محاكمة الرئيس المصري الأسبق مبارك

محاكمة القرن التي صدر فيها الحكم امس مرت بمحطات كثيرة على مدى سنوات المحاكمة:

11 فبراير 2011: الرئيس الأسبق حسني مبارك يتنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية تحت وطأة ضغوط ثورة شعبية اندلعت ضده ابتداء من يوم 25 يناير.

شهرا فبراير ومارس 2011 : النائب العام «وقتئذ» المستشار د.عبد المجيد محمود يتلقى بلاغات عديدة من عدد من أقطاب المعارضة والمشاركين في ثورة يناير، يتهمون فيها مبارك بالتحريض على قتل المتظاهرين وارتكاب جرائم فساد مالي.

أوائل شهر فبراير 2011 : النائب العام يخاطب الأجهزة والجهات الرقابية والأمنية المختلفة لتقديم ما لديها من تقارير وتحريات وأدلة موثقة حول وقائع قتل المتظاهرين والفساد المالي التي أوردتها البلاغات المقدمة ضد مبارك ونجليه علاء وجمال.

21 فبراير 2011: النائب العام يخاطب الدول الأجنبية عن طريق وزارة الخارجية المصرية لتجميد الأرصدة المصرفية للرئيس الأسبق حسني مبارك وأفراد أسرته في كافة دول العالم، مستندا في طلبه إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وذلك في ضوء أدلة تلقتها النيابة تفيد ارتكابهم لجرائم فساد مالي.

28 فبراير 2011: النائب العام يأمر بالتحفظ على أموال مبارك وأفراد أسرته داخل مصر ويمنعهم من السفر على ضوء ما كشفت عنه التحقيقات من ارتكابهم لجرائم عدوان على المال العام.

2 مارس 2011: النيابة العامة تخاطب جميع البنوك العاملة في مصر لموافاتها بكافة المعلومات المتعلقة بأرصدة مبارك المصرفية، وذلك بعد الحصول على موافقة محكمة استئناف القاهرة على طلب النائب العام بالكشف عن سرية حسابات الرئيس الأسبق وكافة أفراد أسرته.

8 مارس 2011 : محكمة جنايات القاهرة تؤيد قرار النائب العام بالتحفظ على أموال مبارك وأسرته على ذمة التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة.

10 أبريل 2011 : النائب العام يأمر باستدعاء مبارك للتحقيق معه حول جرائم قتل المتظاهرين السلميين، والتحقيق مع نجليه علاء وجمال بتهم العدوان على المال العام واستغلال النفوذ.

11 أبريل 2011: النائب العام يخاطب وزير الداخلية (وقتئذ) منصور عيسوي لتنفيذ أمر استدعاء مبارك ونجليه أمام النيابة بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.. والوزير يوصي بأن يجري استجواب آل مبارك بعيدا عن العاصمة في ظل الظروف الأمنية.

12 أبريل 2011: المستشار عبد المجيد محمود يصدر قرارا بحبس مبارك ونجليه احتياطيا لمدة 15 يوما في ختام أولى جلسات التحقيق معهم.

13 أبريل 2011: تدهور الحالة الصحية لمبارك بشكل مفاجئ، والنيابة تقرر أن يكون تنفيذ قرار حبسه الاحتياطي داخل مستشفى شرم الشيخ الدولي مؤقتا لحين توقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة الطب الشرعي.. ونقل علاء وجمال مبارك على الفور إلى سجن طره لتنفيذ قرار حبسهما احتياطيا.

15 أبريل 2011 : النائب العام يأمر باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو نقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ، وإيداعه إحدى المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، بناء على توصية من وزير الداخلية، نظرا لعدم جهوزية مستشفى سجن طره لاستقبال حالة مبارك.

22 أبريل 2011: النيابة العامة تقرر تجديد حبس مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

10 مايو 2011: النيابة تأمر بتجديد حبس مبارك احتياطيا على ذمة التحقيقات لمدة 15 يوما ثانية.

24 مايو 2011 : النائب العام يقرر إحالة مبارك ونجليه علاء وجمال إلى محكمة الجنايات.

31 يوليو 2011: المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة المكلفة بمباشرة محاكمة مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه الستة (في جولتها الأولى) يعقد مؤتمرا صحافيا يشرح فيه إجراءات المحاكمة وضوابطها، ويعلن أن جلسات المحاكمة ستكون متوالية ومتعاقبة لحين إصدار الحكم في القضية.

3 أغسطس 2011: أولى جلسات محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وظهوره داخل قفص الاتهام محمولا على سرير طبي، وهو الظهور الأول له منذ خطابه الأخير في 10 فبراير الذي حاول فيه إثناء المتظاهرين في عموم مصر عن مطالبهم بتنحيته.. والمحكمة تقرر في ختام الجلسة إيداع مبارك مستشفى المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة.

5 يناير 2012: النيابة العامة تطالب في ختام مرافعتها، بتوقيع عقوبة الإعدام شنقا على الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، عن وقائع قتل المتظاهرين السلميين.

22 فبراير 2012: لمستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة يعلن إغلاق باب المرافعات في محاكمة مبارك وبقية المتهمين، بعد انتهاء المحكمة من سماع الشهود ومرافعات النيابة والمدعين مدنيا وهيئة الدفاع عن المتهمين، في 48 جلسة محاكمة.. ويحدد جلسة 2 يونيو للنطق بالحكم في القضية.

2 يونيو 2012: محكمة جنايات القاهرة تعاقب الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، وتبرئ مساعدي العادلي الستة، وتحكم بانقضاء الدعوى ضد مبارك ونجليه وحسين سالم في قضية استغلال النفوذ الرئاسي وتقاضي رشاوى، وتبرئ مبارك في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة.

ظهر 2 يونيو 2012: لنائب العام المستشار د.عبد المجيد محمود يأمر بنقل مبارك إلى سجن طره لتنفيذ الحكم الصادر بإدانته بالسجن المؤبد.. ويكلف فريقا من أعضاء النيابة العامة بدراسة حيثيات «أسباب» الحكم لبحث جدوى الطعن على الجوانب التي تضمنت براءة عدد من المتهمين في القضية.

4 يونيو 2012 : المستشار عبد المجيد محمود يقرر الطعن أمام محكمة النقض على الأحكام الصادرة ببراءة مساعدي العادلي الستة، وانقضاء الدعاوى الجنائية في قضية استغلال مبارك ونجليه للنفوذ الرئاسي، وقضية تصدير الغاز لإسرائيل..

والنيابة تودع مذكرة وافية بالطعن لدى محكمة النقض في 31 يوليو.

13 يناير 2013: محكمة النقض تقضي بإلغاء جميع الأحكام الصادرة بالبراءة والإدانة في قضية مبارك، وتأمر بإعادة محاكمة جميع المتهمين من جديد، وذلك بعد قبولها لطعن النيابة العامة، وطعن الدفاع عن مبارك والعادلي.

3 مارس 2013 : محكمة استئناف القاهرة تحدد جلسة 13 أبريل لبدء أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك وجميع المتهمين في القضية معه، وذلك أمام الدائرة العاشرة بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله.

13 أبريل 2013: المستشار مصطفى حسن عبدالله يتنحى عن نظر إعادة محاكمة مبارك استشعارا منه للحرج، ويعيد القضية إلى محكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة أخرى من دوائر محكمة جنايات القاهرة لنظر القضية.

15 أبريل 2013 : محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد رضا شوكت، تأمر بإخلاء سبيل مبارك على ذمة إعادة محاكمته، بعدما تبين أنه استنفد فترة الحبس الاحتياطي المقررة في قانون الإجراءات الجنائية، ومن ثم سقوط أمر الحبس الاحتياطي في هذه القضية «وحدها» بقوة القانون.

17 أبريل 2013 : محكمة استئناف القاهرة تحدد جلسة 11 مايو لنظر إعادة محاكمة مبارك وجميع المتهمين، وذلك أمام الدائرة الثانية بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي.

13 أغسطس 2014 : مبارك يتحدث للمرة الأولى منذ بدء محاكمته قبل أكثر من 3 سنوات، مدافعا عن نفسه بنفسه، ونافيا أن يكون قد ارتكب جرائم جنائية من أي نوع.

13 أغسطس 2014: المستشار محمود الرشيدي رئيس محكمة جنايات القاهرة يعلن إغلاق باب المرافعات في إعادة محاكمة مبارك وبقية المتهمين، بعد انتهاء المحكمة من التحقيق في القضية بتشكيل لجان فنية، وسماع الشهود، ومرافعات النيابة وهيئة الدفاع عن المتهمين، على مدى 54 جلسة محاكمة..

ويحدد جلسة سبتمبر للنطق بالحكم في القضية.

الانباء

[SITECODE=”youtube d_eEOY_jm6I”].[/SITECODE]

تعليق واحد

  1. البشير لو منتظر الخرمان ديمة بكرى حسن صالح يخارجه من المحاكمة بعد تنازله أو عزله من السلطة تكون واطاته أصبحت لأن بن سودة ستكون منتظراه وأقلها سجن مدى الحياة وعار جديد لتلك القبيلة

  2. قال هيكل من قبل متهكما” أن ثوره اكتوبر السودانيه قد بدأت من الشارع وأنتهت فى الشارع ولا أعرف ماذا سيقول الآن عن ثوره 25 يناير المصريه ، ولكن من الواضح أنها بدأت من الشارع وأنتهت فى مزبله التاريخ .

  3. وفعلا الربيع العربي كان نسخة جديدة من رواية انيمال فرام وعشان تاني المصريين مايعملوا فيها اذكى واوعى من السودانيين …المقال ده منشور من 2011 في موقع الحوار المتمدن وفي الراكوبة ايضا…

    الازمة الفكرية للربيع العربي : عادل الامين

    الحوار المتمدن
    قرات في التسعينات في مجلة المشاهد السياسي هذا المقال للمفكر الفرنسي الاسلامي الراحل روجيه غارودي،الذى شكل محطة انزار مبكرة بكتبه القيمة المتعددة والبعيدة المدي ولا تحتفي به النخب العربية بكافة توجهاتهم..علما بان عنصرية البعض الثقافية تشكل اكبر عائق لغير العرب من مفكرين وفلاسفة عبر العصور وتجعل الامة الاسلامية غارقة في مستنقع التخلف.. ,وتراودني سيرة في الاثر عندما تكالب كفار قريش لغزو المدينة..ااتمر الرسول والصحابة الاجلاء بفكرة سلمان الفارسي..وحفرو خندق حول المدينة..وعندما جاء المشركون وراو هذا الابتكار العسكري الذكي..قالو: هذا امر لا تعرفه العرب..لم ينكر على سلمان احد فكره او جهده بحجة انه غير عربي كما تفعل النخب العربية الان في الاستخفاف بالافريقيين في الفضائيات وعدم احترام وتقدير المفكرين الاسلامين غير العرب من الملل الاخرى ولم يكرم رجاء غارودي الذى رحل قريبا حتى على مستوى هذا المنتدى?

    نص المقال((((يلقي كتاب البروفيسور إسرائيل شاحاك ضوءا جديدا على سياسة إسرائيل الخارجية ، ويوضح، حسبما نقلته الصحافة الإسرائيلية ذاتها، أن إمكانية استخدام القادة الإسرائيليين لسلاحهم النووي نعني المساهمة بشكل فعال في عملية فرض هيمنة الولايات المتحدة ، وهذا ما يمكن أن يؤدى إلي تفجير حرب عالمية ثالثة.

    لقد تمت صياغة الخط الموجه للسياسة الإسرائيلية الخارجية قبل وجود الدولة الإسرائيلية بنصف قرن من قبل (( والدها الروحي)) ثيودر هر تزل، الذي كتب في مؤلفه(( الدولة اليهودية)) عام 1895(( أننا سنكون هناك حزاماً متقدماً في الغرب ضد البربرية الشرقية)).

    وتاريخ إسرائيل كله منذ نشوئها، يشير من خلال سلسلة اعتداءاتها واحتلالاتها لحدود جميع الدول المجاورة لها، إلي أنه تمّ تطبيق هذا (( الخط الموجه)) بحذافيره.

    وقد عرضت هذه السياسة بكل وضوح في عام 1982، في لحظة غزوها لبنان، بمجلة((كيفونيم)) الصادرة في القدس( العدد 14 شباط ((فبراير)) عام 1982) من قبل (( المنظمة الصهيونية العالمية)) على الشكل التالي إن غزو سيناء، بمواردها الحالية إنما هو هدف أولي، لم تتمكن اتفاقيات كامب ديفيد واتفاقيات السلام الأخرى من إنجازه. وبما أننا نفتقد إلي مصدر البترول ونضطر إلى الإنفاق الضخم في هذا الميدان لا بد من التحرك أولاً لإيجاد وضعية ترجح كفتنا في سيناء كما كانت قبل زيارة السادات والاتفاقية البائسة التي وقعت معه في عام 1979.

    إن الوضعية الاقتصادية لمصر ونظامها وسياستها العربية الشاملة، ستؤدى إلي ظهور ظروف تحتم على إسرائيل التدخل، ومصر بحقيقة تناقضاتها الداخلية لم تعد تمثل بالنسبة إلينا مشكلة على الصعيد الاستراتيجي، ويمكن في أقل من 24 ساعة نعود إلي أوضاع ما بعد حرب حزيران ((يونيو)) 1967.

    إن الأسطورة القائلة أن مصر(( قائدة العالم العربي)) قد ماتت (( وبالمقارنة مع إسرائيل وبقية العالم العربي فأنها فقدت 50 في المائة من قوتها، وعلى المدى القصير يمكنها أن تجني الفوائد من استعادة سيناء ولكن ذلك لن يغير من موازين القوى بشكل أساسي.

    ومصر الكيان المركزي تحول إلى جثة وخصوصاً إذا ما أخذنا في الحسبان التصادم المتزايد بين المسلمين والمسيحيين أكثر فأكثر. وتقسيمها إلى محافظات جغرافية يجب أن يكون هدفنا السياسي على الجبهة الغربية طيلة سنوات التسعينيات. وحين تمّ تحييد مصر وحرمانها من قوتها المركزية، فإن دولاً مثل ليبيا والسودان ودول أخرى بعيدة ستعرف الانحلال ذاته. وأن تشكيل دولة قبطية في أعالي مصر وكيانات صغيرة في المناطق هو مفتاح التطور التاريخي الحالي الذي تامّ تأخير تنفيذه بفعل اتفاقية السلام ولكن ذلك سيكون حتمي الحدوث على المدى البعيد.

    وعلى صعيد الظاهر فأن جبهة الغرب تنتج مشاكل اقل من جبهة الشرق، وأن تقسيم لبنان إلي خمس مقاطعات يستشرف ما سيحدث في العالم العربي بأكمله. كما إن توزع سوريا والعراق إلي مناطق محددة على قاعدة المقاييس الأثنية أو الدينية، ينبغي أن يكون هدفاً إسرائيلياً على المدى الطويل، والمرحلة الأولى هي تحطيم القدرات العسكرية لهذه الدول.إن التشكيل الديني والطائفي لسوريا يسمح بقيام دولة شيعية((علوي)) على طول الشاطئ، ودولة سنية في منطقة حلب وأخرى في منطقة دمشق، وكيان درزي يمكنه أن يأمل في قيام دولته النقية. وربما في جولاننا. وفي كل الأحوال مع حوران وشمال الأردن، وهي دولة ستكون على المدى الطويل الضامن للأمن والسلام في المنطقة. وهذا هدفنا في متناول اليد الآن.

    والعراق الغني بالنفط وفريسة الصراعات الداخلية هو أيضاً على خط التسديد الإسرائيلي وتفسخه بالنسبة إلينا أهم من تفسخ سوريا لأنه، على المدى القصير، يشكل التهديد الجدي لإسرائيل. أن حرباً سورية.عراقية ستساعد على انهياره من الداخل، قبل أن يصبح قادراً على شن حرب ثأرية ضدنا.

    إن جميع أشكال المواجهة العربية.العربية ستكون في مصلحتنا وستقرب ساعة الانفجار، ومن الممكن أن تكون حرب العراق مع إيران الدافع في تنمية ظاهرة الاستقطاب هذه.

    وشبه الجزيرة العربية ككلها مهيأة لتفسخ من النوع نفسه، وتحت الضغوط الداخلية. وهذا الوضع ينطبق بشكل خاص على المملكة العربية السعودية، وتزايد المشاكل الداخلية هناك وسقوط النظام، كلها أمور تدخل في منطق بنائها السياسي الحالي.

    والأردن هدف استراتيجي في المدى الحالي. ولا يشكل؟، على المدى البعيد، تهديداً لنا بعد تفككه، بنهاية حكم الملك حسين وانتقال السلطة إلي يد الأغلبية الفلسطينية. ينبغي أن تمتد السياسة الإسرائيلية إلى هذه الحدود. ويعني هذا التغيير حّل مشكلة الضفة الغربية، الكثيفة بالسكان العرب. وكذلك لأن هجرة العرب إلى الشرق في ظروف سلمية، أو بعد حرب، هي مفصل لتجميد نموها الاقتصادي والديمغرافي وضمانة التحولات المستقبلية. ويجب علينا أن نبذل قصارى جهودنا من أجل تنفيذ هذه العملية. كما ينبغي رفض خطة الحكم الذاتي، وجميع أشكال المساومة أو تقسيم الأراضي، ونعمل على خلق ظروف الانفصال بين الأمتين: وهي ظروف ضرورية للتعايش السلمي الحقيقي. فالعرب الإسرائيليون(( الذين يطلق عليهم الفلسطينيون)) يجب أن يفهموا بأنه لا يمكن أن يكون لهم وطن إلا في الأردن ولن يعرفوا الأمان إلا في الاعتراف بالسيادة اليهودية بين البحر ونهر الأردن، فليس من الممكن في عصر القوة النووية القبول بأن يجد ثلاثة أرباع السكان اليهود أنفسهم محصورين في أرض فائضة بالسكان ضيقة ومكشوفة. إن نشر هؤلاء السكان عامل أساسي في سياستنا الداخلية. يهودا والسا مراء والجليل الضمانة الوحيدة لديمومتنا الوطنية. وإذا لم ننجح في أن نصبح أغلبية في المناطق الجبلية، آنذاك سنخاطر، بمواجهة مصير الصليبيين الذين أضاعوا هذا البلد. إن إعادة التوازن إلي الخريطة الديمغرافية والاستراتيجية والاقتصادية يجب أن يكون طموحنا الأساسي، ويشمل ذلك السيطرة على مصادر المياه في المنطقة التي تمتد من بئر شيبا (بئر السبع) إلى أعالي الجليل التي هي خالية عملياً من اليهود في الوقت الحاضر).

    هذا الطرح يؤكد أن المشروع الاستعماري والعنصري للصهيونية السياسية، بعد استخدام عمليات الطرد والسلب واضطهاد الفلسطينيين ثم سلسلة الحروب العدوانية في الشرق الأوسط، والآن تفكيك الدول العربية كافة، يشكل تهديداً للسلام في العالم، ومن المفهوم أن مشروعاً بهذا الاتساع لا يمكن أن ينفذ إلا بالدعم اللامشروط للولايات المتحدة، على الصعيد الدبلوماسي والمالي والعسكري. وكما كتب البروفيسور ليبوفتز، وهو أحد المشرفين على((الانسيكلوبيديا اليهودية)): ((إن قوة القبضة اليهودية نابعة من القفاز الحديدي الذي تغلفه أميركا، ومن الدولارات التي تموله بها)).

    ولهذا السبب تصبح هذه الأهداف الاستراتيجية التوسعية للأراضي ذات فعل كبير في الأحداث الآنية وتشكل تهديداً أكثر واقعية في وقت تحدد الولايات المتحدة نفسها أهدافها الاستراتيجية الخاصة بها، كما حلل ذلك المنظر الأيدلوجي للبنتاغون صموئيل هانتنغون، الذي يصطف في الخط الذي حدده ثيودر هرتزل بالنسبة إلى الدولة اليهودية. لكن هانتنغون يحلل ذلك على المستوى العالمي.

    إن إحدى حسنات كتاب إسرائيل شاحاك تكمن في تحليل المناهج المستخدمة من قبل القادة الإسرائيليين

    ( سواء كانوا من حزب العمل أو حزب الليكود) والعمل على تعطيل القوة التي تنتصر للسلام وكل من يرفض الخضوع لـ (( ديانة السوق التوحيدية)).

    بمعنى (( عبادة المال))، وكذلك الخضوع لأولئك الذين يريدون فرض2 قادة الولايات المتحدة ومرتزقتها الإسرائيليين.

    ويشبه هذا المنهج إلى حد بعيد منهج الولايات المتحدة المستخدم إزاء شعوب أميركا اللاتينية وبشكل أولي من خلال دعم جميع الأنظمة القادرة على قمع غضب الجماهير ضد الاستعمار الجديد وتفريق صفوف الضحايا. ويوضح أسارئيل شاحاك، على سبيل المثال، كيف حاول القادة الاسرائيليون، في عام 1992، الحصول على قواعد في الهند لشن هجوم جوي ضد باكستان من أجل تعطيل كل التطور النووي، بينما يسمح للسلاح النووي، حسبما كتب ارييل شارون في عام 1981، بتوسيع التأثير الإسرائيلي من ((أفغانستان حتى موريتانيا)).

    كما أن أحد الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل هو أيضاً حماية الأنظمة ((القوية)) في دول الشرق الأوسط جميعها، أي بمعنى الأنظمة القادرة على عرقلة الثورة الشعبية ضد ابتزازات إسرائيل. والحرب الاستعمارية التي قادتها الولايات المتحدة والتابعون لها من الأوربيين ضد العراق من أجل الاستحواذ على البترول تمت عن طريق شراء ذمم قادة الدول المجاورة. ومن أجل الحصول على موافقة عد اشتراك إسرائيل بشكل مفتوح وواضح مع التحالف، عمدت الولايات المتحدة إلى إقناع ا لزمرة العسكرية التركية بتخصيص القاعدة الجوية ((انجرليك)) للقيام بقصف شمال العراق، وبعد انتهاء الحرب، عقدت مع الزمرة الاستراتيجية اتفاق تعاون إستراتيجي سمح لهم بالاشتراك في المناورات التابعة للبحرية الأمريكية والتركية والإسرائيلية في عام1197. وحتى من دون المرور عن طريق وساطة إسرائيل، حصلت الولايات المتحدة على اتفاقية لإنشاء قواعد عسكرية ضخمة في دول الخليج، وذلك من أجل الحفاظ على قوة عسكرية دائمة في البحرين وفي((ارض مقدسة)) يدعي قادتها حمايتها. وقد حصلت على طاعة القادة العرب الآخرين عن طريق الاغراءات المالية( تمديد ديونها وتمويل قوتها العدوانية)، واستمرت العملية بعد الحرب من خلال العلاقات التجارية القوية مع إسرائيل. وفيما كانت الدول العربية مبدئياً تطبق مبدأ المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، يوضح لنا شاحاك، أن تجارة بعض الدول العربية( وخصوصاً ذات الأنظمة الاستبدادية) مع إسرائيل وصلت إلى مليار و400 مليون دولار، وعلى الخصوص تونس والجزائر والمغرب في عام 1994.

    إن العدو رقم واحد لإسرائيل حسب نظر قادتها هي إيران التي تعمل الدعاية الصهيونية في العالم أجمع على لصق كل أعمال ((الإرهاب)) بها وتسمية ((الإرهاب)) حسب مفهوم هتلر كما هو كل عمل ((مقاومة)) يقوم به الشعب ضد المحتل أو المغتصب، وهنا هو إسرائيل. في عام 1992 تم تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين وكذلك ما قام به الصهاينة الأرجنتينيون في عام 1994، وهذه الأعمال الخطيرة لصقت بإيران من دون الآتيان بأي إثبات.

    في صحيفة((هآرتز)) ( وهي أكبر صحيفة إسرائيلية) كتب ألوف بن في 12 تموز(يوليو) عام 1994( أصبح التهديد الإيراني في قلب اهتمامات السياسة الإسرائيلية الخارجية وأمنها في غضون السنتين الأخيرتين، وذلك بحجة أن إيران تصدر الإرهاب والثورة وزعزعة الأنظمة العربية)).

    وفي جنوب لبنان ، عندما يقتل مقاوم جندياً من جيش الاحتلال، يقوم شمعون بيريس بإدانة (( إرهاب)) حزب الله الذي يعتبره عميلاً لطهران، متناسياً أن الشيعة في لبنان موجودون قبل ثورة الخميني، وبالنسبة إلي جميع الوطنيين اللبنانيين يمثل حزب الله الذراع العسكرية لمقاومتهم ضد الاستعمار الإسرائيلي.

    كتب شاحاك بدقة عن الدور الذي لعبه قادة ((الدياسبورا)) اليهودية، وخصوصاً في الولايات المتحدة، حيث أن اليهود على رأس مؤسسات السلطة، ابتداءً من وزارتي الدفاع والخارجية والرؤساء الثلاثة الرئيسيين لوكالة الاستخبارات المركزية، وكلهم منن الصهاينة، وانتهاء بوسائل الإعلام التي تتلاعب بالرأي العام، كما كانوا يهيمنون أيضاً في فرنسا، أدانهم شارل ديغول.

    يتمثل اللوبي الرئيسي في منظمة ((ايباك)) التي تضم 55 ألف عضو من 7 ملايين يهودي أمريكي) يوجهون السياسة الأمريكية ويحصلون على المليارات من أجل ضمان أمن إسرائيل، وخصوصاًَ أمنها النووي.

    والدرس الأساسي الذي يمكن تعلمه من تحليلات كتاب شاحاك يتركز في المعادلة ا لتالية وهى: من أجل تعطيل إرادة الهيمنة العالمية الأميركية الإسرائيلية لا بد من ضرب العدو في نقطته الضعيفة: الاقتصاد. ذلك أن إسرائيل لا تتمكن من العيش من دون الدعم الأميركي اللامشروط. فالولايات المتحدة هي البلد الأغنى والأكثر مديونية في العالم لأنها تعيش علي نهب الكرة الأرضية بأكملها. ((وديكتاتورية صندوق النقد الدولي)) و(( البنك الدولي)) و ((المنظمة العالمية للتجارة)) تضمن سيطرتها على الأسواق العالمية، وبالتالي تؤدي إلى سيطرتها السياسية.

    إن الطريقة الأكثر فاعلية والمضادة لمثل هذه القوة تتمثل في المقاطعة الصارمة لكل ما يأتي من إسرائيل والولايات المتحدة، ذلك أن الاقتصاد الأمريكي ذاته لا يستطيع تحمل خسارة مليار أو مليارين من عملائه. ومن المهم جداًُ ا، يعتبر كل مسلم من واجبه ومسئوليته الشخصية أن يفرض على قادته مسألة رفض دفع ما يسمى بـ(( الديون))، ?( تولدت هذه الديون نتيجة لتحطيم اقتصاديات الدول المستعمرة من قبل المستعمرين ومن حولهم إلى تابعين اقتصاديين لهم )، وكذلك رفض قوانين (( صندوق النقد الدولي)) والمقاطعة الكلية لهذه المؤسسة الضخمة الناتجة عن الهيمنة الأمريكية، واحتقار (( الحصار)) المفروض على الدول الشقيقة التي رفضت ا لانحناء أمام المطالب الأمريكية، والعمل على إنشاء ((سوق مشتركة)) لدول الجنوب، التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار ذات يوم، والتي تمتلك 80% من موارد العالم الطبيعية، إذ يتم سرقتها بأسعار زهيدة من خلال الشركات المتعددة الجنسية، والعمل كذلك على إقامة هذه السوق على قاعدة التبادل حتى لا تمر بالدولار.

    وهذه المقاطعة العامة التي يجب أن تنكون ضد المنتجات الأميركية كلها بما فيها ((كوكا كولا)) هي السلاح المهم للانتصار على الهيمنة التي يريد فرضها القادة الأميركيون ومرتزقتهم الإسرائيليين.

    بقلم روجيه غارودي )))

    المصدر: نشر فى المشاهد السياسى(السنة الثالثة -العدد67-22/28 حزيران يونيو 1997

    تعقيب: ونحن الان في 2012 ما رايكم فيما يحدث الان:

    نحن انتقلنا إلى مرحلة جديدة عالمية وإقليمية وقطرية عبر العالم بعد نهاية الحرب الباردة القديمة والصراع بين المعسكر الرأسمالي الغربي الذي تقوده أمريكا والمعسكر الاشتراكي الشرق الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي السابق..ولان ثورة المعلوماتية أفرزت واقع جديد وقاد ثورة في عالم التواصل الاتصالات فقد انكشف جانب قبيح كبير في الاختلالات الفكرية التي قادت إلى اختلالات في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول الشرق الأوسط القديم من عرب وعجم.في ظل التواجد المزمن لدولة إسرائيل في المنطقة وايدولجيتها العنصرية التي تم إدانتها في مؤتمر ديربن في جنوب أفريقيا 2001 رغم بروز تيار معتدل كبير في إسرائيل أفرزته اتفاقيات السلام العديدة في إيجاد صيغة مثلى للتعايش في المنطقة وحل القضية الكبرى في الشرق الأوسط وإيجاد وطن للفلسطينيين في حدود 1967 كأعلى سقف يمكن الوصول إليه في هذه المرحلة وبرز حزب كاد يما ليقود التوجه الإسرائيلي إلى سلام عادل ودائم..

    رغم أن تغيرات ما بعد الحرب الباردة القديمة اكتنفت العالم وأخذت الكثير من الدول في العالم الثالث وعبر القارات الستة تشق طريقها إلى الديمقراطية والدولة المدنية الحقيقية عبر ثورات الألوان والتطورات الدستورية المستمرة..تأخر الأمر كثيرا في الشرق الأوسط وأفرزت أحداث 11/9/2001 واقع جديد يسمي الإرهاب الدولي المرتبط بالعرب والمسلمين والناجم عن القهر السياسي والاجتماعي المخيم في دول المنطقة ..والناجم عن سياسة المصالح التي تنتهجها الدول الغربية وتعوق نشر نموذجها الديمقراطي المتطور الذي اقتبسته العديد من الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتطورت وبقي الشرق الأوسط ضحية ما يعرف بسياسة دكتور جيكل اند مستر هايد..بدعم الأنظمة الديكتاتورية ثم التخلي عنها بعد أن انطلقت ما يعرف بثورات الربيع العربي?

    ظلت إيران وطموحاتها النووية حجر العثرة في طريق المحافظة على التوازن النووي مع إسرائيل التي سعى الغرب لتحجيمها ولجمها باستماتة بسياسة الجذرة التي خلفاها عصا..وقام الغرب بإطلاق سراح أدواته في الحرب الباردة القديمة الإخوان المسلمين بإعادة تسويقهم ديمقراطيا ولكن بأسس جديدة باسترجاع تاريخي لمعركة الجمل وإعادة الصراع الطائفي في المنطقة والخلافات بين السنة والشيعة التي تفكك الدولة القطرية وقد تعيد رسم الخارطة?ودفعت بالإخوان المسلمين ليركبوا قطار الثورات الليبرالية وحركات التغيير التي امتدت في أكثر من دولة بانتهازيتهم المعروفة والمدعومة من الغرب وبدعم من فضائية الجزيرة وعبر الفوضى الخلاقة ليكون التغيير فادح الثمن وباهظ التكاليف..وإذكاء حرب بادرة جديدة بين أمريكا وإيران تكون أدواتها النخب الإسلامية المتعطشة للسلطة في كل بلد عربي..وإحباط كل سكان الشرق الأوسط بإدخالهم في حرب باردة جديدة ليس لها جدوى ..ولا تلبي مطالب شعوب المنطقة ..

    هناك فرق جذري بين التغير وبين إعادة التدوير وقد كان الأجدى تحرير كافة شعوب الشرق الأوسط من نير وأصر الايدولجيات العنصرية والتزمت المذهبي والجمود العقائدي ..ولاية الفقيه الإيرانية والصهيونية الإسرائيلية والإخوان المسلمين المصرية والسلفية والسعودية والبعثية السورية?وان الطريق إلى الدولة المدنية والديمقراطية الحقة لا يكون أبدا عبر هذه الايدولجيات المستنفذة التي تشكل حجر عثرة أمام طموحات الملايين..الحالمين بان يرو بلادهم عملاق اقتصادي والنظر ابعد من الشرق الأوسط إلى الهند وماليزيا والبرازيل وكوريا الجنوبية?

    الذي يريد نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط يجب عليه تعرية هذه الايدولجيات المرحلية وهدم الأساس الفكري لها وتحرير وعي الناس منها ليتجاوزوها بصناديق الاقتراع بدلا عن حالة الاستقطاب الحادة التي نعاني منها ألان..خاصة أن ولاية الفقيه تترنح في إيران وهي ليس منسجمة مع أصول الدين وعراها عبد الجبار المعتزلي منذ أمد بعيد ويستمر علماء من أبناء الشيعة المعاصرين في تجاوزها حتى الآن من أمثال أياد جمال الدين وعبد المجيد الخوئي وغيرهم كما هو الحال شعار- تطبيق الشريعة(الإسلام هو الحل) الذي يرفعه الإخوان المسلمين وألقى بظلاله الكثيفة في بلد المنشأ مصر، فقط لاحظوا نتائج الانتخابات البرلمانية وما فرزته من ?أغلبية انتهازية? مع ملاحظة أن الانتخابات الراسية المصرية خلت من مرشح مسيحي وامرأة بل حتى النوبة المصريين المهمشين ظلوا خارج الخارطة السياسية المصرية هذا هو مشروع الإخوان المسلمين ?النسخة المصرية? وقد تجازوه الواقع وعراه الكثير من المفكرين المصريين مثل فرج فودا والسودانيين مثل محمود محمد طه ويريدون أن يجعلوه بديل ديمقراطي للأنظمة الحاكمة المنتهية الصلاحية .. أما الصهيونية وأساطيرها المؤسسة فقد عراها روجيه غاردوي المفكر الإسلامي المعاصر المعروف..أما السلفية فهي حركة مجتمع أصلا ولا ضير منها إن ظلت حركة مجتمع ما عدا السلفية الجهادية المتأثرة بالإخوان المسلمين ?نسخة حسن البنا?و العمل العنيف على التغيير من أعلى والأمر متروك لولي الأمر في السعودية لتطوير البلاد دستوريا وعبر خطوات مدروسة للوصول للديمقراطية والدولة المدنية الحقة القائمة على المواطنة??

    ختاماً لحل أزمة الديمقراطية والدولة المدنية كمعادل موضوعي لاستقرار المنطقة والسلم العالمي في الشرق الأوسط.. هو السعي على توفيرها كوعي وسلوك أولا ولن يتم ذلك إلا بتجاوز إعادة إنتاج هذه الايدولجيات جميعها ودعم المنابر الحرة و القوى الليبرالية الحرة وترسيخ القيم الليبرالية القائمة على إعلاء المواطنة والدستور المتضمن للإعلان العالمي لحقوق الإنسان..وسيظل العالم يترنح في طريقة للبحث عن العدالة السياسية?الديمقراطية ? والعدالة الاجتماعية?الاشتراكية?..ما لم توجد نظرية جديدة تجمع بين هاتين القيمتين والمدينة الفاضلة نسخة القرن الحادي والعشرين هي الدولة الديمقراطية الاشتراكية?.والحاكم العادل الذي يجب أن تطمح له الشعوب الواعية هو الرئيس النزيه والمتجرد والاشتراكي.. مثل رئيس البرازيل السابق ?لولا داسلفا?

    ونختم بمستبصر معرة النعمان في سوريا التي تعاني الان وتحتضر .. ابو العلاء المعري..اقدم محطة انزار مبكر في المنطقة

    سبحان من قسم الحظوظ فلا ملامة ** اعمى واعشى وذو بصر ورزقاء اليمامة
    ***

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..