مقالات سياسية

تصّدُع إمبراطورية الدعم السريع 

صباح محمد الحسن

يبدو أن في هذه الايام تحديداً اشتدت حبال الخنق على عنق قائد الدعم السريع ونائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو ، الذي أصبحت تحيط به الضغوط الخارجية والداخلية ، التي تطالب بسرعة تنفيذ دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ، والذي أوصت به الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية بإعادة هيكلة القوات النظامية، بدمج كل المسلحين خارج الجيش وقوات الدعم السريع في جيش مهني بعقيدة جديدة، وكانت يجب ان تتم مناقشة مسألة الترتيبات الأمنية أولاً ثم تأتي العملية السياسية، “لكن حدث العكس ، وهذا ما القى الكثير من الظلال السالبة في الفترة الماضية على مسيرة الفترة الانتقالية.

وسفر حميدتي الى تركيا هو واحدة من الحلول بعد ان ضاقت به أرض السياسة ، سبقته حالة من التوهان والقلق ترجمها حميدتي في تصريحاته التي هدد فيها بالاستقالة وقلت سابقاً ان حميدتي كلما خرج للاعلام ليحكي عن فشل الحكومة وان الوضع الحالي خطير ولا يحتمل وقابل للانفجار يكون حميدتي في هذا التوقيت يشعر بالوحدة ويرى نفسه بعيد عن حلبة القرار السياسي ان كان بسبب تقارب وجهات نظر شركاء الحكم الانتقالي مع جهات لايطيقها حميدتي او ان دخلت الحكومة في تنفيذ برامج لا تناسب حميدتي ولا يستطيع أن يفتي فيها.

ويبدو أن الخلافات البكماء بين البرهان وحميدتي التي تحدثنا عنها الاسبوع الماضي أصبحت واضحة ومعلنة فحميدتي فقد دعم الامارات له والتي يبدو انها قربت اليها البرهان أكثر لاسباب نأتي لها في حينها واصبح البرهان الأكثر قبولاً عند الامارات مع احتفاظه بخصوصية علاقته مع مصر وان هذا المحور حسب الضغوط الدولية والعالمية بدأ في سحب أصابعه من كف حميدتي، واتجه الى التعامل مع المؤسسة العسكرية كجيش معترف به ويمثل السودان وفقدان حميدتي لهذا المحور يجعله في ورطة كبيرة وهذا ما هداه للتقرب أكثر من المحور الإسلامي وزيارته لتركيا تؤكد ان الرجل يبحث عن موطيء قدم

وفقدان حميدتي لمحور الامارات بالاضافة الى عدم قبوله داخلياً واحتمائه بتركيا التي هي في اضعف حالتها الآن من السابق بسبب تدهور علاقاتها مع الدول العظمى امريكا والاتحاد الاوربي ناهيك عن ارتباط هذا المحور بالنظام السابق، وبالتالي عدم قبوله وسط الشارع السوداني، كل هذا يجعل فرص حميدتي من أجل استعادة عافيته ومكانته السابقة ضيقة للغاية ، لاسيما ان خلافه مع البرهان سيؤثر كثيراً على انحسار نقاط قبوله في الدائرة السياسية للحكم واتساع الهوة بينهما لن يكون امراً سطحياً كبقية خلافات حميدتي مع شركاء الحكم في السودان فالبرهان وحميدتي ( دافننو سوا ) لذلك ان حدثت قطيعة بينهما سيكون الأمر معقداً للغاية لكليهما.

لكن كل هذه التحركات لحميدتي وململته، تؤكد إن التنبؤ بزوال قوات الدعم السريع بات امراً وشيكاً لا يحتاج الى كثير اجتهاد.

فأمر دمج قواته بالقوات المسلحة كفلته الوثيقة الدستورية وهو مطلباً ثورياً تدفعه مطالب داخلية وخارجية وتعززه مفاوضات السلام مع عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور اللذين يطالبان بدمج قوات الدعم السريع في الجيش ويعتبرانه امراً ضرورياً لا نقاش فيه، لهذا فإن الأبواب تُغلق في وجه الرجل واحدة تلو الأخرى فلجأ الى آخر خياراته وهي زيارة تركيا فهل تكون نهاية لإمبراطوريته التي تعاني من تصدع واضح ؟

أكثر ماتذكرك به هو زيارات المخلوع الأخيرة التي لجأ فيها الى روسيا (بعد ان دنا عذابها) فكانت بداية النهاية وتحرير شهادة وفاته، فهل حميدتي على شفا حفرة من الانهيار ، وان خسر حميدتي حلفاء الداخل والخارج فهل تعاني إمبراطوريته الآن التصدع ام الانهيار والزوال ؟ .

طيف أخير:

يميل الناس إلى المبالغة في كل شيء، إلا أخطائهم يرونها لا تستحق النقاش

***********

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. عمتي صباح خشمك فيهو اللبن اول مرة اقرا عامود واحس بفرحه ان شاءالله قوات الموت السريع تتفرتك طوبه طوبه

  2. حميتي من ضمن المكون العسكري فكيف يذهب لتركيا بدون موافقة المكون العسكري . ويتصرف بهكذا سفر بدون بروتكول او ترتيب هل هو دولة داخلدولة؟

  3. قوات الدعم السريع هي المكنسة العسكرية التي كانت تكنس قذارات لصوص النهب المصلح والمسلح وقد إستغلها البشكير لحماية نفسه وأهله، ولكن إنقلبت عليه، ولكن الجيش لن يفرط فيها وإن كان سيضع قائدها على الرف.

  4. اعتقد من خلال متابعتى ان تحالف البرهان وحمتي هو تحالف انقاذى يعنى نعيش سوا او نموت سوا..كدى شوفى جماعتك المدنيين ديل لو يقدروا يلعبوها كويس معاهم..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..