مقالات سياسية

متي نكون؟

محمد حسن شوربجي
ما نحن فيه من ازمات متلاحقة هو حقيقة مثبط للهمم  ومعوق  لكل محاولات النهوض.
فحالنا يدعو للاسي والحزن ونحن نتخبط في  حكم البلاد يمنة ويسري .
فلا نجحنا في حكمها يمنة ولا نجحنا في حكمها يسرة اي كل التوجهات السياسية قد فشلت في حكم البلاد.
وبريطانيا العظمي هي المسؤولة وهي من ورط السودان في هذا الامر.
فهي من سلمت البلاد  مفاتيح مصيره لاسرتين
لم تفلحا في قيادته.
فكان التخبط وتغليب المصالح الذاتية وامتلاك الاراضي والاطيان.
وزاد الشيوعيون والاخوان المسلمون الطين بل ،. حتي سرت فينا  كل عقد الخنوع و الانهزام.
فتأكد لنا تماما في النهاية اننا غير مؤهلون لحكم هذه البلاد.
وكان كل املنا اننا سنبني وطنا شامخا كتلك البلدان التي نراها اليوم.
فتغنينا كثيرا  باغاني وردي والعطبراوي.
واليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا.
وانا سوداني انا.
ويا غريب يلا لبلدك.
وانطلقنا فرحين مستبشرين.
ومشينا فى طريق مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً .. وعدوّنا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق .. وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق.
وضعنا واضعنا الوطن.
فمنهم من باعه مدينة تاريخية كحلفا.
ومنهم من باعه بالقطاعي مشروع الجزيرة وخط هيثرو وحديقة الحيوان والآف الافدنة من شمال دنقلا الي حدود حلفا واراضي للحبش واراضي للجنوبيين وووووو.
وحقا فلقد ضاع منا ذلك السودان الجميل الذي  كانت  شوارعه تغسل  بالماء والصابون.
واستبدلناه بآخر  قبيح تغطيه اكوام النفايات .
اضعنا ذلك السودان الجميل الذي كانت تنتظر اقطانه  مصانع لانكشير البريطانية.
اضعنا ذلك السودان الذي استعان به الشيخ زايد بن سلطان ليبني ابوظبي ودبي والامارات .
اضعنا ذلك السودان الذي اقحم الرئيس الامريكي كيندي واسكته حين سال الفريق ابراهيم عبود كم يريد السودان عونا.
اضعنا  مشروع الجزيرة  الاكبر في افريقيا.
اضعنا أطول خطوط سكة حديد في افريقيا.
اضعنا  اجمل طيران في  أفريقيا.
اضعنا اعظم خدمة مدنية راقية.
اضعنا اعظم نقل نهري.
اضعنا اعظم نقل ميكانيكي.
اضعنا جامعة الخرطوم.
وما زال الفشل ينخر الوطن  ويقوض أحلامه. فكيف لنا الخلاص من هذه الاخفاقات .
وكيف لنا اللحاق بركب الامم والتخلص من المقاعد الخلفية التي عمرنا فيها طويلا .
فأن اردنا حقا ذلك فعلينا القضاء على عقدة الانهزام.
علينا القضاء علي ارتال الفاشلين.
علينا القضاء علي كل الانتهازيين.
علينا القضاء كل المافيات والمجرمين.
علينا رد  اعتبار  ذاتنا الهائمة في الطرقات البعيدة.
علينا  بجيل  اسطوري جديد  يحلق بالوطن.
نحن اخوتي في تحد مع التاريخ.
نكون او لا نكون.
ولكن سنكون .

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..