تدخين النساء.. حلقات العولمة في “حلاقيم” البنات.. موضة تتجدد

الخرطوم – سارة المنا
مع انتظام العالم كله في حملات ضد التدخين، وحصره في نطاق ضيق ومحاربته دون هوادة، يمضى السودانيون في الاتجاه المعاكس بثبات وثقة، حيث انتشر التدخين بين البنات سراً وعلانية، ربما لاعتقادهن أنه دليل على تمدنهن وتحضرهن، أم هو التمرد على القيم السائدة، أو ربما لإثبات الوجود ولفت الأنظار.
في عصر العولمة والانفتاح الفضائي والإسفيري (الإنترنت) أصبح تدخين البنات (موضة) تسعى كثيرات لتجريبها على الأقل.
رسالة ونصيحة
وفيما تساءل السيد مختار عبد الفضيل (موظف): لماذا تتهاون البنت بصحتها ولا تهتم بها، ولا تقدر حجم الخطر الذي يتربص بأنوثتها وعذوبتها جراء التدخين؟ أشار زميله محمد أحمد، إلى أن معظم الفتيات يبتدرن التدخين مع دخولهن الجامعات. واستنكر – ما أسماه – موجة التدخين وسط البنات اليافعات ما يصيبهن بنظرات الاستحقار والدونية، ومع ذلك لا يبالين بذلك. وأضاف قائلاً: لماذا لا يراقب الأهل بناتهم؟ لماذا لا يكتشفون أنهن يدخن؟ لماذا يتعاملون مع سلوكهن هذا بلا مبالاة؟ ولماذا لا يغرسون فيهن من الصغر مبادئ الرقابة الذاتية والنقد الذاتي والتقويم التلقائي للأخطاء؟ كلها أمور ينبغي أن نضعها على طاولة البحث والتقصي. واستطرد: إن التدخين يقضي رويدا رويدا على أنوثة البنت، لذلك لا يجدر بها أن تدمنه كي تقارع الشباب الذكور. ووجّه محمد ما وصفه بإنها رسالة حرص إلى البنات، قائلاً: أنصحكن بأن لا تلقين بأنفسكن إلى التهلكة، ونصيحتي ليست حكراً على التدخين إنما أيضاً (الشيشة) التي أصبحت موضة هذه الأيام.
شماعة العولمة
من جهته، قال السيِّد صديق علي، عن تدخين البنات: في تقديرى أن هذا الأمر دخيل علينا، وعزا تفشيه إلى خلل في التربية، وتفكك في قبضة الرقابة على البنات خاصة. ونبه إلى أن الأسر تشدد على الأولاد أكثر باعتبارهم مدخنين محتملين، وتستبعد ذلك عن البنات، حتى انقلبت الآية، بحسب تعبيره، قبل أن يستطرد قائلاً: الآن البنات يدخن ويشيشن بطريقة ملفتة للانتباه، نافياً أن تكون الظاهرة بسبب العولمة التي أراها (شماعة ساي) نعلق عليها (البغلبنا)، مضيفاً: هذه مسائل تتعلق بالتوعية والإرشاد والتربية، فليس من المنصف أن ننسب كل أخطائنا إلى العولمة والانفتاح. وواصل بسخرية شديدة: طيب، لو قلنا إن تدخين البنات سببه العولمة، فحكاية المشاكل الاقتصادية والحروب الأهلية وتردي الصحة والتعليم والسيول والفيضانات والعزوف عن الزواج، سببها شنو؟ العولمة برضو؟ أطلق سؤاله، ومضى في قوله: هذه شماعات ساكت فتدخين البنات سلوك شخصي، لا ينبغي التعامل معه وكأنه غول هجم علينا بليل، وعلينا وضعه في أطره الصحيحة ضمن (التدخين العام)، تدخين الشيوخ والشباب، فالتدخين بصفة عامة أمر غير محبب ومفروض وضار بالصحة.
وفي حقائبهن الولاعات
إلى ذلك، وصفت الخبيرة التربوية الأستاذة هادية الرشيد، هذه الظاهرة بالخطيرة جداً، وعزت تفاقم التدخين بين الفتيات والنساء إلى التأثر بالعالم من حولهن، لكنها عادت لتنوه إلى أن سيدات سودانيات كثيرات من جيل (الحبوبات والأمهات) كنّ يدخنّ ولا زلن، فقط كن يفعلن ذلك في مجالسهن الخاصة وبسرية، مضيفة: أعتقد أن الفتيات المدمنات للتدخين والشيشة يعانين من مشاكل نفسية واجتماعية، فليجأن للتدخين لتبديد تلك المشاكل بحس اعتقادهن، ولكن في الحقيقة بهذه الطريقة يفاقمنها أكثر. واستطردت قائلة: أكثر من ذلك، فاللافت للنظر أن الشباب لا يحبذون الارتباط بالمدخنات ويتشككون في سلوكهن، ويخشون من عقابيل التدخين حين الحمل والولادة، ويعرفون أنه يؤثر في صحة المرأة وأسنانها وصوتها، لكن للأسف الفتيات لا ينتبهن إلى ذلك الفتيات، فيدخن كي يظهرن بمظهر المتمدنات المتحضرات، ويبدو أن شعوراً بذلك ينتاب الواحدة منهن، وهي تتحسس علبة (البنسون) والولاعة القابعتين في قاع حقيبتها اليدوية

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أي بنت تدخن ما أعتقد تكون سويةأو تكون لديها مشاكل نفسية واجتماعية، وما أعرفه هو أن بائعات الهوي فقط هن من كن يدخن فى السابق علاوة علي بعض النساء كبيرات السن والمشاطات وصاحبات الزار، أما بنت شابة تدخن دي ما شفناها فى السابق الا الفئات التي أشرت إليها أعلاه.
    أما إذا كن يرين أن هذا تحضر ومدنية فهذا الجهل بعينه، أي حضارة وأي مدنية في شئ يدمر الصحةولا يعود بفائدة تذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..