أخبار السودان

مساعدات “القاهرة” لـ”الخرطوم”.. ما هو المقابل؟

الخرطوم: علي وقيع الله

ظلت القاهرة حاضرة في الخرطوم من منطلق التبادل التجاري أو التعاون الدولي، وإذ تعاني الأخيرة من ندرة في المعدات الطبية بجانب التشوهات بسبب الأوضاع الاقتصادية برمتها على المشهد في البلاد، لكن ومع ذلك لم يكن السودان بحاجة لمثل هذه المساعدات التي جادت بها مصر وما تحويه من  أدوية، الأمصال المضادة للجفاف، الأغذية، الأغطية والخيام، وبحكم العلاقة الأزلية بين الجارتين السودان ومصر إلا أن بعض الخبراء الاقتصاديين يعتقدون أن مصر يمكن أن تتسلل إلى العمق السوداني عبر عدة حيل وأساليب جراء تدهور الأوضاع في السودان مما جعله في أمس الحاجة إلى أي مساعدات إنسانية، ويرى البعض أن هذا يعود لواحد من الأمرين، إما أن انقلاب البرهان الذي دعمته مصر إلى زوال أو أن هناك خطر يهدد بلادنا ومصر ضالعة فيه حتى لا تطالها يد الاتهام، وهذا يفرض بعض التساؤلات هل السودان فعلاً في حاجة لمثل هذه المساعدات..؟ وما المقابل جراء تقديم هذه المساعدات..؟.

 

المساعدات المصرية

وصلت البلاد أمس الأول، أولى شحنات المساعدات المصرية التي تبلغ (174) طناً من الأدوية، الأمصال المضادة للجفاف، الأغذية، الأغطية والخيام والتي سيتوالى وصولها على مدى الأسبوعين المقبلين، في إطار فعاليات الجسر الجوي المصري للسودان.

وقال سفير جمهورية مصر بالسودان حسام عيسى، إن هذه الطائرة هي الأولى من بين (6) طائرات سيتوالى وصولها على مدى الأسبوعين المقبلين، تستهدف مناطق النزاعات في جمهورية السودان الشقيقة.

 

مصالحها الحيوية

قال الخبير الاقتصادي الدكتور حسين أبو جنة، إن جمهورية مصر منذ قديم الزمان تعمل وتسعى جاهدة لاحتواء دولة السودان في إطار حرصها على تأمين ظهرها الأمني جنوباً، وأوضح أنه نسبة لمصالحها الحيوية في السودان، ظلت تتلصص من فوق الأسوار على كل ما يدور في السودان لأكثر من قرن ونصف، وذكر عطفاً على ما سبق يمكن تصنيف المساعدات المصرية الخاصة بـ174 طن من الأدوية والخيام، في خانة رعاية مصالحها الحيوية تحت غطاء إبداء النوايا الحسنة تجاه شعب السودان في تلك المناطق المتأثرة بتداعيات الحرب اللعينة في مناطق النزاعات.

 

حيل وأساليب

وتابع قائلاً: حقيقة الأوضاع الاقتصادية والأمنية في السودان ٲفرزت نتائج سالبة فيما يتعلق بمعاش المواطن وتأمينه من الخوف، وأشار إلى أن السودان أصبح منطقة منخفض استخباري بكل ما تحمل العبارة من مرارة وٲسى، وزاد: معلوم أن سوء تلك الأوضاع قد أوجد تصدعات على جدار الأمن القومي بمعناه الشامل، ونوه إلى أن مصر يمكن أن تتسلل إلى  العمق السوداني عبر عدة حيل وأساليب، وبذلك يؤكد الحسين عبر حديثه لـ(اليوم التالي): لن تعجز الجارة مصر عن ابتكارها بحكم معرفتها الدقيقة لكل مواطن الضعف والقوة في السودان، وأرجع تدهور الأوضاع في السودان مما جعله في أمس الحاجة إلى أي مساعدات إنسانية، ومن ٲي جهة كانت، وقطع بأن تلك الحقيقة التي لم تغب عن فطنة الحكومة المصرية التي تراقب عن كثب كافة الأوضاع في السودان، مشيراً في حديثه إلى أنه من باب الحرص على امتلاك المعلومات التي تعينها في رسم الخطط التي تخدم أجندتها الخاصة بالاستفادة من موارد السودان المبددة وغير المستغلة.

 

التبادل التجاري

فيما قالت الباحثة الاقتصادية دكتورة دلال عبد العال، إنه من ناحية اقتصادية السودان لم يشكُ من قلة الأمصال المضادة ولا حتى الأغذية، وأكدت عبر حديثها لـ(اليوم التالي) أن عمليات المنح من جانب واحد كذلك قد تعني في العرف بالتبادل التجاري أن المنتج المحلي فائض عن الاستهلاك المحلي، بيد أنها تعتقد أن هذا مما قد ينبىء بمشكلة اقتصادية كالكساد الذي سيطال سوق الأدوية في مصر، مشيرة إلى أن الشركات العاملة في الأدوية في مصر تبلغ أكثر من 30% مقارنة بالقطاعات الصناعية الأخرى.

 

خطر يهدد

وتابعت د. دلال أنه لا توجد ضرورة لوجود خيام في ظل السعي نحو تسكين وتوطين النازحين، وأوضحت أن استهداف مناطق النزاعات يشير إلى أن مصر لديها ما ستعود به الطائرات بعد إغلاق المعابر البرية في وجه الشاحنات المصرية، ونوهت إلى أنه من جانب سياسي واضح جداً أن مصر تحاول شراء الشعب السوداني بعد تبيان ما ألحقته ببلادنا جراء تدخلاتها، وحددت أن هذا يعود لواحد من الأمرين، إما أن انقلاب البرهان الذي دعمته مصر إلى زوال أو أن هناك خطر يهدد بلادنا ومصر ضالعة فيه حتى لا تطالها يد الاتهام.

=-=–=

اليوم التالي

‫6 تعليقات

  1. تقول ان مصر تحاول شراء الشعب السودانى ……. ابدا والله فى 9 مليون سودانى مشوا مصر ببلاش
    هربانين من بلدكم السجمانه ده

  2. ( وصلت البلاد أمس الأول، أولى شحنات المساعدات المصرية التي تبلغ (174) طناً من الأدوية، الأمصال المضادة للجفاف، الأغذية، الأغطية والخيام والتي سيتوالى وصولها على مدى الأسبوعين المقبلين، في إطار فعاليات الجسر الجوي المصري للسودان) ؟؟؟ ما احوج الشعب المصرى لهذه المعونات الى يعطيها المصريين لحكوماتنا التعيسه منذ الاستقلال والى يومنا هذا .

  3. إقتباس : ( إن جمهورية مصر منذ قديم الزمان تعمل وتسعى جاهدة لاحتواء دولة السودان في إطار حرصها على تأمين ظهرها الأمني جنوباً)

    يعنى أمر طبيعي انو كل دولة تأمن مصالحها الامنية و دائرة امنها القومي فى كل اتجاهات شرقا و غربا و شمالا و جنوبا شنو يا خبير انت قايل كل الدول هاملة ،، يجيها الرزيقي يحكما

  4. المقابل هو الصمت على إحتلال حلايب وشلاتين وأبورمادة وتهريب المواشي والسلع النقدية السودانية وفكنسة البرهان للسيسي هذا هو المقابل !!!!

  5. يعنى لما الكاتب يدعى ان المساعدات دى مش لله وللشعب السودانى ولما المعلقين يقللوا ويشككوا فى اهدافها ولا يعبروا عن شكرهم لمصر وشعب مصر اللى هو احوج فعلا لاى من هذه المساعدات ده هينفى انكم فى حالة فقر وعوز وجهل ومرض ودى طباع اللئيم ناكر الجميل ولكن هى لله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..