الهجرة غير الشرعية 1

قال تعالى :(( وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً.* )) . آية رقم: (76) من سورة الإسراء

قال تعالى : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ.* )) .آية رقم: (195) من سورة آل عمران .

الهجرة غير الشرعية خطر بات يهدد جميع الدول الغني منها والفقير على السواء فالدول المتقدمة تعانى ممن يفدون إليها بوسائل غير قانونيه مما قد يسبب لها أزمات أمنية واقتصادية والدول النامية الفقيرة تعانى أيضا حيث يتركها شبابها ويلقون بأنفسهم في براثن الموت.

ويمكننا القول أن الشباب يتاجرون بأرواحهم لتحقيق حلم كثيرا ما راودهم , حلم النجاح بعد الفشل كحلم العليل بصحة البدن , شباب لم يجد وسيلة للعيش الكريم في أوطانهم , بالإضافة إلى اصطدامهم بسوء الأحوال السياسية واقتصادية والاجتماعية، ففروا باحثين عن النجاة ، حالمين بحياة أفضل حيث فرص العمل الوفيرة والمردود المالي الجيد قياسا مع اقتصاد بلدانهم المتدني.

بيد أن هذا الحلم سرعان ما يتناثر ويذهب أدراج الرياح، أما على يد خفر السواحل، أو على كف الموت حين تحمله موجة عاتية تضرب قارب العبور إلى الضفة الأخرى.

وهناك تصنيفات للمهاجرين غير الشرعيين فمنهم الذين يدخلون بطريقة غير قانونية دول الاستقبال ولا يستطيعون تسوية وضعهم القانوني , ومنهم الذين يدخلون دول الاستقبال بطريقة قانونية ويمكثون هناك بعد انقضاء مدة الإقامة القانونية , ومنهم الذين يعملون بطريقة غير قانونية خلال إقامة مسموح بها.

ويمكننا القول أن ظاهرة الهجرة السرية ليست مسألة ظرفية بل باتت مكونا هيكليا وما زالت الآليات المستخدمة غير قادرة على تدبيره بشكل يحد من آثاره وانعكاساته سواء على دول المنبع أو الدول المستقبلة.

وهذا لا يعنى أننا نرتضى هذا الإسلوب غير النظامي والخطر الذي يلقى المهاجرون بأنفسهم فيه ولكن إن أردنا علاجا لهذه الأزمة فعلينا وضع البدائل التي تحل محل الهجرة .

تتباين آراء الشباب حول نظرتهم للهجرة غير الشرعية فنجد قطاع كبير يبرر السفر للخارج بحثا عن الملاذ امن ، وأسلوب حياه أفضل ، وفرص العمل ولكنهم يرفضون الهجرة غير الشرعية معتبرين إياها انتهاكا لآدميتهم والبعض الآخر يبحث عن اى ووسيلة للهرب بحثا عن النجاح وان كلفهم ذلك أرواحهم ، في حين يرى آخرون أن بلادهم أحق بجهدهم وانه يمكن تحقيق النجاح في حالة بذل مجهود اكبر.

لشباب الذين يعملون بالفاعل أي يمتهنون كل شئ لدرجة جعلت منهم فريسة للموت ، فهذه ليست ظاهرة عابرة بل إنها خطر يداهم شبابنا ومستقبلنا ، وان أردنا القضاء على مثل هذه الظاهرة فعلينا إيجاد بديل حقيقي جاد للشباب بدلا من تركهم في يد سماسرة البشر ، الذين يلقون بهم في براثن الموت .

محمد سليمان حامد أتيم
أختصاصى ثانى أجتماعى
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..