أخبار السودان

العرقي ما مجان

*الطيب مصطفى، الكاتب والناشر الصحفي، ورئيس منبر السلام العادل، حذر في 3 يناير الماضي، السودانيين من مغبة سقوط نظام المؤتمر الوطني، ذلك النظام الذي كان حزبه شريكاً فيه، بتمثيل في البرلمان وعبره تقلد الرجل منصب رئيس لجنة الإعلام بدرجة وزير أو وزير دولة ، الله أعلم .

*التحذير الطيبي، جاء في سياق إنساني بحت، حينما تساءل بعبارة سارت بها الركبان “اذا سقط النظام ودخلت البلاد في الفوضى كيف نشيل بقجتنا؟ وأين نذهب؟” وأردف تساؤله بمقال توضيحي جاء فيه ” أين يذهب الشعب السوداني العزيز عندما يفقد الأمن ويصيبه ما أصاب الشعب السوري الذي هام على وجهه باحثاً عن أوطان بديلة وظلت حرائره يهربن من أجمل بلاد الدنيا وأبركها؟..الخ”.

*أمس الأربعاء 11 ديسمبر، مرت ثمانية أشهر بالتمام والكمال، على سقوط النظام، ولله الحمد والمنة، لا يزال الطيب مصطفي، يعيش في منزله آمناً مطمئناَ بين أهله وأسرته و(بقجته) في مكانها، نسأل الله أن ينعم عليه وعلى الشعب السوداني بمزيد من الأمن في السنوات القادمات.

*نعمة أخرى، هطلت على الطيب مصطفى، من سماء الثورة هى نعمة الحرية، حيث يكتب هذه الأيام ما يريد وينتقد من ينتقد ويهاجم من يهاجم دون أن يخاف على نفسه أو على الصحيفة التي يكتب بها، وهو أمر لم يكن متوفرا له حينما امتلك صحيفتي الانتباهة والصيحة، وهو على ذلك شهيد .
*لم يكن الطيب مصطفى وحده الذي أثار فزاعة الأمن والفوضى أيام الثورة، فقد سار على نهجه الكثيرون، ومنهم رئيس النظام نفسه الذي صدعنا بعبارات الخيارات الصفرية والمصائر المجهولة حال سقوط نظامه، ومع كل تحذير كانت التجارب السورية واليمنية والليبية حاضرة بقوة، وعلى ذات النهج سار الزميل العزيز محمد عبد القادر في 8 يناير، والأستاذ الهندي عز الدين في 17 يناير، والأخير راهن بشدة على عدم اهتزاز تركيبة الحكم حتى ولو استمرت التظاهرات أشهراً أخرى مستشهداً بتجربة ثبات نظام “الأسد” لـ(7) سنوات طويلة، رغم المحارق والأشلاء والدماء.

*حوالينا ما علينا يا استاذ..!!
*آخرون كانت فزعاتهم بالتحذير من ديكتاتورية أكثر من ديكتاتورية المؤتمر الوطني، لكن خلال الأشهر الماضية انفتحت ابواب الحرية بنسبة كبيرة، وصار من حق أي حزب ممارسة نشاطه اينما وكيفما أراد، وصار حق التجمع والتظاهر متاحاً للجميع، اما حق التعبير ففيه تحولت البلاد لهايد بارك كبير .

*منطق آخر خائب، تحدث به البعض عنه ضمن التحذيرات الممجوجة، حجتهم فيه أن مجيء أي نظام جديد، سيبدأ المسئولون فيه مسيرة الثراء الحرام فيه من نقطة الصفر، عكس فاسدي النظام السابق الذين شبعوا، والثابت الآن أن الثورة في كل مكان تحرس أي تجاوزات، بمثل ما حدث في وزارة البنى التحتية .

*اما الدعاية السوداء، فقد كانت تبث في الناس تحذيراتها من الانحلال والمجون الذي سيعقب سقوط النظام، وقد وجدوا ضالتهم في قصيدة رددها أحد ثوار الخارج تقول “العرقي يكون مجاني والبنقو محل الشاي ” فحوروها وأخرجوها من سياقها كلياً، ونجدد حمدنا لله حمد الشاكرين أن العرقي حتى اليوم ليس مجاناً وما زال ممنوعا بموجب القانون، ولا تزال شرطتنا الفتية تطارد مهربي البنقو وكل المخدرات، وأمس الأول القريب ضبطت الشرطة كميات كبيرة من الهيروين بمطار الخرطوم مهربة لدولة مجاورة، ولم تقيد الشرطة بلاغها ضد مجهول كما في حاويات بورتسودان في السابق، كما أن مجتمعنا لا يزال متمسكاً بقيمه القديمة والراسخة .

*الحمد لله أقصى مبلغ الحمد.. والشكر لله من قبل ومن بعد.
عبد الحميد عوض
[email protected]
السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..