بطولة (الكان والهوان )…هدية من السما للانقاذ!!!

أصبح حب المال والحرص على كسبه بأي طريق، حتى ولو كان عن طريق امتلاك حق الغير – أمر مشاهد للجميع، وخاصة مع انتشار اخذ حق الآخر دون وجه حق، قال تعالى :”وتحبون المال حبا جما” وعندما يطغى ذلك على الناس يصبح الأمر خطيرًا جدًّا، ويتسبب في مخالفات شرعية كثيرة؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فو الله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))
مؤسسة المعلم الاقتصادية تكونت قبل اربعة وعشرين عاما بمدينة كسلا لتضم في عضويتها كافة المعلمين المنتسبين لمهنة التعليم ، وكم كانت الفرحة تعلو جبين المربين بعدما تليت قراراتها وبشرت بأرباحها وامتلك كل منا سهما فيها . مرت السنون دون ان تعرض علينا تلاوة لمسيرتها ، أوتبين خسارتها إن وجدت، أو ارباحها أو أو أو ….
ظلت الشكوك تراود الجميع من قبيلة المعلمين !! مرت سنوات مرت دون توضيح او تبرير من الجهة التي تقلدت زمام الادارة فيها والمساهمات تخصم شهريا لصالح المؤسسة التي يملك كل منا فيها سهم وفي حساباتنا ان الارباح تضاف لرفع الاسهم وزيادة عددها ، وهكذا كنا نعيش في أخلام وعمية !!
ظللت علينا خيبة أمل عندما قدمنا مذكرة نسأل فيها عن حقوقنا التي باتت ضائعة ، ولم نجد كلمة واحدة تؤكد ان لنا حق واصبح الامر واقع ? حق ضائع ، حق منهوب ، واتبعت معنا سياسة ” لا تسأل ولا تزعل ” وكم كانوا بارعين في استغفالنا وكم كانوا يدركون أن المعلم هو المربي هو القدوة الذي لا يحمل السلاح لينتزع حقه الضائع او يسب او يلعن او يجاهر حتى او يشتكي وان كان على حق !!! استغلوا تلك الصفات الانسانية التي يتجمل بها المعلم .
رفع أمر المؤسسة الضائعة -التي كان كل منا يمني نفسه بأنه امتلك دخلا اضافيا أو ادخر ربحا حلالا ? الى اعلى المسئولين الذين تعاقبوا على ادارة الولاية تكرارا ومرارا ، واجتهد الاخوة الزملاء في اعداد ملفات توضح وتبين احقية المؤسسين والاشتراكات التي خصمت من عرق الجبين ، ولكن دون جدوى . ولج اخرون للسلطة الرابعة عسى ان تجدى نفعا وتحرك مكامن الاحساس للقضية ، ولكن دون جدوى .
الان بعد ان مر على تاسيس المؤ سسة اكثر من اربعة وعشرين عاما ورحل من هذه الدنيا الفانية عدد كبير من زملائنا الذين ساهموا فيها ولم يجدوا منها فتيلا ولا نقيرا ، واحتسبوا ما قدموا عسى ان يجدوه عند الله مدخرا ، فهم السابقون ونحن لاحقون بهم لا محالة ، ولكننا نظل نؤكد كما الذين سبقونا بأننا معلمين ومربين وتدفعنا هذه القدوة بأن نظل نطرق كل ماسنحت الفرصة هذا الحق الذي اغتصبته منا فئة ظالمة طوال تلك السنوات ترفعت عنا واغفلت حقنا دون ان تجتمع معنا لشرح موقف المؤسسة وموقعها الراهن والممتلكات التي تديرها باسمنا ومن مالنا المستقطع عبر السنوات الطوال .
فنحن اليوم نعيد طرق هذا الامر ليعرف الجميع ان مؤسسة المعلم الاقتصادية بكسلا تكونت على اكتاف معلمي الولاية في تسعينيات القرن الماضي وانهم لا يعرفوا عنها شيئا ولم ينالوا منها مليما طوال عمرها . ولكن رغم ذلك نأمل أن نجد يوما أذن صاغية أوقلبا واعيا من ولاة الامر أومن الذين يملكون السلطة ان يحققوا في هذا الامر وأن يعيدوا لنا حقوقنا التي سرقت منا ، وأن يسلموا حقوق الذين رحلوا الى ذويهم .
قال تعالي :” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ”
ويقول تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ”
كما أريد أن اهمس في أذن الذين يديرون استثمار المؤسسة في الظلام ويعتقدون أنها أصبحت ملك لهم وأن الجيل الذي بناها قد انسته غياب السنوات الامر ،لكن مازال منهم من يتابع القضية الى آخر رمق وعلى رأسهم الاستاذ الوقور منى حاج احمد الازرق والذي اخبرني بأن الامر توجه الى المركزية بعد طناش مسئولي الولاية ، وسوف نضعها أمانة لرفاق الدرب القادمين يتابعوا مجراها ومرساها ولمن آلت ومن سجلها باسمه وكم محتوياتها و اين وضعت سنداتها ….
زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك فتحسس رأسك
صلاح التوم كسلا
معلم ثانوي وكاتب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    رغم تعاطفي مع هذه القضية و آلاف القضايا المماثله، كنت اتمنى منك ان تنسب الشعر لقائله، فإن ضاع حقك ، لا يضيع عندك حقوق الآخرين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..