عمال موسميين ضمن هيئة التدريس أو جنقو التعليم

(مجموعة المنهل التعليمية/ امدرمان/ مدينة النيل)
بينما تتسخ الجدران والاعمدة بداية كل عام دراسي بالملصقات الدعائية للظاهرة الكارثية لما يسمى بالمدارس الخاصة على طريقة الدعاية الكلاسيكية لأفلام الإثارة السينمائية ، فتصتك الاعين بشخابيط تنبئك عن مدرسة بطولة المعلم الفلانى حامل المؤهل العلانى وتدور كل عام عجلة عملية الخداع التعليمى عكس المفترض والمرجو والامل ونقع جميعا ضحايا لوبى الرأسمال الطفيلى الذى يدمر حاضرنا ليسرق مستقبل ابنائنا..
أهم قواعد العملية التربوية التعليمية ليست في الزى المدرسي المستورد من أمريكا (حسبما تدعي ادارة المدرسة في دعايتها ) ، ولا هى حفلات نهاية العام الصاخبة التي يعتلى فيها فتية الغناء الهابط الردئ خشبة المسرح المدرسي التى هى احدى البنيات التحتية للنشاط الثقافى التربوى متغنين بابشع الركاكات لافساد الذوق الفنى ، بل هى عملية إنتقال المعرفة والعلوم والمهارات والسلوك من المعلم الى الاجيال الجديدة ، فالمعلم هو عامل النجاح الاول في معادلة التعليم ، و الاطر التنظيمية التى تضعها الدولة لمؤسساتها التعليمية تحدد شروط من يصلح ليكون معلما ومن ثم اخضاعه للوائح التى تنظم تلك المهنة ، لكم ان تتخيلوا معى أن معلم يتم تعينة بصيغة العامل الموسمى دون (عقد عمل ) يوضح الواجبات والحقوق ولكم ان تدركوا ما يترتب عنه هذا الوضع من احساس بالجور والشعور بعدم اهمية العمل الذى يقومون به هؤلاء المعلمين الموسميين ، فكيف يخضع معلم موسمي للوائح والضوابط المنظمة للمهنة وهو غير موقع لبنودها ؟؟ وكيف لإدارة المدرسة القيام بعملية التوجية والادارة وضبط هذا المعلم ؟؟. ومن ثم وقوع تلاميذنا داخل اسوار تلك المؤسسة فريسة لهكذا بيئة تعليمية تحت اشراف معلمين خارج سلطة القوانيين التى تشترطها الدولة فيهم ، والتى يجب ان تنضبط وتلتزم بها المدرسة ، ويؤدون مهامهم تحت وطأة عملية فساد وإستغلال يحتال فيها ملاك المدرسة (المعلنين ) ومن خلفهم اولئك (المستترين )على قوانين العمل ، وكل ذلك خلف ظهور اولياء امور هؤلاء الطلاب المكتويين بنيران الرسوم الدراسية العالية ، وهم لا يعلمون مدى الاثر الذى سينعكس سلبا علي ابنائهم جراء تلك الفوضى والخروقات والعبث واللامسئولية وانعدام الأمانة الشئ الذى يبرر عدم جرئة ادارة المدرسة وتعمدها عدم تكوين مجلس اباء للمدرسة يشارك في الرقابة والتخطيط.
ومن جانب اخر فان ذلك الاستغلال والسخرة والاحباط الذى يتعرض له المعلمين بسبب القلق وعدم اطمئنانهم بصيانة حقوقهم المادية وخاصة حقوق ما بعد الخدمة ذلك الارث الحقوقى الانسانى الذى لم تصل له البشرية عبثا ،وعدم تمتعهم ببعض الميزات اسوة بزملائهم (بطاقة المعلم ، الضمان الاجتماعي ، التامين الصحى )، فكيف لهم ان يعطوا مردود وتكون هنالك محصلة عمل جيد في مجال خلاق وشديد الحساسية والاهمية كالتعليم ونتوقع من هؤلاء الجنقو الموسميين المترعين بالحنق والغيظ خلق المناخ الثقافى والتعليمى والتربوى ، ذلك الامر المتعلق بمستقبل بشرى له ما له من اثار مستقبلية على طلابنا وذويهم وعلى المجتمع باكمله ، وكيف تمكنت ايادى اصحاب هذه الضمائر الخربة من الوصول لمستقبلنا بعد ان دمرت حاضرنا وعبثت بتاريخنا.. فلك الله يا وطنى..
هل وراء ذلك صغار التجار والمنتفعين الذين لا تعنى لهم قيمة التعليم وهم الان على راسها سوى مجال للاستثمار والتكسب على حساب مستقبل الاجيال القادمة ؟؟مما يجعلنا نتفهم المعنى الذى تحمله (المنهل )، فهى منهل ل (جمع الثروات) ، أم هم اصحاب الحصانات من النافذين سياسيا واقتصاديا رواد مرحلة سوقية التعليم وهم خلف عصابات ما يسمى بمجالس الشورى أو في مقاعدهم السيادية الغير قابلة للمس ؟؟ بل اين الرقابة والتدقيق والمراجعة من قبل وزارة التربية والتعليم لتستحق هذا اللقب والمسمى ولا تكون وزارة للترضية والتعتيم ، واين كشوفات المعلمين المعينين بالمدرسة مصحوبة بالمستندات والمؤهلات المطلوبة والمعتمدة من قبل الوزارة وفرعها بالمنطقة ولا يسمح لغيرهم بمزاولة المهنة من خلال المدرسة ؟؟والا فكيف يتم استبعاد معلمين من قبل ادارة المدرسة بعد ان عملوا
لمدة تزيد عن اربعة اعوام الى ان تم الادعاء باكتشاف عدم حملها لمؤهل اكاديمى إثر خلاف بينها وذلك المعلم (البدائى) مدير المدرسة ؟؟كيف تم استيعابها من البداية ؟؟ وكيف لم تكتشف الوزارة تلك المخالفة ؟؟أم ان هنالك معلمين لا يتم اطلاع الوزارة على وجودهم ومزاولتهم المهنة بالمدرسة ..أم هى شراكات ودوائر المصالح التى يتحدث عنها الجميع ؟؟ والا ماذا يبرر لنا هذا التعامى والتقصير.
يا وزير التربية والتعليم (ونقول ذلك فقط لضرورات الواقع ولفائدة المقال الي أن نري فعلا ايجابيا)، ويا ايها القائمون على أمر العملية التعليمية (امركم عجب) ، ويا ذوى الطلاب واولياء امورهم ، ولكل منظمات المجتمع المدنى ومنظمات حقوق الانسان المعنية بالتعليم وتلك المهتمة بالعمل والعاملين ولكل الحقوقيين والاعلاميين والمدونيين والمهتمين وكافة اصحاب الضمائر الحية ، اناشدكم بكشف الغطاء وعمل كل ما يمكن عمله لمكافحة تلك الادواء القاتلة فما سردناه ونمتلك فية كافة الادلة والبراهين ومستعدون تماما لاى مسائلة قضائية بل نسعى لها ونتحدى المنتهكين وماهى الا قطرة في محيط ستضح لكم اغواره وستزكم انوفكم بقية مستويات الفساد والخروقات واخشى ان نسمع يوما بمعلمين بصيغة عمال يومية.ومن المضحك المبكي ان ابناء المالك (المعلن) القائم على أمر ادارة المدرسة ويدعى (مصعب احمد دوله ) ابن احد (النافذين ) في النظام القائم يتلقون تعليمهم في مدارس اخرى مما يؤكد عدم اقتناعه هو شخصيا بالمدرسة التى يديرها ويملكها عملا بالمثل (جلدنا ما بنجر فيه الشوك)..
رغم قناعتنا التامة بالدمار الذى حاق بالعملية التعليمية كاملة بالسودان الا ان ذلك لن يثنينا من تناول مثل تلك الجزئيات الدالة على ذلك..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سياسة دولة !!العمال الموسميين او الموسميه هي شعار دولة التمكين!!!لكي تففت اولا وتتخلص من كل القطاعات الفاعلة!!في التعليم في الصحة في كل الموسسات !!دون ان تلزم نفسها بتعيين او التزام ليظل القلق والخوف ديدن العامل المعين بقلم الرصاص!!!!! فمثل تلكم الموسمية تدار المستشفيات لكي لا يزعج الاطباء والكوادر الصحية دولة الرساله وتتفرغ للنهب والسلب!!لا لالاتوه الحضاري الذي لم يكتمل في ثلاثة عقود!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..