للجَادِّين فقط..!ا

للجَادِّين فقط..!

منى أبو زيد

«الصعب هو ما يمكن فعله حالاً، أما المستحيل فهو يأخذ وقتاً أطول بعض الشئ».. جورج سانتايانا!
الملاحظ جداً أن ممارسة السلطة في معظم دول العالم الثالث تتحرى مصلحة الحكومة قبل مصالح الدولة، وتواجه شبهات الفساد بتدابير شكلانية، تستهدف أفواه المعارضة وموضة تسريبات الوثائق أكثر من استهدافها أوكار الفساد نفسه..!
فتبدأ الحكومات بافتراض براءة منسوبيها ورجالاتها وتجتهد في تسخير التدابير اللازمة لضمان سلامتهم من أية شبهة، قبل أن تشرع في حماية أموال الشعب من احتمالات فسادهم، والحقيقة أن هنالك حزمة تدابير منطقية لو غابت عن إستراتيجية مُحاربة الفساد في أية دولة، فإنه يحق لأي أبي حنيفة كان، أن يمد كلتا رجليه.. فأين سياسات حكومة بلادنا من تلك التدابير..؟!
أول مراحل محاربة الفساد تبدأ بتكريس مفهوم المواطنة لدى الشعب بمواقف قاطعة في سلوك الحكومة نفسها (لا يزال التهرب الضريبي عندنا شطارة في عُرف مواطن لا يعرف خارطة طريق أمواله من وإلى جيب الحكومة، ولا يرى لها أثراً في خدمات أو تنمية!)، ومن أبجديات المواطنة السليمة أن تتخلى الحكومة عن تشجيع النعرات القبلية لدعم مواقفها، وتمكين أسباب بقائها (القبلية في السودان هي أهم أعوان الفساد، لأنها تمنح أولي القربى حصانة دائمة ضد المحاسبة، وتستبعد الكثير من الكوادر الجيدة وفقاً لتصنيفها الإثني)..!
ثم يأتي دور الشفافية، التي تعني ببساطة أن تتضافر الملاحقة القانونية مع وفرة المعلومات «ثورة معلومات هائلة بتكلفة مادية بسيطة»، وهذا هو أعظم أدوار الحكومة الإلكترونية، وأهم مميزات تقصير الظل الإداري، الذي كلما طال توسّدت التجاوزات وتمددت الأخطاء..!
شظف العيش هو بوابة الفساد، والحل الواقعي يكمن في تقليص الكادر الإداري وبالتالي توفير السيولة الكافية لتحسين الرواتب، ورفع كفاءة العاملين بالتدريب المستمر، وأن تكون الترقيات بناءً على مستوى الأداء، وليس السلم الوظيفي المُحبط حيناً والمُجحف أحياناً..!
تنازع الاختصاص لا يزال أخطر أدواء السلطة التنفيذية في السودان، وربما كان من الجيد تركيز الاختصاصات والمسؤوليات والصلاحيات في سلة تنفيذية واحدة، لذا عوضاً عن تبديد جهد الحكومة وتضييع زمن الشعب في مراقبة سلوك الوزراء والمسؤولين، الأجدى أن تتبنى الحكومة مبدأ فصل السلطات بين الوزارات والهيئات التنفيذية، بحيث يقتصر دور الأولى على التخطيط، وينحصر دور الثانية في التنفيذ..!
هي على كل حال بعض الأفكار (مجرد اقتراحات لبعض المعالجات التي تؤسس لفعل ثوري ما لتنفيذ سياسة أية حكومة جادة في مكافحة الفساد) وكله مرهون – في نهاية الأمر – بصدق الإرادة السياسية إن وُجدتْ..!

تعليق واحد

  1. مقال رائع أ / منى
    اقتباس : (ثم يأتي دور الشفافية، التي تعني ببساطة أن تتضافر الملاحقة القانونية مع وفرة المعلومات «ثورة معلومات هائلة بتكلفة مادية بسيطة»، وهذا هو أعظم أدوار الحكومة الإلكترونية، وأهم مميزات تقصير الظل الإداري، الذي كلما طال توسّدت التجاوزات وتمددت الأخطاء..!)
    لقد تطرقت لنقطة في غاية الاهمية (الملاحقة القانونية ، وفرة المعلومات) ، الحكومة تعتبر نفسها فوق القانون ، اضرب لك مثالا على ذلك ، هناك مثلا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هناك طلاب جامعات تعرضوا لابشع انواع الظلم من بعض الجامعات آخرها ما حدث لطلاب العلوم الإدارية التي تتبع لجامعة مامون حميدة تخيلوا طلاب بعد أن سهروا الليالي لنيل شهاداتهم يتفاجئوا أن شهاداتهم لا يعترف بها ، وقبل عدة سنوات تعرض طالبات كلية المختبرات في جامعة امدرمان الاسلامية لظلم شنيع فعندما تم التقديم للكلية في دليل التقديم للقبول كان مكتوب في الدليل أن هذه الكلية تمنح درجة البكالاريوس في المختبرات الطبية وتمت الدراسة على هذا الأساس ولكن للأسف الكلية سلبت حق الطالبات ورفضت أن تمنح الطالبات بكالاريوس المختبرات الطبية وتم منح الطالبات البكالاريوس في العلوم الطبية رغم مر الشكوى من الطالبات. فيجب أن تفتح ملفات الفساد هذه ويتم التحقيق فيها حتى لا يفلت هؤلاء اللئام والمستهترين بحقوق الناس من العقاب.
    فيما يخص توفير المعلومات بأقل التكاليف عبر الحكومة الالكترونية فهذا للأسف غائب عندنا في السودان تماماً ولكي تتأكدي من هذا الكلام ادخلي على مواقع الوزارات والمؤسسات الحكومية في الانترنت فسوف تجدي استهتار ما بعده استهتار بعقول الناس يضعوا للناس تلفونات وعندما يتم الاتصال كلها تجدها خارج الخدمة والذي تجده في الخدمة لا يتكرم احد بالرد عليك ، إذا أرسلت استعلام inquiry عن معلومات لا يتم الرد عليك اطلاقا ، المعلومات المتوفرة شحيحة ولا تخدم الغرض وغير محدثه. على العكس تماما في الدول المتحضرة التي تحترم شعوبها والآخرين إذا أردت أن تتحصل على أي معلومة تجدها بكل سهولة سواء عبر الهاتف أو عبر البريد يتم الرد عليك في نفس اللحظة. فنحن محتاجين لعمل كبير فيما يخص سيادة حكم القانون والشفافية.

  2. اسع أنا قايلك بقيتى دلالية ولا سمسارة او عايزه ليك عرسان الى إخواننا لانه كلمة جادين فقط دى كلمة سوق وموضوع طيب وهادف مع مقال ساتى لكنا دولة ليها شنا ورنا وهم لو عندهم رؤاء سياسية من اصلو ما عملو انقلاب وخطو ديك المسلمية ده رئيس ويعوعى 23سنة وفى الاخر فسوة لعنة الله عليكم يا حكومة بقينا مشردين بين الدول وانتم بين ماليزيا ودبى منتهى المفارقات والمحن

  3. الاستاذة منى يقول المثل ( نسمع جعجعة ولا نرى طحنا) نسمع بلجنة محاربة الفساد ونيابة الفسادومنظمات تدعو الى الشفافية و و و و تم تكوين تلك اللجان ولكن حتى الان لم نرى تقديم احد للمسألة ثم المحاكمةوبالتالى كثر عبء المنصرفات المالية على تلك اللجان يعنى زاد الفساد فساد وسنظل ندور داخل مثلث ( الفقر والمرض والجهل)والى متى سنكون فى كبد

  4. (الملاحظ جداً أن “ممارسة” السلطة في معظم دول العالم الثالث تتحرى مصلحة الحكومة قبل مصالح الدولة، وتواجه شبهات الفساد بتدابير شكلانية، تستهدف أفواه المعارضة وموضة تسريبات الوثائق أكثر من استهدافها أوكار الفساد نفسه..!)
    يبدو لي أن استخدام لفظة “ممارسة” وربطها بالمصالح في سياق الفكرة فيها إسقاط أو على الأقل استدعاء لتجربة ماأو فكرة مبهمة لدى الكاتبة خاصة والعبارة تورد كلمات من شاكلة شبهات ،فساد ،موضة ، أوكار ربما تفصح عنها الكاتبة.حبذا لو نكتب بوضوح أكثر!

  5. الله يحيي اصلك يا منى والله اصبت كبد الحقيقة واتفق معك مليون بالمائة.في الغرب هناك منظومات,في مجتمعاتنا أنعم الله عليها بالديكتاتورية والفساد والبطش والتنكيل والقهر والتجويع والإذلال الممنهج والطائفية والاقتتال والحروب الأهلية والتفجيرات وهضم الحقوق,يزنون ويكذبون ويخدعون ويسرقون وهم يريدون ان يفرضوا ذلك علينا.ولك مني جزيل الشكر والاحترام.

  6. الأستاذة منى أبوزيد، لك التحية، وبعد: 1-المشكلة: خمسة نبقات لو قسمتيهاعلى 200 شخص ظلمتيهم، ولو أعطيتيها لواحد ظلمتيهم، دلالة على كثرة إلتزامات الدولة الأفقية (كثرة مؤسسات دون مخرجات خدمية). 2- من عجلوا بخروج الاستعمار عجلوا بانفلات الظل الإداري وبالتالي يستطيعون إمتلاك الأشياء بوضع اليد عليها وتوزيع أموال وخدمات على نطاق ضيق، وبقية الشعب له الله .. وإنكفاءته على حاضر سيدي… وحقي وحقك وتعويضاتي وتعويضاتك، تفرغ الخزينة عن آخرهاوتنهب باسم الديمقراطية.. وتتوقف البلاد إدارياواقتصاديا لعدم القدرة على إدارتهاً، وبمكرهم -هم أنفسهم- يخططون لإنقلاب عسكري لمخرج ينقذ سمعتهم ومن عقاب الشعب المغلوب على أمره ونغمته عليهم، مثلا: إنقلاب المشير جعفر نميري، كان السيد الصادق المهدي مشاركا فيه وفي تخطيطه ويعلم بالانقلاب وساعة الصفر… وبعد استلام السلطة أرسل له نميري مرسول بأن ترك له 3 وظائف يتصرف فيها لكن السيد الصادق رد عليه بأنه هذا ليس هو الاتفاق الاتفقنا عليه… طبعا الاتفقوا عليه قبل الانقلاب، وكان متفقا معهم على أن يكون رئيسا للوزراء… العساكر زحلقوه وحصلت العداوة، (معلومة عرفتها بعد مرسول نميري)… نفس ما حصل لوالده نكاية بالختمية لما استدعاهم عبدالناصر في مصر سلمو السلطة لعبود على أن ينصب السيد/عبدالرحمن المهدي (والد الصادق) رئيساللبلاد ولكن زحلقوه وحصلت العداوة…3- فوضى خلاقة: الضبط الإداري للإنجليز جعل الخدمة المدنية منضبطة والمحاسبة الفورية لمن يتلاعب…، وضبط الموظين في التمام ووقت العمل.. وبعدغياب الاستعمار ترى الملفات المتراكمة والمهملة.. والتأخير في العمل والسهر والحضور الساعة العاشرة وعدم الحضور أحيانا وبدأ التدهور وورثوه للأجيال… وأبناء البويتات يستمتعون ويهنأون بأموال الشعب السوداني.. النتاج:الأحزاب (الديمقراطية المزيفة) التي يتغنون بها لجلب النفعيين ولكن أغلب الشعب مغفلين… والانقاذ بالرغم من الفساد وسيظل الفساد كان في أنقاذ أو نزعها الله كل سيضع المتاريس أمام الآخر… والضحية نحن الشعب المغلوب على أمره رحمك الله يابلد أفهموها بقى نتسجم بإنقاذنا أحسن أفهموها بقى…

  7. كلامك دا كلو معقول – إذا أفترضنا حسن النية- إذا توفرت للسودان مقومات (دولة) و(حكومة) ! .. أذكرك -إن نسيتى- بأن (الرئيس ) الحالى للسودان وصل للحكم عن طريق ( إنقلاب ) عسكرى وبقوة السلاح وتربع فى الحكم حتى اللحظة (23)عاماُوهو كل ( الدولة) !.. أما (الحكومة) فهم (كوادر) تنظيم الأخوان المسلمين الرهيب ويديرون مصالح (التنظيم) وليس مصالح السودان .. السؤال الأهم هل أنت لاتعرفين هذه الحقائق عن ( الدولة) و(الحكومة) لدينا فى السودان فقط دون الأشارة للعالم ( الثالث ) بغرض ( تفريق دم السودان بين القبائل) .. طريقتك فى طرح (الأصلاح) مثيرة للريبة أو لم تسمعى قط بعبارة (من أين أتى هؤلاء) ووقفت عندها لحظة بدلاُ من ناس (جورج) .. أى دولة وأى حكومة جاية تقولى عليها ..

  8. الاستاذة منى مع التحية المشكلة أن فى السودان حزب واحد يقوم بكل عمل الدولة لاشريك له وكل واحد من هؤلاء الناس مسؤل حكومى نافذ الصلاحية الحسيب والرقيب فى ان واحد يعنى لايريد قضاء مستقل لمحاسبة المسؤلين عن الفساد يعنى القاضى معين من قبل الحكومة للدفاع عنها دون ترك مجال لمدعى حقوق الشعب القضاء والمحاسبين القانونين جميهم تعين حكومى ليس مستقلين وكيف لنا أن نحاسب حكومة جندت وسخرت كل أمكانيات الدولة لخدمتها وحمايتها فى كل التجاوزات ضد حقوق المواطن أولا وضد المال العام وتسخير كل مصادر أرزاق العباد فى الدولة للمنتسبين لهذا الحزب وأصبحو كالسرطان المنتشر فى الجسم والكل يدافع للأخر بفقه السترة والضرورة لضمان أستمراريتهم فى حكم البلاد لو الفساد يمشى على رجليه وهم كذلك وجميعهم إنتحلو الكذب والنفاق والتدليس والحكام فى مر التاريخ يأتو لخدمة المواطنين وهم موظفين لدى الشعب وخدمتهم وقت ما قصرو فى خدمتهم تحاسبو وخلعو من الوظيفة قسرا لا للضيق عليهم وقتلهم وتجريدهم من كل وطنيتهم وأسلوب التمكين الذى ذكره الرئيس بنفسه هو أغصاء الاخر عن الوظيفة بقانون الصالح العام سيف سلط على رزق المواطن ثم تعين القبلين فى كل مناصب الدولة وأغصاء أى رأسمالية خارج إطار الحزب وعدم تمكين أين من المواطنين خارج عن حزب المؤتمر الوطنى مهما علا وطنية وشأن.الحزب الانتماء هى المعيار لا المواطنة لاوطنية لاعلم وقتل الانسان فى حقنة وشقة تمرة أبسط مايكون لدى مجموعة الجهال فى حكومة الانقاذ اللاوطنى . وهبات الدولة تجاوز المواطن الغلبان ليعم دول الجوار بالعربات والمال والاغنام والابقار كأنما أتى البشير لخدمة شعب غير بلده

  9. اخيراعرفتك ؟! انت الكنتي بتجي في برنامج تلفزيوني !مقالك لاباس به لكن اول مراحل محاربة الفساد سؤال جميع موظفي القطاع العام والمؤسسات الحكومية البانين عمارات في حي الشارقة ويثرب جابوها من وييييين ؟

  10. الاستاذة منى
    كأنك تخاطبين دولة ..اين هي الدولة ..هذه عصابة ..التهرب الضريبي؟؟؟؟؟ممن تؤخذ الضرائب .هذا ليس نظام ضرائب .موظفو الضرائب ليس موظفي خدمة مدنية لقد تحولوا الى عصابات و ارزقيه هم باش بذق …..احس انو نحنا في وادي وانتو في وادي ..نحن بصدد ثورة وليست اصلاحات

  11. والله عندما قرآت العنوان خطر فى بالى سؤال : انا جادى ….لكن كيف الوصول اليك ؟ وهذا السؤال مرده دائما للطبيعة السودانيه المعاصرة الاّن حيث قرنت الجديه بالزواح مما يعنى ان مادون الزواج لا يحتاج للجديه …وهذه هى الاّفة الانقاذيه فجعلت منذ مجيئها كل شيى متعلق بالعمل والرسميات ذو طابع غير جدى فالذى يسرق وينهب اذا كان محافظا يرقى الى والى واذا كان واليا يرقى الى وزير اتحادى واذا كان وزير داخليه يرقى الى وزير دفاع وهكذا دواليك يا بنت ابو زيد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..