المشكلة في عدم التخطيط

وقفنا كثيراً في مقام التخطيط وقلنا ان الاخطاء تتكرر كل عام وتتهدم منازل ومدارس وتجتاح السيول مناطق واسعة والسبب ان الولاية تتأخر في حفر واعداد مصارف مياه الامطار… هذا العام قلنا ان حارتنا لم تحفر غير عدة مصارف وان تجربة العام الماضي ستتكرر ولو اني تقلت عموداً كتبنه العام الماضي بالحرف الواحد لوافق ما يحدث هذا العام يوم الاحد الموافق 6 أغسطس العام الماضي كتبت تحت عنوان (الامطار وما يجب ان يكون): مع اول هطول امطار انكشف قصور ولاية الخرطوم في الاستعداد لفصل الخريف، فكل الشوارع امتلأت بالمياه وضلت المياه طريقها الى المجرى الرئيسي هذا اذا وجد مجرى رئيسي… كتبت يوم 25 أغسطس تحت عنوان(الخريف وحكايات كل عام) قلت ان هذا يتكرر كل عام وانني نقلت مقالاً كاملا بنصه كنت قد كتبته العام الماضي ونشرته وكأنني كتبته اليوم لأننا لا نستفيد من الاخطاء ولأننا نكرر التجارب كل عام… وأننا نصرح اكثر مما نعمل… وكل خريف نقول اكتمل الاستعداد لفصل الخريف ومع هطول او (مطرة) ينكشف المستور… وتهطل الامطار وتتجمع مكونة بركاً في غياب جمع النفايات الذي ندفع رسومها واذا لم ندفع مقابل عدم نقل النفايات يشهروا في وجهنا سيف النيابة.
ثم كتبت يوم الجمعة 13 يوليو 2012م تحت عنوان ونعود نكتب عن نفس الإخفاقات!
إننا نكتب كل عام عن نفس الأشياء التي كتبنا عنها العام الماضي وبنفس المعطيات … نغير في العبارات والكلمات والمفردات وتتغير اللغة قليلاً وتتغير الأسماء وربما لاتتغير وان حدث ذلك فالمناصب هي المناصب… فنكتب عن اخفاقات وزير أو معتمد او لجنة شعبية ونعود العام القادم لنكتب عن نفس الاسماء، ونفس الإخفاقات وذات المشاكل… أتدرون لماذا؟ … اننا مازلنا نعاني من العشوائية وعدم التخطيط.
واليوم وبعد هطول اول مطر ماذا حدث؟ واين غرفة الطوارئ التي كانوا يتحدثون عنها؟
اليوم حدث ما توقعناه وحذرنا منه ولكن لا أحد يستمع الينا… جاء بصحيفة الانتباهة: شهدت مناطق شرق النيل وغرب أم درمان أمس سيولاً جارفة جراء الأمطار التي هطلت الأيام الماضية بولاية الخرطوم، في وقت تفقد فيه والي الخرطوم المناطق المتأثرة عبر مروحية، ووجَّه كل الجهات المختصة بتقديم يد العون للمتأثرين، بينما أكد الهلال الأحمر أن الأمطار والسيول أدت لوفاة «8» أشخاص، وتدمير أكثر من «5» آلاف منزل تدميراً كلياً… وشهد شارع الزعيم الأزهري طوال يومين وقوع حوادث مروِّعة لكثير من السيارات والأشخاص وأُصيب أكثر من «49» شخصًا جراء سقوطهم في الحفر التي خلَّفتها الطريقة الخاطئة في ردم أنابيب الصرف الصحي وسوء تنفيذ الشركة لتركيب الأنابيب، وهوت عشرات السيارات بشارع الإنقاذ والمعونة والزعيم الأزهري في الحفر مما أدَّى لخسائر فادحة للغاية.
واخيراً جزاء الله الوالي خبراً فقد قيل انه تفقد المناطق المتأثرة بمروحية.
الاخ الوالي المشكلة هي عدم التخطيط وعدم الالتفات لما نكتب.
والله من وراء القصد

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..