مقالات سياسية

عمنا قوش دخل الحوش!

بقلم: د. محمد بدوي مصطفى

[email protected]

فاجأتني الأيام القليلة الماضية بعدّة أخبار عن عصابة الإنقاذ وهي بطبيعة الحال غير سارة وهل يأتي من جعبة الإنقاذ شيء سار؟

أولا: قوش مرشح لرئاسة السودان وتولي الأمور بعد أن “يفحِّط” السيّد “بِشَّة”؛

ثانيا: ذهب قوش إلى مدينة ميونخ الألمانيّة للقاء زميله الإسرائيلي (الصلاة على إسرائيل فيها مفاتيح الفرج)؛

ثالثا: يعلن قوش انتماءه للشعب ويشاهر بوطنيته الحقّة وخوفه على الشعب السودانيّ وممتلكاته عبر موقعه بالفيس بوك (الحصل شنو يا ناس الله؟)؛

رابعا: تحرك فيديو سرّي يشتم فيه قوش الشعب السوداني بأرذل ما يكون ويطرد مشارك في هذا الاجتماع السرّي لأنه ينتمي لحزب المؤتمر الشعبيّ (يا للسوقيّة، واضمحلال أفق الرجل وسفسطائيته: لا خلق، لا أخلاق لا علم ينتفع به، شأنه شأن العوام).

نعم يا سادتي وتلك حقيقة: الطيور على أشكالها تقع، أقصد الإنقاذيين على أشكالهم سقطوا. بالله عليكم تمعنوا لحظة عمر بِشَّة وقوش عَشَّة والمتملق المتعنفق (العنفقة هي الدقن الصغيرة) الذي أطلق على نفسه لقب “مولانا” والبقيّة الباقية من سدنة وأكواز المؤتمر اللاوطني. هل هم جديرون بأن يحكموا بلا بشموخ ترهاقا؟ هل هم جديرون بأن يمتكلوا مفتاح بلد هو مفتاح العالم لأفريقيا؟ ه

ماذا دهى هؤلاء يتجادعوننا كورق الكشتينة. أحقّا يريد البشير أن يُلقي بِنا كالعظم المتآكل وبعد ثلاثين عاما من حكمه البغيض الجائر الآسن لأمنجيّ قاتل وسالب وناهب وطاغى؟ هذا الأخير تمكّن حتى حسب نفسه في نهاية المطاف عزرائيل السودان وملك الموت، الذي يأتي ليسلب الناس أرواحهم. ماذا حسب هؤلاء؟ أحسبوا أنّ السودان ملكا لآبائهم وأمهاتهم؟ أم هو حوش بانقا أُنزلوا به رسلا وأنبياء لينشروا فيه الغش والتقوى الزائفة ومن ثمّة يمكّنوا أهليهم وذويهم، ليعوسوا فيه فسادا؟

صلاح عبدالله قوش، يا جمال المناصب والمراتب: قوش في الحوش فريقا ومستشارا ورئيسا للمخابرات ووو. تصفه بعض الصحف العربيّة بالذكاء، ذلك ما يثير علامات التعجب!! كيف يعقل يا سادتي وهذا هو تخبط رجال الإنقاذ ومن بينهم “بشّة”،ذلك في التراجع المستمر في قرارات – هي أغلب الظن – استراتيجيّة كاتهام المدعو قوش بمحاولة انقلاب والتآمر على الدولة بعد أن كان يشغل منصب جهاز الأمن والمخابرات لمدّة لا تقل عن الخمس سنوات. والمثير للجدل فيما يخص شخصية هذا الرجل هو قرار الرئيس الغريب الذي اقتضى تعيينه في أول ركب مسيرة الإنقاذ البائسة مستشارا أمنيّا له، بعد أن آمنه بعفو رئاسيّ دون سابقة، وذلك في عام2013 . ومن خبث هذا القوش (القِرش) أنه أفَلَ وتوارى عن الأنظار بعد أفعاله الكثيرة المثيرة للجدل ليظهر نجمه في عام2018 كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات مصاحبا بعنف أعظم وعنجهيّة أفظع وقمع لم يشهد له البلد من مثيل. كل ذلك ليُؤمِّن موقفه أمام سيّده بِشَّة. يمكن أن نصف علاقة الرجلين بعضهما البعض (الكاتلين كتلة وعاملين عملة) كما يسردها المثل السوداني: لا بدورك لا بحمل براك. في الحقيقة تتسم هذه العلاقة بالكراهية والحب في آن واحد، ذلك يعكس أن الرجلين عملا عملة ودفناها سويّا مع الآخرين. فخروج أحدهما يعني الفضيحة للآخر، كما حدث قبل فترة مع ربيب المملكة السعوديّة.

لن يرضى الشعب السوداني بأمنجيّ أو أيّ عسكريّ كرئيس وسقوط هذه العصابة واجب وطنيّ فالشعب قال كلمته وقضي الأمر الذي فيه يستفتيان. عمنا قوش ساقط ولن يدخل الحوش!

تعليق واحد

  1. احسنت يا دكتور محمد. لا خير في بشة او قوش او ابو العفين او المتعافن كلهم سواء في السوء والوضاعة والإنحطاط. ولأنها هانت الزلابية حكم هؤلاء الاوغاد بلد بشموخ ترهاقا بل وتبجحوا بأنهم اتوا “ليس لتقديم القدوة ومكارم الاخلاق” بل “لإعادة صياغة الانسان السوداني”. هانت الزلابية يا دكتور عندما ادعى السفاح المعتوه بأنه “سيعيد للدين مجده”. هانت الزلابية عندما حكم اشباه الرجال وما هم برجال بلد اشتهرت امام شعوب العالم ببسالة ورجولة شعبها. هانت الزلابية لما اصبح الشعب السوداني المعروف عنه الصدق والأمانة تحكمه عصابة من الادعياء الكذبة واللصوص والقتلة والأفاكين. لكني اتقف معك. قضي الأمر وليس امامهم إلا السقوط في اوسخ مزابل التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..