مقالات سياسية

أين كان ابيي أحمد وأمريكا قبل الثورة ؟

ياسر عبدالكريم

السياسات الدولية في جوهرها سلسلة من المؤامرات , فكل دولة تتآمر على الدول الأخرى حتى تحقق مصالحها وهذه سياسات مشروعة في عالم السياسات الدولية فلماذا نحاسب غيرنا ولا نحاسب ساستنا على عمالتهم وإرتهانهم للمحاور؟ ولماذا لا نحاسبهم على قراراتهم الخاطئة وضيق أفقهم وإجرامهم قبل أن نحمل الآخرين المسؤولية عن خيباتنا .
كثير من الأمثلة والكوارث التي تسبب فيها الطغاة أمثال صدام حسين وعبد الناصر والقذافي والاسد والبشير ويتم تحميلها للمؤامرات الخارجية فعندما إرتكب البشير أكبر خطأ في التاريخ وفصل الجنوب مدعيا ان امريكا واسرائيل يحيكون له المؤامرات هل أمريكا او اسرائيل هي التي قالت له أفصل الجنوب. لازال كثيرون يعتبرون هذه الجرائم نتائج حتمية للمؤامرات الخارجية !!! .
لا أحد سأل لماذا يلجأ الطغاة الى كلمة مؤامرة ؟ نظرية المؤامرة مريحة جداً لأنها تجعلهم يهربون من الاحساس بالعجز والفشل ونصدقها نحن الشعب وبها نهرب ذهنيا من مسؤولياتنا في مقاومة الطغاة لكن الأسوأ فيها أنها تمنعنا من رؤية أخطائنا واصلاحها. وأيضاً مريحة عندما نتوقع من الآخرين ان يقوموا بالواجبات التي تقاعسنا نحن عن أدائها

نظام البشير كان يمارس قمعا غير مسبوق ضد معارضيه وقتل الألاف في دارفور ويلقي بعشرات الألوف إلى السجون ويعصف بحرية التعبير ويختفى كثيرون قسريا فلم يتحرك السودانيون ثلاث عقود ليعارضوا قمع البشير لكنهم – للغرابة – كانوا يشعرون بخيبة أمل عندما يزوره أو يستقبله الزعماء والرؤساء ويعقدون معه الصفقات المريحة لبلادهم. وكأنهم يتوقعون من الرؤساء أن يدافعوا عن حقوق السودانيين بدلا منهم. ولكن عندما ثار الشباب وخلعوا البشير جميع دول العالم بما فيهم الاتحاد الافريقي وابيي أحمد إحترموا الشعب السوداني وهؤلاء الزعماء أنفسهم كانوا يمدحون البشير ويتجاهلون قمعه لأنه كان يحقق مصالحهم لكن عندما أثبت السودانيون انهم شعب حي وعلى استعداد للموت من أجل الحرية لم يملك العالم الا احترامنا وقاموا بالتوسط في ما بيننا لتسليم السلطة للشعب ولم يساعدوا البشير صديقهم على الهرب أو لم يقطعوا علاقاتهم مع الشعب الذي انتفض على صديقهم البشير . فاذا كانت القضية قضيتك والمشكلة مشكلتك انت فلا تتوقع غيرك ان يتخذ مواقف لم تتخذها انت

كل رئيس دولة يعمل من أجل تحقيق مصالح مواطنيه وليس لتحقيق مصالحنا، أولا لأننا لانعنيه من قريب أو بعيد ثانيا ان حريتنا وكرامتنا لا تعنيهم في أي شيء بل ان بينهم كان يعتقد ان السودانيين يتعايشون مع الاستبداد لأنه يلائمهم ثقافيا أكثر من الديمقراطية . عندما ركنٓا وتقاعسنا عن الدفاع عن حقوقنا فلم نجد أحد يدافع بالنيابة عننا ..وعندما قررنا الدفاع عن حقوقنا انتزعنا احترام العالم ووجدنا من يدافع عنا

العيب في العملاء والجواسيس من يقومون بخدمت الدول الأخرى في تحقيق مصالحها على حساب مصالح مواطنيهم فالتخلص منهم ومحاسبتهم مهمتنا نحن واذا لم نقم بها فلا يجوز أن نتوقع من سوانا أن يؤديها.عندما ارتضينا بان صلاح قوش يكون مدير جهاز الامن في نظام لم نقاومه ولم نثور ضده لم تجد امريكا وغيرها حرجا في التعامل معه بل كانت تستقبله وتدعمه لكن عندما ثار الشعب وإقتلع نظام قوش لم يكن امام امريكا الا ان تمنعه من دخول اراضيها وتقف مع مطالب الثوار وسوف تبدأ أجراءت محاكمته ومصادرة ممتلكاته

السودانيون يستحقون حكاماً أمثال دكتور حمدوك يؤمنون بالحرية والعدالة ويعملون بصمت من غير ضجيج في الروادي لأنهم كانوا ولا زالوا على استعداد للتضحية من أجل الحرية

الكاتب
ياسر عبد الكريم

[email protected]

تعليق واحد

  1. That is what south sudan people used to tell you northerners. Your leaders are ruling the country on behalf of others countries. They care of others countries intrests more than intrests sudan. Particularly the Arab countries intrests. And when when south sudanese complaint or talk about it, they run to arab and tell them that southern sudanese hate arab

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..