مقالات وآراء سياسية

هل من مزيد ؟

هنادي الصديق

حالة السخط العام من آداء حكومة الفترة الانتقالية التي اصابت عدد غير قليل من السودانيين، بدأت في التلاشي نوعاً ما بعد ان تناقلت الوسائط أخبار إلقاء القبض على رموز النظام الساقط، وحظر نشاط بعض المنظمات التابعة له، وبعضاً من عمليات الإحلال والإبدال التي إنتظمت عدداً من الجامعات السودانية وبعض المؤسسات التابعة للدولة.


ولكن هل هذا وحده يكفي ؟ الإجابة بالتأكيد، لأ فهذا لا يكفي لأشباع نهم المواطن في رؤية تفكيك الحكومة المنحلة واقعاً معاشاً، ومحاكمة رموز فسادها محاكمات عادلة تعيد للمواطن بعضاً من كرامته التي أهدرها قوم نزع الله من قلوبهم الرحمة والإيمان.

المواطن لا يكفيه رؤية المخلوع عمر البشير في قفص الإتهام يُحاكم في قضية تافهة في بضع جنيهات لا تسوى كمية الحبر المدلوق على تغطيتها إعلامياً، ولا يسوى شيئا أمام ما قام به من فظائع قادته ليكون مطلوباً أمام العدالة الدولية، ولا ما قام به من فظائع تجاه شعب أراد الله ان يجعله والياً عليه ليذيقه أقسى أنواع العذاب من قتل وتشريد وإذلال وغيرها.

شخصياً وبصفتي مواطنة سودانية، لا يعجبني التباطؤ الذي يحدث الآن من حكومة حمدوك، وتأذيت نفسياً من عدم تفكيك النظام السابق منذ اليوم الاول للثورة إستناداً إلى الشرعية الثورية التي تتيح لي عمل كل ما يلزم عمله من تأميم وحظر وحلَ جميع المؤسسات التي يسيطر عليها النظام البائد، وإلقاء القبض على جميع وليس (بعض) رموزه التي يظل التار بينها وبين الشعب متقداً إلى يوم يبعثون.

ولكن ورغم ذلك، وإحتراماً لدماء سالت وشباب فقدوا، وأعضاء بترت وشرفاء تم إغتصابهم، وحتى لا نمنح فلول النظام فرصة للعودة مجدداً، نصمت قليلاً لننتظر قرارات الحكومة وقوى الحرية والتغيير المرتقبة بهذا الخصوص، ورغم عدم قناعتي بأن حلَ حزب المؤتمر الوطني مرتع الفساد الخصب ومصدر الشر لا يحتاج لقانون خاص، ورغم رؤيتي في بعض من تحركات مريبة لبعض الموالين لشركاء النظام غير المرغوب فيهم، إلا ان العمل بحذر واجب وضرورة ملحَة فرضتها هذه الشراكة الملغومة وهذه العلاقة الشائهة، فكل طرف يضمر بغضاً غير مرئي للآخر، وهذا في حد ذاته مؤشر سالب للمستقبل القريب.

لا زال المواطن ينتظر أن يخرج عليه وزير كل وزارة بتنوير صحفي نصف شهري على الأقل يوضح من خلاله ما قام به من خطوات لتفكيك دولة الفساد من كشف إقالات وإحالات للصالح العام، وكشف كافة المعلومات المخفية عن المواطنين لسنوات من عقودات وتسهيلات وقروض ربوية وكوميشنات، ومشاريع وهمية، وعقارات مخفية، وصادر ذهب لا تصب عائداته في البنك المركزي، ووارد لا يعلم مصيره إلا الله وهم ؟

الشعب السوداني يريد ان يسمع حقيقة ما حدث بدارفور وجبال النوبة والنيل الازرق، ويريد أيضاً ان يشاهد رقاب السفاحين ومن يقفون خلف تلكم المجازر معلقة على حبال المشنقة ليرتاح ضميرهم وتهدأ أنفاسهم اللاهثة للأخذ بثأر إخوتهم وأبنائهم وآبائهم، ابتداءً من مجزرة شهداء رمضان وحتى شهداء القيادة وما بعدها.

الشعب سيادة النائب العام يريد ان يسمع أخبار إلقاء القبض على سفهاء المال العام، ويريد ان يزغرد لإعادة الهاربين منهم عبر البوليس الدولي (الإنتربول)، محملين بما يملكون من ثروات حرموا منها الشعب وحللوها على أنفسهم وذويهم وما ملكت أيمانهم، واعملوا على الاستعانة بها على اعادة بناء الدولة المتهالكة.

أعيدوا الحقوق لأصحابها قبل ان يبحثوا عنها بعيداً عن القانون، وإستعينوا على قضاء حوائج الناس بتمليكهم الحقائق أولاً بأول حتى لا يشعروا بأن الحكومة التي طالبوا بها، لم تكن سوى مجرد ظل لحكومة المعزول وأعوانه.

 

هنادي الصديق

الجريدة

تعليق واحد

  1. حاربوهم في أرزاقهم كما حاربونا في أرزاقنا واضطرونا لركوب البحار والأمواج العاتية بالمتوسط والأطلسي واجتياز سيوف الرمال السافية بالصحراء الكبرى ميممين صوب الكُفرة وبنغازي التي تختطف وتذبح فيها السودانيات بسبب سياسة المحاور والاستقطاب التي انتهجها النظام الهالك. أذلوهم كما أذلوا المواطن السوداني وجعلوه أرخص سلعة في العالم… مرغوا انفوهم بالدعقاء كما مرغوا أنوف سودانيات دبي اللائي استغلهن تجار الشنطة التابعين للنظام البائد وتخلوا عنهن وتقطعت بهن السبل ثم تحولن إلى بائعات هوى نظير دريهمات يقمن بها أودهن ثم يرسلن الباقي لفراخ ذ,وات زغب تركنهن خلفهن يتضورون جوعاً. أذيقوهم مر العذاب كما أذاقونا. لا تأخذكم بلصوص الدين وعبدة الدنيا والدينار أي رحمة فلا يستقيم ظل هذه البلاد المعوج إلا في الغياب التام لهؤلاء القوم من سوحنا ومن خيالنا ومن أحلامنا ومن واقعنا…… لقد جاء اليوم الذي طلبنا فيه من الله أن يرينا فيهم يوماً…. لقد تطايرت العمائم واللحى وباقي جز الرؤوس والحلاقيم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..