مقالات سياسية

(تغبيش) علي عثمان على جرم الانفصال

أسامة ضي النعيم محمد

شرط حق تقرير المصير لم يكن الخدعة ، انفصال جنوب السودان لم يكن يحتاج الي خدعة ، عوامل دفع أهل جنوب السودان في زمان حكم (الاخوان) الي التصويت لصالح الانفصال كانت مبرمجة تلقائيا في أدبيات حركة الاخوان ، رفع درجة الوصول الي  الانفصال ،عوامل شخصية تتعلق بمحلية وتواضع خبرات علي عثمان في الارتفاع للتفاوض مع قامات عالمية مثل هيلدا جونسون وفريقها من المحترفين خلف الكواليس يديرون رحي تقسيم السودان ، يحسب علي عثمان المسار وحدة جاذبة ويعلنها في كل مناسبة.

اعتمد الجانب الاخر في مفاوضات نيفاشا علي غياب روح البناء وشعلة السلبية عند علي عثمان وربعه، ففي خلال الفترة التي منحت لتحقيق الوحدة الجاذبة كان التجاذب والشد بين حركة الاخوان والحركة الشعبية ، سجلت مضابط الاجتماعات خلال السنوات من 2005 الي 2011 كم هائل من التشاكس والتنافر بين الاخوان والحركة الشعبية عند بحث أصغر الموضوعات ، أدارة فترة تحقيق الوحدة الجاذبة اتسمت بروح العداء ومعسكر الجيشين المتقاتلين (الاخوان والحركة الشعبية) في مرحلة هدنة مفروضة بعدها يحمي (الكوع) وتعاود الحروب بين الطرفين اشتعالها.

الوحدة الجاذبة التي بشرنا بها علي عثمان ، لم تكن تعدد مشروعات بعينها يتطلب الوفاء بها من جانب الحكومة  ويمثل   تنفيذها في أرض جنوب السودان مهرا لجاذبية الوحدة ، ترك علي عثمان في اتفاق نيفاشا عبارة الوحدة الجاذبة بلا سوق تحملها ، زاد علي سوء الكيل فظاظة التعامل مع أعضاء الحركة الشعبية في الممارسة اليومية لتسيير دولاب الحكم خلال الفترة السابق  ذكرها والتي أعقبت الاتفاق. الوحدة الجاذبة كانت تحتاج الي جذب فريق الحركة الشعبية من التنفيذيين وبناء علاقات شخصية معهم حتي مع أسرهم ومكونات قبائلهم المباشرة في الجنوب . عاش الجميع التنافر الذي امتد طوال تلك الفترة بين باقان أموم ونافع وعلي عثمان وصراعات بين الور من جهة وآخرين من الاخوان.

الحجج التي أوردها علي عثمان طه بخصوص حق تقرير المصير في اتفاقية نيفاشا ، لا تعفيه هو شخصيا من تحمل جرم الانفصال الذي وقع ، حتي لو كان وضع ذلك الشرط كخدعة ، فكيف تفوت علي قانوني مهما تواضعت خبراته في ماراثون المفاوضات . علي عثمان انتزع ملف محادثات نيفاشا وخاض فيه بخبرات محليه متواضعة أقعدته عن مجاراة أهداف الحركة الشعبية ومن يقف خلفها .

يبقي دفع الحركة الاسلامية بكتائبها التي حاربت الاهل في جنوب السودان ، ثم بسوء ادارتها للحكم خلال الفترة الممنوحة لتحقيق الوحدة الجاذبة عبر مشروعات تنمية في جنوب السودان ينص عليها في اتفاقية نيفاشا ، ثم افتقار روح الاخاء والزمالة الجيدة بين مكونات الحكم من الاخوان والحركة الشعبية ، هي العوامل الاساسية التي دفعت لاختيار أهل الجنوب الانفصال عن السودان .

أحزاب الامة بمسمياتها المختلفة والحزب الاتحادي الديمقراطي وبقية أحزاب السودان والزعامات المتربعة لأكثر من نصف قرن علي المشهد الحزبي والسياسي في السودان ، صمتت جميعها عن رفع الصوت عاليا ضد ممارسات الاخوان ، كتائب القتال التي كانت ترسل الي جنوب السودان يسهل في ذلك الوقت ايقافها بفتوي شرعية تصدرها جهات  اسلامية معتدلة ، روح صلح الحديبية غابت عند علي عثمان وجماعته ولم يغلبوا المصلحة العامة لوجود السودان بحدوده من نمولي الي حلفا وبتروله الذي ينتفع منه المسلم وغيره من أخوة المواطنة .  هدف الحركة الاخوانية  هو التخلص من التجاذب مع باقان أموم ودينق الور وسيلفا كير ثم يصفو لهم الحكم في شمال السودان بفطير فكر ينحو لقسمة السلطة والثروة  بين الاخوان والحركة الشعبية فقط.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

تعليق واحد

  1. والله انفصال الجنوب دا براه كفيل باعدام فار الفحم و افراد عصابة الجبهة الظلامية و صلبهم في ميدان ابو جنزير بدون محاكمة و مماحكة و صعلكة محامين زي بتاعين الشعبي العواليق اشباه الرجال ،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..