مقالات سياسية

مصر ماقتلتكش ؟!

صباح محمد الحسن

أطياف
مازالت الحكومة الانتقالية تتركنا مع سبق الإصرار في دائرة الإذلال التي وضعنا فيها نظام المخلوع ، ومازالت القضايا الكبيرة التي تلامس كرامتنا وعزتنا ، في ثلاجات الحفظ ، عصية على الحسم وصغيرة في عيون القادة الكرام ، الذين كل ماتعاركت مصالحهم الخاصة مع مصلحة الوطن انتصرت مصالحهم في أنانية غريبة تتجلى للمواطن البسيط وتشعره بالحرقة والأسى ان كرامته ليست واحدة من أولويات الحكومة، فبعد ما استباحت الدول الأرض ، تجرأت في طريقة الاعتداء وتفننت في أسلوب الانتهاكات والتعدي على الأرواح البريئة.

ومقتل الطفل السوداني محمد حسن الذي يبلغ من العمر 12 عاماً في مصر لم يقف على كونه جريمة قتل يقدم الجاني فيها الى المحكمة لينال عقابه لكنها تجاوزت ذلك في تعامل السلطات مع السودانيين بطريقة مذلة، كان يجب لوزارة الخارجية المصرية الاعتذار عنها رسمياً عبر سفارتها او تستدعي حكومتنا السفير المصري بالسودان لتبلغه غضبها ورفضها التام لما حدث من تعدي على طفل سوداني وعن التصرفات غير المقبولة للسلطات المصرية التي جاءت لمكان الحدث وكأنها تفرق وكراً للإرهابيين في سيناء ، فكيف لقوة كاملة مدججة تأتي الى منزل الضحية بهذا العنف وتفرق المحتجين على الجريمة النكراء بالغاز المسيل للدموع فمن هو الجاني ؟

اما وزارة الخارجية كان صمتها افضل من بيانها ( الهزيل ) الذي جاء فيه ( نتابع عن كثب حادثة مقتل الطفل محمد حسن عبد الله محمد، إثر خلاف نشب بين والده ومواطن مصري وطالبت الخارجية مواطنيها المقيمين في مصر بـضبط النفس والسماح للسلطات المعنية باستكمال إجراءاتها في هذا الشأن كما أعربت عن أسفها حيال الأحداث المؤسفة التي تلت وقوع الجريمة من بعض السودانيين متعهدة باطلاع الرأي العام على متابعة سفارة الخرطوم بالقاهرة للأمر مع السلطات المصرية، حسب البيان ذاته).

وكأننا بعد مقتل الطفل محمد الذي غُدر بأكثر من (١٥ طعنة) ينقصنا الأسف، فالأمر أكبر من ان توصي الخارجية بضبط النفس وكان لها على الأقل ان يكون فاتحة بيانها بالشجب والإدانة لمقتل طفل والإعتداء على مواطنيها، وماقامت به السلطات المصرية من تعامل غير لائق معهم ، وهي التي تعلم إنهم ابرياء عُزل هجمت عليهم الذئاب البشرية المستوحشة في أزقة القاهرة لتغتال براءة الطفولة بدمٍ بارد، لنتوقع انه عندما يزور سوداني دولة مصر يقابله من يقول له ( مصر ماقتلتكش) ؟
الى متى نعيش نحن تحت وطأة هذا الهوان المستمر، الذي كل ماحلقت طائرة بقادتنا للقاهرة ، أجبرت الخرطوم بعدها على الصمت والقبول لكل مايستحق الرفض القاطع، في محاولة للانحناء عنوة رغم أنفها، الخرطوم التي مازالت تحتفظ بشموخها وعنفوانها وعزة شعبها وكرامته التي ترفض المساس بها ، فالدم السوداني وذرات رمال حلايب وشلاتين ، لن تكون (مقايضتكم ) الخاسرة ، أعيدوا لشعبنا ماسلبته مصر وماتحاول سلبه في ايام قادمات ، او اسمحوا ان يكون الأسف على وجودكم ممكناً .

طيف أخير :
نحنُ من نفرِ عمروا الأرض حيث ما قطنوا يذكرُ المجد كلما ذُكروا وهو يعتز حين يقترن
الجريدة

‫4 تعليقات

  1. والله الواحد يا صباح يا بتي ما عارف يقول شنو ، او يسوي شنو ،، متى نخرج من دائرة السيطرة المصرية ،، ومتى ننعتق و نصحو من هذا الكابوس ،، و متى نغير اتجاه باب السودان ليفتح في زقاق بعيداً عن حيطة مصر ،، والله تعبنا والله تعبنا اشد التعب و شاعرين بالهوان ،،

  2. ١-
    عندما وقعت عمليات اغتيال سودانيين علي الحدود السودانية – الاثيوبية من قبل عصابات “الشفتة” المدعومة من القوات الاثيوبية…سكتت كل الاقلام السودانية!!
    ٢-
    مئات السودانيين اغتيلوا في ليبيا علي يد المليشات التابعة للمنظمات الاسلامية وعصابات تجارة البشر، ولم نقرأ باي ادانات او ترحم علي ارواحهم!!
    ٣-
    في ظل الفوضي التي ضربت دولة السودان الجنوبي، ماتوا مئات السودانيين واغلبهم من تجار الشمال!!.. ولم نسمع باي قراء نددوا بالاغتيالات!!
    ٤-
    في السعودية ودول الخليج وقعت احداث اجرامية دامية كثيرة طالت ارواح سودانيين، واهتمت سلطات هذه الدول بما وقع للضحايا، واعتقلت الجناة وصدرت احكام ضدهم، ولكن لا احد في السودان تجرأ وهاجم هذه الدول!!
    ٥-
    لا توجد احصائية دقيقة عن عدد السودانيين الذين راحوا ضحية العنف في امريكا، ولكن بعد كل بعد
    وقوع احداث قتل لم نقرأ وقتها بهجوم سوداني علي حكومة واشنطن!!
    ٦-
    وقعت احداث عنصرية جسيمة في الهند راحوا ضحيتها عشرات السودانيين اغلبهم كانوا طلاب في الجامعات، ولم نقرأ او سمعنا بهجوم اعلامي سوداني علي السلطات الهندية!!
    ٧-
    ولكن عندما يغتال سوداني في مصر تقوم قيامة الدنيا في السودان!!

  3. تسالي الي متي نعيش تحت هذا الهوان المستمر الإجابة عندك لو كلمتي أبيات القصيدة في نهاية مقالك :
    نحن من نَفَر عمروا الارض حيث ما قطنوا
    و يستمر الشاعر ليقول
    دوحة العرب اصلها كرم و الي العرب تنسب الفطن
    فالشاعر يوضح لكي تماما لماذا نعيش هذا الهوان ببساطة لأننا نتمسح بهذه العروبة و ننظر لمصر كرابط لنا بهذه العروبة المختلقة فلا نرد لها قول او فعل و دوما نطاطا لها الرؤوس منذ الاستقلال حتي لا تخرجنا من خيمة العرب كما أدخلتنا من قبل وتحرج قادتنا و زعماءنا عرفتي السبب و مهما أنكرنا فهذا هو السبب دائماً عينا مكسورة سواء اما مصر او السعودية و حتي الإمارات الدويلة فنحنا ماعندنا تاريخ و لا كان في ممالك في السودان و لا كوش ولا علوة ولا سونغاي و لا عندنا قادة لا تهراقا و لا بعانخي و لا كنداكات كل الكرم و الفطن والحاجات دي جاتنا لاحقا شفتي كيف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..