مقالات سياسية

يا البرهان: عجل بهيكلة المؤسسات العسكرية قبل المظاهرات المليونية يوم ٣/ يونيو القادم

بكري الصائغ

مقدمة:
لم يعد يخفي علي احد، ان الانفلات السائد منذ زمن بعيد وسط ضباط وجنود القوات المسلحة، والفوضي العارمة التي اشتهرت بها قوات “الدعم السريع”، وعدم وجود ضبط وربط عسكري حازم في المؤسسات العسكرية تعود اسبابها الي النظام البالي المتخلف الذي تسيرعليها الان كل هذه المؤسسات العسكرية بلا استثناء، لذلك لم يكن من الغريب ازاء مطالبات شعبية عديدة، ان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، اعلن في يوم السبت ٧/ مارس عام ٢٠٢٠- اي قبل (١٤) شهر مضت – عن مشروع لإعادة هيكلة قوات الجيش وقوات “الدعم السريع” يراعي متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، في خطوة تهدف إلى تحييد المؤسسة العسكرية وشبه العسكرية عن التسييس وقطع الطريق على محاولات انقلابية قد يلجأ إليها الإسلاميون الذين خسروا نفوذهم بفعل الثورة الشعبية ، وشدد البرهان في كلمة القاها أثناء حفل تخريج الدفعة الثامنة من قوات “الدعم السريع”، في الخرطوم على أن بلاده “على مشارف مرحلة جديدة بحاجة إلى وجود قوات محترفة ومتخصصة تؤدي مهامها بالطريقة التي تخدم مصالح الوطن”.

١- مرت الشهور الطوال منذ ان صرح البرهان لاول مرة عن رغبته واعضاء الجناح العسكري في مجلس السيادة في تغيير حال القوات المسلحة المهترئة، ولكنهم جميع الاعضاء في مجلس السيادة، والوزراء في الحكومة لزموا الصمت وتعمدوا عن قصد تجاهل قضية هيكلة المؤسسات العسكرية، وتركوها علي حالها القديم الذي مازال ساريآ حتي اليوم، ما ترتب عليها وقوع اكثر من (٤٠) مذبحة طالت ارواح اكثر من (٣٦) الف قتيل، كان اخرها في يوم ٢٩/ رمضان الماضي، وسقوط قتلي وجرحي من جراء اطلاق رصاص تم بلا توجيهات للجنود، وهو شيء غير غريب وتحدث دومآ من قبل ضباط وجنود هذه المؤسسات العسكرية!!

٢- يبقى السؤال مطروح بقوة في وجه البرهان:
(أ)- هل حقآ تنوي ابقاء المؤسسات العسكرية علي هذا الحال المزري الي ما بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وتسليمها للحكومة القادمة بدون هيكلة جديدة تعيد للمؤسسات احترامها وهيبتها؟!!
(ب) الى متى سيظل مجلس السيادة والحكومة والجنرالات الكبار في القوات المسلحة، و”الدعم السريع”، وفي جهاز الشرطة والامن، يخدعون الشعب بتحقيق مرتقب يشمل هيكلة المؤسسات العسكرية؟!!
(ج)- الى متى يا برهان سيستمر كل هذا الخداع، والتلاعب بالالفاظ الرنانة، واغراق الصحف والاجهزة الاعلامية بالتصريحات الفشنك وبالوعود الزائفة؟!!

٣- كل المجازر الدامية التي وقعت بعد يوم الخميس ١١/ ابريل عام ٢٠١٩، ما كان لها ان تقع لو ان المجلس العسكري الانتقالي السابق قد قام علي الفور بعد ان تولي زمام امور البلاد علي اعادة تنظيم وهيكلة المؤسسات العسكرية، ولكن هذا المجلس ابقي علي الهيكل الحالي فوقعت مجزرة “القيادة العامة” في يوم ٣/ يونيو – اي بعد (٥٢) يوم من تسلم البرهان السلطة، ووقعت بعدها عشرات المجازر برعاية المؤسسات العسكرية التي تحكم البلاد اليوم!!

٤- بعد (١٩) يوم من الان – وتحديدآ في يوم الخميس ٣/ يونيو القادم – ستكون هناك عشرات المظاهرات المليونية في كثير من مدن البلاد في الذكري السنوية علي المجزرة، يومها:
(أ)- لن تنفع التصريحات والوعود، والتاكيد المكررعلي هيكلة المؤسسات العسكرية الفاشلة…
(ب)- مظاهرات تطالب باقتلاع جذور هذه المؤسسات الدموية…
(ج)- واقتلاع الجناح العسكري في مجلس السيادة الذي يحمي “جيش عمر البشير”…
(د)- الغاء قوات “الدعم السريع” الذي اغرق البلاد في بحور من الدماء…
(هـ)- ابعاد الضباط والجنود الاجانب الذين دخلوا القوات المسلحة من بوابة “الدعم السريع”…
(و)- ابعاد الضباط والجنود، الذين اشتروا الرتب العسكرية بعد دخولهم الخرطوم ضمن التنظيمات المسلحة…
(ز)- في يوم الخميس ٣/ يونيو القادم، الشعب يريد ان يعرف : من هم الذين قاموا بارتكاب مجزرة “القيادة العامة”؟!!

٥- يا البرهان، لقد بلغ السيل الزبى، وطفح الكيل، والناس قد كفروا بالنظام العسكري الذي تحكم به البلاد…فعجل بهيكلة المؤسسات العسكرية الحالية التي قامت بخمسة محاولات عسكرية فاشلة خلال فترة حكمك!!

٦- مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)- قرار خطير من البرهان بشأن إعادة هيكلة الجيش السوداني وعزل رموز نظام البشير

(ب)-البرهان يعلن عن خطة لإعادة هيكلة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع…

(ج)- السودان .. مشروع لإعادة هيكلة الجيش وقوات الدعم السريع…

بكري الصائغ
[email protected]

تعليق واحد

  1. بتنفخ في قربة مقدوده هو زاتو كوز وعميل متوقع يشيل ليك الكيزان ده مستحيل يجي منو الكلام ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..