مقالات سياسية

(أنا سوداني) مشوار جميل..!

* لا عجب أن تكون ثمة قصيدة واحدة تساوي ديواناً شعرياً في حب الوطن.. كما هو الحال في الأنشودة الخالدة (أنا سوداني) للشاعر محمد عثمان عبدالرحيم الذي ودعناه بالأمس (1914 ــ 2014م).. ومن كرم الله عليه أن بسط له في العمر ومودة الخلق.. كان حاضر الذاكرة حتى وهو يغالب سنوات الشيخوخة.. يتفاعل مع كل طارق لبابه وكل صاحب فضل.. ولا يحفظ الفضل إلاّ أربابه.. فقد حوى ديوانه (وقفات على مدارج الاستقلال) الذي أهدانيه؛ حوى قصائد كتبها في شخصيات عديدة جمعتهم بالشاعر الأيام والمناسبات.. وله من المراثي الكثير عاكسة قلب الشاعر المرهف النديان بالخير..!
* ورغم أن له قصائد رقيقة ورقراقة مثل أغنية (الندامى) التي غناها الخير عثمان؛ إلاّ أن اللحن الخالد (أنا سوداني) هو الذي سما دون سواه لهذا الشاعر؛ فقد أضحى ترنيمة راكزة تتجاوز المناسبات الوطنية المؤقتة والشعارات اللحظية ليكون ــ اللحن ــ علامة مضيئة في سفر القيم الراسخة؛ وهي (أصل الشاعر)..!
أيها الناس نحن من نفرٍ
عمّروا الأرض حيثما قطنوا
يُذكر المجد كلما ذكروا
وهو يعتز حين يقترنُ
حكّموا العدل في الورى زمناً؛
أترى هل يعود ذا الزمنُ
ردد الدهرُ حسن سيرتهم
ما بها حطّة ولا درنُ
نزحوا لا ليظلموا أحداً؛
لا؛ ولا لاضطهاد من أمنوا
* لقد رحل شاعر (أنا سوداني) بعد رحلة مترعة بحب الأرض والناس؛ وكل جميل وخلاب يرفع في الإنسان معاني الحياة (والوطنية) بعمق وجاذبية وطهر:
أنا في محرابك الطاهر استوحي الرشاقة
منطقي في الحب من أبرع آيات اللباقة
ولروحي يا حبيبي وثبة الروح المشاقة
كالذي يقطف من مختلف الأزهار باقة
* محمد عثمان عبدالرحيم.. سيعيش أطول ــ في غيابه ــ بإرث سامي نفاخر به عبر قصيدة (أنا سوداني) التي تسير بها الركبان جيلاً بعد جيل.. ولكم سعدت بلقاء نادر معه بصحبة حفيدته الشاعرة (نوسة).. اللهم أسعده في الجنة.
ـــــــــــــــ
الأخبار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ذكر المرحوم الصحفي حسن ساني في مقال له بصباح الحير البروتوكول الشعبي الذي لابد ان ان يقام لاي صديق مغادر في حفلة الوداع الذي لايحرج ابدا عن التغني باغنية (الندامي) و (كان بدري عليك) منوها ان المصريين اطربهم البيت :
    سل اناسا درسوا في معهد الحبٍ الغراما
    ان تطرب الذين امتلأت جوانحهم طربا من عهد عاد ليس بالامر اليسير . رحم الله محمد عثمان عبدالرجيم وارفغ احر التعازي التعازي لجميع اهل رفاعة المدينة التي رمت اول سهم في تعليم البنات وانجبت الخيار واعطت فما اسنبقت شيئا والي اسىته الصغيرة والكبيرة نسأل الصبر والسلوان

  2. اللهم ارحمه واغفر له ، فقد كانت قصيدة في حجم دواوين من الشعر ، اجاد فيها وصف انسان السودان وعظمته وشموخه وتاريخه واصله وفصله .
    ورحم الله الفنان العطبراوي الذي اتاح للشعب السوداني ان تكون له اغنية خالده بلحن معبر ومميز تعبر فعلا عن انسان هذا الوطن الشامخ برجاله ونساءه.
    له الرحمة والمغفره وادخله الله الجنة

  3. اللهم ارحمه واغفر له ، فقد كانت قصيدة في حجم دواوين من الشعر ، اجاد فيها وصف انسان السودان وعظمته وشموخه وتاريخه واصله وفصله .
    ورحم الله الفنان العطبراوي الذي اتاح للشعب السوداني ان تكون له اغنية خالده بلحن معبر ومميز تعبر فعلا عن انسان هذا الوطن الشامخ برجاله ونساءه.
    له الرحمة والمغفره وادخله الله الجنة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..