محمد حاتم ..والحلم بصعود سقف الولاية ..!

الإنسان السوداني قاريء للأحداث ويملك زمام التوقعات ولا يخشى المجاهرة برأيه في مجالس العزاء و صيوانات الأفراح أو حتى في حافلات النقل العام ..بل أن المفارقات المضحكة في عالم السياسيين لاسيما في عهد الإنقاذ الذي تطاول به البقاء قد خلق في مجتمعنا روح الطرفة الذكية التي قد تغني عن مقال بحاله أو قصة كاملة كما قال الشاعرفضل الله محمد في أغنية الجريدة التي صدح بها الفنان محمد الأمين .
فعلى خلفية الجدل حول إرجاع ساعة الزمن الى عهدها ماقبل حكاية البكور إياها .. ملأت الأسافير الكثير من النكات والرسومات التي التقطت الخيط بظرافة تخللتها رسائل قوية لخصت مايريده هذا الشعب من هذا النظام والذي ينحصر في الرحيل والمحاسبة ..تقول إحدى تلك الطرائف ..ان أحد اصحاب المزاج العالي حينما سمع أن الحكومة قد قررت أن ترجع الساعة .. تساءل في دهاء ومكر ..وماذا عن بقية المسروقات !
بينما يقول أحد الظرفاء ان الشعب السوداني إنتظر طويلا لتعيد له الإنقاذ زمانه الذي ضاع معها ..ولكنهاعوضاً عن ذلك قررت أن تعيد لذاتها كل زمانها لتبدأ معه من جديد وهو استشراف كناية على أن أهل الإنقاذ بدأوا يعدون العدة لحكم السودان سنوات أخرى بعد إنتخابات 2020 !
ولعل ما كان يطلقه السودانيون على أي من المكلفين في درجة المعتمد أوماشابه ذلك من المناصب الدستورية حينما يكون فارداً جناحه ومعلياً صوته في الخطابة ..أنه..
( مركب ماكينة والي )
وذلك ما نلاحظه هذه الأيام في إنتفاخة السيد محمد حاتم سليمان وهو يدير ولاية الخرطوم بصفته نائبا لواليها الذي يبدو أنه في إجازة من رهق الفشل الذريع الذي لازمه منذ توليه المهمة المستحيلة في كرش السودان الكبيرة !
محمدحاتم كما هوواضح خرج من أزمة محاكمته الأخيرة منتشياً ببراءته يملؤه شعور الحاج القادم كالثوب الأبيض بعد أن تطهر من كل ذنوبه ..!
كما أن موجة الصراع التي دارت في أروقة الحزب في الولاية وقد إنتهت الى صالح الفريق الذي ينتمي اليه حاتم وتقوده السيدة مها الشيخ هوما دفع به الى منصب نائب الوالي مما أثار حفيظة الكثيرين سواء في المركزأوفي ذات الفرع ..ولعل تصريح زميله السيد عبد السخي عباس و الذي يبدو من إنتقاده لزميله أنه أحد الخاسرين في ذلك الصراع وقد سخر من مقولة محمد حاتم التى حدد خلالها خطة المائة يوم المزعومة للخلاص من النفايات و الحفر والعطش في كل أرجاء الولاية المترامية الأطراف ..تؤكد وفي ظل الأنباء التي رشحت عن نية الحزب إزاحة عدد من الولاة الذين وسمهم بالقصور والفشل ..أن الكثيرين من خصوم حاتم متخوفون من أن الفتى المعبأ بروح المجاهد لن يتوقف طموحه الفضفاض المدعوم بسواعد نافذة وغروره الحالم على فراش الدلال..فقط عند نيابة الوالي وإنما يرمي عبر ذلك الثقل الذي يتوهمه في نفسه الى بلوغ سقف الولاية العالي صعودا على سلالم ذلك الصراع الذي سيغلب مصالح الفريق المنتصر على بقية الناقمين والذين يعلمون بعيوب بعضهم و لكنهم لا ينشروها إلا في ساعة الغبن الذاتي وهو عندهم أعلى درجة عن المصلحة العامة التي تحتم في الظروف السوية وضع الرجل المناسب صاحب البرنامج المدروس في الموقع المناسب والوقت الأكثر مناسبة للتطبيق .. غير أن ديدن الإنقاذ كان دائما هو تدوير نفايات الفشل عديمة الفائدة في ماكينات الطحن الصدئة ..فتأتي بمن خاب عمله في موقع حساس الى مرفق أكثر حساسية ليقوم بتجريب أوحتى تعلم الحلاقة من جديد في راس هذا الشعب الذي ظنوه يتيما بلا عائل ..وهم لا يعلمون أنه مكفول بوعي دفين !

[email][email protected][/email]