مقالات سياسية

المتدكترون .. والمتكردلون .. والمتولولون !!

* تراودنى فى كثير من الاحيان شكوك كثيفة بأننا مصابون بمركب نقص خطير يزداد حدة من يوم لآخر، وذلك من كثرة ما لدينا من بروفيسيرات ودكاترة مزيفين، لا يحمل بعضهم حتى شهادة (خلوة) أو مقابلها الحضرى (روضة) .. يعنى لا دخلوا خلوة، لا شافوا روضة، وليس هذا عيبا، ولكنهم لا يعترفون بذلك، بل يتوهمون انهم دكاترة وبروفيسيرات. ولحسن الحظ، أو سوئه فإن أفراد هذه الفئة هم الأقل خطورة بين حاملى الدرجات الوهمية، فهم لا يبتغون منها شيئا سوى التملص من مركب النقص الذى يتلبسهم، والوقوع فى احضان الوهم اللذيذ بأنهم دكاترة وبروفيسيرات (وكده)ـ مجرد وجاهة فالصو ــ حيث أنهم يعلمون ان الناس يعلمون أنهم لا بروفيسيرات ولا دكاترة ولا حاجة. من أمثلة هذه الفئة صائدو المناسبات الذين يتربصون بالافراح والاتراح لتشغيل ريكوردراتهم التى لا تكل ولا تمل وتفتى فى كل شئ، بينما الناس ينادونهم يا بروفيسور فلان ويا دكتور علان، وهم فى قمة الانشراح والانفتاح !!

* أما أخطرهم فهم الذين يتقمصون بالفعل شخصية الدكتور والبروفيسور، ويخدعون غيرهم بأنهم كذلك، وينتشرون فى المجتمع وأجهزة الدولة وأجهزة الاعلام والمواقع الرفيعة لنشر سمومهم كعلماء واساتذة ومتخصصين يطلقون الاستشارات والفتاوى والنصائح العلمية ويشاركون فى المؤتمرات ويسافرون لتمثيل البلاد بالخارج أو فى الحقيقة للتمثيل بها وفضحها (اكثر مما هى مفضوحة)، مثلما فعل أحد المتبرفسين عندما قدم ورقة فى فى مؤتمر علمى بالخارج سرقها من مجلة علمية وهو لا يعلم أن صاحبها الحقيقى موجود بين الحضور، وكانت فضيحة بجلاجل (جلاجل بس؟ بى فرقة جاز المدرعات كلها أيام كانت المدرعات مدرعات).

* وبين أولئك وهؤلاء، من دكترتهم أوبرفستهم الصحف وأجهزة الاعلام بغرض النفاق والإرتزاق، وتنتشر هذه الفئة بشكل كبير بين المستجدين من أهل المال والرياضة، وبعضهم من أهل الفن، والأمثلة واضحة لا تحتاج الى توضيح، خاصة الذين لم يكتف المنافقون بدكترتهم أو برفستهم فقط، بل وقبطنتهم (من قبطان) وربونتهم (من ربان) وكردلتهم (من كاردينال) وولولتهم (من والى) وأرببتهم (من أرباب)، فصار من الطبيعى أن تقرأ كل يوم فى الصحف الدكتور الكاردينال فعل والدكتور الوالى ترك وكأن اللقب الأكاديمى المستعار وحده لا يكفى للحصول على رضاء (الممدوح المنفوخ) ولا بد من دعمه بشوية ولولة أو حبة كردلة، والما عاجبو يشرب من موية الحنفية !!

* ثمان سنوات كاملة عشتها فى كندا لم أقرأ أو اسمع كلمة (يا دكتور) أو (يا بروفيسور) الا إذا استدعت الضرورة ذكر اللقب الأكاديمى أو المهنى لشخص ما، وحتى فى داخل الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والبحثية التى تضم بين جنباتها حاملى اعلى الدرجات الأكاديمية والحاصلين على أرفع الجوائز العالمية فى مختلف مجالات العلوم، فمن النادر جدا ان ينادى الناس البروفيسور أو الدكتور بلقبه الأكاديمى، بل باسمه الاول فقط، أما إذا استدعت الضرورة القصوى المناداة بغير ذلك، فبالاسم الأخير (اسم العائلة) مسبوقا بلقب (مستر) اذا كان رجلا أو (ميز) إذا كانت إمرأة متزوجة او غير متزوجة، وهو اللقب الذى حل محل اللقب القديم (ميسسز) للسيدة أو (ميس) للآنسة!!

* المكان الوحيد الذى تسمع فيه كلمة (دكتور) هو المستشفى، وحتى الطبيب خارج المستشفى أو فى غير ساعات العمل فهو مثل غيره، يناديه الناس بالاسم الاول أو اسم العائلة مسبوقا بلقب مستر او ميز (حسب الجنس).

* أما فى السودان، أو بلاش ياخى .. يعنى هى فضلت على الدكاترة والبروفيسيرات المزيفين، ما البلد كلها زيف فى تزييف!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكلام دا قلناهو من بدرى لكن لا حياة لمن تنادى . عرفت كثيرا منهم فى ورش العمل و المؤتمرات التى احضرها . و الله يخجلو! لكن امين عام سابق للمجلس الأعلى للبيئة( يقول انه بروفيسور) دا حالة فريدة خالص خالص و هو فضيحة فى داخل الوطن و خارجةوسط زملائة و الخبراء الأجانب لا يعرف طظ من السلام عليكم فيما اوكل الية من عمل . لا يعرف شيئا” غير أن يقول : انا ماشى للوزير ….. الوزير رسل قال عايزنى ….. أنا يروفيسور …. انا … انا الخ الخ الخ. عندما كشف أمرة و زاع سرة و فاحت رائحتة طردة الوزير شر طردة ( شر طردة دى كان فصلتها ليكم ستصابون بالزهول ) فاصبح هائما” على وجهة لا يعرف اين يستقر بعدما كشفت تماما” قدراتة المتواضعة و شخصيتة المشوهة و عدم حرصة على تقدم البلاد و رفاهية العباد. الحمد للة …. بلا و انجلى و حمد للة الف على السلامة . اللهم لا تغضب علينا و تولى امرنا للبروفيسورات و الدكاترة من هذا النوع .
    احى و اقدر و احترم اساتذتنا الأجلاء من البروفيسورات و الدكاترة و الدكتورات الأحياء منهم و الأموات المالين رؤسهم بالعلم و المعرفة و تزينهم الحكمة و الوقار و روح القيادة لخدمة البلاد و العباد ايمانا” برسالتهم الساميةو خشية” حقيقية” من اللة رب العالمين . (أنما يخشى اللة من عبادة العلماء ) صدق اللة العظيم . اما ناس قيعتى راحت ديل … فنحن وراءهم حيث ما كانوا _ فى مدنى فى شمبات فى سوبا فى السماء الأحمر _ و هم فى الآخرة من الخاسرين .

  2. فلقتونا بى كندا و امريكا و لندن اكتب مقالك دون ان تقارن بالذى هو اعلى بالذى هو ادنى و لا جديد فى المقال كلنا مغبونين

  3. الدكاترة والبروفيسورات المزيفون لا يستحقون الكتابة عنهم ولكني أريد السؤال عن مساهمات الدكاترة والبروفيسورت الذين نعتقد أنهم حقيقيون ممن درسوا في بريطانيا وأمريكا ؟؟ ما هي مساهماتهم العلمية وماذا قدموا للمجتمع السوداني والعالم ؟؟ صحيح أن بعضهم ساهم في تدريس أبنائنا طلاب الجامعات ولكن هذا لا يكفي .. حيث أن المطلوب منهم تقديم دراسات وأبحاث كل في مجاله والسودان يحتاج للكثير في هذا المجال ..

  4. تلك اللقاب تطربهم وهي مخصص للعرب عامة والزنوعرب السودانين خاصة انها تكمل نقصهم مواليد العشش والكنابي والفرقان حاليا زمان اللقب يتشرف ب حاملة حاليا يستحي من حاملة

  5. ثمة نكتة متداولة بين الظرفاء
    يقال أن أحد الناس أراد أن
    ينادي أحد أصحابه و كان
    جالس وسط مجموعة في محفل
    ما و كان صاحبه فعلاً يمتلك
    شهادة دكتوراه
    فرفع صوته قائلاً يا دكتور
    لدهشته كل الخصور إلتفت
    إليه !!!؟؟….

  6. الموضوع جميل جدا

    لكن تقريبا إتكتب في الراكوبة من قبل حوالي 5 سنوات حتى من الأمثلة اللي أشار ليها الكاتب كونداليزا رايس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..