مقالات سياسية

من باع؟ ومن قبض الثمن؟

انتشرت في “الأسافير” أخبار وتعليقات حول إعلان عن بيع طائرة “إيرباص” تملكها الخطوط الجوية السودانية “سودانير”.

الإعلان ظهر في موقع على شبكة الإنترنت متخصص في عروض البيع.. وموضح فيه أن الطائرة معطلة وجاثمة منذ سنوات في مطار الخرطوم؛ لحاجتها إلى صيانة وقطع غيار.

التعليقات الغاضبة- كلها- انصبت حول كلمة (بيع)!.. دون أن تنتبه إلى الكارثة الحقيقية.. فالبيع ليس مشكلة، بل- ربما- هو حل ما دام أن “سودانير” غير قادرة على إصلاحها، والاستفادة منها فتبيعها (خردة)- حسب ما قال أمس المهندس مكاوي محمد عوض وزير النقل والطرق والجسور.. فكلنا نبيع سيارتنا القديمة بهدف الحصول على فرصة سيارة أفضل.. لكن!.

قبل عدة سنوات كتبت تحقيقاً استقصائياً نشرته الزميلة الغراء صحيفة “اليوم التالي” كتبت في مقدمته ما يلي:

(إعلان عادي صغير أثار انتباهي، نشرته صحيفة (إماراتية) قبل نحو الأسبوعين.. محكمة إماراتية تطلب من الخطوط الجوية السودانية (مجهولة العنوان!) المثول أمام منصة المحكمة في الزمان والمكان المحددين.. مختصر نصه كالتالي:

“محكمة دبي الابتدائية.. إلى المدعى عليه: الخطوط الجوية السودانية.. مجهول محل الإقامة”.

تعرضت في ذلك التحقيق- من عشر حلقات- بالتفصيل إلى هذه الطائرة المهملة في مطار الخرطوم.. وشرحت إلى أي مدى وصل الحال بعد (بيع!) سودانير- نفسها.. وعبثت الأيدي بأصولها، وهي حية ترزق.. حيث كانت ماكينات الطائرات تخرج ولا تعود (قد تبلغ قيمة الماكينة أكثر من عشرة ملايين دولار).. ووصل الحال والاستهتار بسرقة الفرش الداخلي المقاوم للحريق من طائرة “سودانير”، وتركيبه في طائرة أخرى تتبع إلى شركة أخرى منافسة لـ “سودانير”.. وعلى عينك يا تاجر.

حتى بعد استعادة “سودانير” جرت محاولات لبيع بعض أصولها العقارية المهمة.

وطبعاً.. بما إن شركة “عارف” الكويتية امتلكت “سودانير” من حر مالها بالكامل.. فلم يكن لأحد أن يبكي على ما باعته “عارف” بما في ذلك (حكاية!) خط “هيثرو”؛ لأنها أصبحت من ممتلكات شركة “عارف”، ولها الحق- شرعاً وقانوناً- أن تبيع أو تهدي ما تملك.. بما في ذلك “خط هيثرو”.. الذي وجدت الحكومة فرصة سانحة أن تعلقه في الهواء مثل لعبة الأطفال التي يسمونها (كمبلت)؛ حيث تعلق كرة في عمود رأسي، ويتبادل الأطفال ضربها.. فكلما شعر الشعب بالملل من رتابة الأوضاع.. أخرجت له الحكومة تصريحاً عن (قضية خط هيثرو)؛ ليتسلى به قليلاً فينسى الواقع.. حتى لا يتطاول البعض، ويطالب بالتحقيق في (بيع) “سودانير”، وليس أصولها (خط هيثرو، وطائرة الإيرباص المشلحة في مطار الخرطوم).

الجريمة الحقيقية هي في التلاعب و(بيع) “سودانير” خلال عقدين من الزمان تتأرجح مثل الشجرة اليابسة.. بلا وجيع أو رقيب أو حسيب.

بالله عليكم هل نترك كل هذه الجريمة.. ونمسك في قشة “هيثرو” وما تبقى من “خردة” طائرة إيرباص؟.

من باع “سودانير”، ومن قبض ثمنها؟.

ليت الأخ مزمل أبو القاسم يعيد نشر ذلك التحقيق وعنوانه (جثة مجهولة الهوية)- الآن.

التيار

تعليق واحد

  1. لا غرابة فنحن شعب يستعمرنا أجانب ببشرة سودانية صرف عليهم الشعب السوداني ثم حملوا جنسيات اجنبية وتجمعوا في تنظيم ( أخواني) فعوض الجاز يحمل الجنسية البريطانية كما عبد الرحيم حمدي وابراهيم احمد عمر وجمال الوالي وعبد الحليم المتعافي ومن حملة الجنسية الامريكية مهدي ابراهيم ومصطفي شحادين والخطيب ( مهندس نيفاشا) وصابر محمد الحسن وصلاح قوش ونافع ومحمد بشارة دوسة وطبعا غازي صلاح الدين بجنسيته البريطانية يمثل احيانا دور الناصح وقطبي المهدي حظه في الجنسية الكندية وياسر يوسف اثيوبي الجنسية وابراهيم محمود يقنع بالجنسية الارترية ولعلمكم قبل الانقاذ كان من شروط تولي الوظائف العامة هو ان يكون المتقدم سوداني الجنسية وفي عهد الانقاذ صار التمكين للافساد في الارض هو صاحب القدح المعلي — نحن دولة يحكمها مستعمر متعدد الجنسيات ولا سبيل الا بالعصيان المدني للفكاك من هذا السارق بليل

  2. ياأستاذ مين القاليك شركة عارف شركة كويتية ؟؟؟ هي شركة كويتية الجنسية ولكنها سودانية المؤسسين وتم تأسيسها وشراء سودانير فقط لغرض بيع خط هيثرو

  3. قل خيرا أو أصمت
    كلامك خطير يا أستاذ ومين قال لك أنه لكي نتحدث عن جريمة بيع سودانير لعارف الكويتي علينا أن نسقط التوافه أمثال خط هيثرو والطائرة السليمة (وليست المشلحة) بمبلغ بخس
    أخشى أن تتهم بأنك تحاول طمس الحقائق وتخذيل الناس
    سقفنا عالي يا أستاذ ولا يقتصر على سودانير وهيثرو والطائرة غير المشلحة
    قل خيرا أو أصمت

  4. سودانير باعتها عصابة المؤتمر الوطني الجاثمة على صدر الشعب السوداني و قائمة المجرمين – ليس المتهمين – تبدأ من رئيس الحكومة الانقلابية و مجلس وزرائه و المسئولين عن سودانير … و تشليح سودانير جررائم مركبة و ليست جريمة واحدة .. حتى شركة الفيحاء التي دخلت كشريك ” وطني” كانت خدعة قام بها نافذون في السلطة سجلوا الشركة باسمائهم على انها شركة وطنية و في الحقيقة هي شركة بالباطن تتبع لعارف لتتمكن من السيطرة على كامل سودانير و قام هؤلاء “المسئولون” بدور يشبه دور المحلل ! بالله عليك ماذا ترى عقابا لهؤلاء غير ان يربطوا على اعمدة تحت الشمس و يدعوهم للشعب ليبصق عليهم و يرميهم بالخراء و القاذورات و يضربوا بالبراطيش حتى يموتوا ثم يدعوهم مصلوبين حتى تتعفن جيفهم؟1

  5. خط هثروا هو حق امتياز لا يباع مع شركة الخطوط الجوية السودانية لانه (ِintangible asset) ويمكن ان يباع لوحده بقيمة منفصلة عن قيمة الشركة .
    انا لا اعرف ماهو مضمن فى عقد بيع الشركة ولا ادرى اذا كان خط هثروا مضمنا فى البيع لان مجرد البيع للشركة لا ينسحب على حق الامتياز ولكن لهم الحق فى الاستعمال وليس البيع .

  6. ” حتي لا يتطاول البعض ويطالب بالتحقيق في بيع سودانير لا اصولها” ! يا عثمان ! الفرق ايه ؟ واقصد في البيع لا المصطلح ؟
    ؟
    ولا الترلي ما من الترللي ؟

  7. انا مستغرب لنهاية سودانير رغم سوء الادارة بها وحتي من قبل الانقان شاهدنا سودانيين يملؤن فنادق جدة والقاهرة وحتي قبل الانقاذ السبب تاخر طائرة السودانية اثيوبيا دولة جارة تشبهنا في الظروف في الفقر وفي السرقة ولكن الخطوط الاثيوبية قوية في كل فترات الحكم فيها اعتقد المشكلة فينا جميعا

  8. ااااااااااااه يا أستاذ…وهل القصة وقفت على المرحومة الخطوط الجوية.؟؟
    اين الخطوط البحرية؟
    اين الخطوط النيلية ؟
    أين خطوط السكك الحديدية ؟

  9. ” حتي لا يتطاول البعض ويطالب بالتحقيق في بيع سودانير لا اصولها” ! يا عثمان ! الفرق ايه ؟ واقصد في البيع لا المصطلح ؟
    ؟
    ولا الترلي ما من الترللي ؟

  10. انا مستغرب لنهاية سودانير رغم سوء الادارة بها وحتي من قبل الانقان شاهدنا سودانيين يملؤن فنادق جدة والقاهرة وحتي قبل الانقاذ السبب تاخر طائرة السودانية اثيوبيا دولة جارة تشبهنا في الظروف في الفقر وفي السرقة ولكن الخطوط الاثيوبية قوية في كل فترات الحكم فيها اعتقد المشكلة فينا جميعا

  11. ااااااااااااه يا أستاذ…وهل القصة وقفت على المرحومة الخطوط الجوية.؟؟
    اين الخطوط البحرية؟
    اين الخطوط النيلية ؟
    أين خطوط السكك الحديدية ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..